يتناول ملايين الأشخاص، أدوية يومية لخفض مستويات الكوليسترول لديهم ومنع الأزمات القلبية، باستثناء نوع خطير من الكوليسترول في الدم يعرف بالبروتين الدهني (أ) ليس له دواء.

وهذا هو السبب في أن دراسة جديدة لعقار بحثي يُدعى "أولباسيران"، والذي يمنع إنتاج البروتين الدهني (أ) قد حظيت باهتمام كبير في الأوساط العلمية.

أوضحت مؤلفة الدراسة الدكتورة ميشيل أودونوج، أخصائية طب القلب والأوعية الدموية في مستشفى بريجهام والنساء في بوسطن بالولايات المتحدة: "على عكس الأنواع الأخرى من الكوليسترول، لا يوجد للأسف علاج معتمد متاح حاليًا لخفض مستوى البروتين الدهني (أ)".

يرتبط "أولباسيران" بـ الحمض النووي الريبوزي المرسال، أو الرنا المرسال (mRNA) الخاص بالجسم، لمنعه من صنع البروتين الدهني (أ).

ونظرت الدراسة في جرعات مختلفة من العقار الجديد في حوالي 230 شخصًا بمستويات عالية من البروتين الدهني (أ). الأشخاص الذين تلقوا أعلى جرعات من "أولباسيران" في الدراسة قللوا تركيز هذا النوع من البروتين لديهم بأكثر من 95 في المائة مقارنة مع الدواء الوهمي. ويتم إعطاء الدواء عن طريق الحقن كل 12 أسبوعًا.

مستويات البروتين الدهني

وكانت مستويات البروتين الدهني لدى المرضى المشاركين في الدراسة حوالي 260.3 نانومول لكل لتر من الدم (nmol / L)، في المتوسط، عندما بدأت الدراسة.

وتحدد المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها مستويات البروتين الدهني (أ) العالية بأنها أكبر من 125 نانومول / لتر.

وكان معظم الأشخاص في الدراسة يتناولون أيضًا الأدوية لخفض مستويات الكوليسترول لديهم.

علاوة على ذلك، كان العلاج آمنًا. وكانت تفاعلات موقع الحقن أكثر شيوعًا عند استخدام عقار "أولباسيران" أكثر من جرعة الدواء الوهمي، لكنها كانت تميل إلى أن تكون خفيفة ويتم حلها من تلقاء نفسها، على حد قول أودونوجو.

وأضافت، وفقًا لوكالة "يو بي آي"، أنه سيتم إطلاق تجربة المرحلة الثالثة في ديسمبر لتقييم فعالية وسلامة عقار "أولباسيران".

وأوضحت أن الملايين من الناس يتناولون الستاتين أو أدوية أخرى لخفض مستويات الكوليسترول لديهم، لكن هذه الأدوية تستهدف بشكل أساسي كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة.

وقالت أودونوج: "لا تخفض العقاقير المخفضة للكوليسترول البروتين الدهني (أ) (و) العقاقير المخفضة للكوليسترول قد ترفعه"، و"هذا أحد الأسباب التي تجعل من المثير الحصول على علاج جديد قيد التطوير يؤدي إلى مثل هذا الانخفاض الملحوظ والمستمر في البروتين الدهني (أ)".

وتم تقديم النتائج يوم الأحد في الاجتماع السنوي لجمعية القلب الأمريكية ، في شيكاغو ، وتم نشرها في توقيت متزامن بمجلة "نيو إنجلاند" الطبية.

اقرأ أيضا:

دراسة: الإجهاد المزمن يسرع انتشار سرطان القولون بشكل كبير

أخطر جزيء في الدم

وقال الدكتور مانيش باتيل، رئيس قسم أمراض القلب وقسم الصيدلة الإكلينيكية في كلية جامعة ديوك، إن جزيء البروتين الدهني (أ) يحتمل أن يكون أخطر جزيء في الدم، وتزيد المستويات المرتفعة من خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتة الدماغية والموت.

وأضاف باتيل، وهو أيضًا رئيس مجلس جمعية القلب الأمريكية لعام 2022 لبرمجة الجلسات العلمية، والذي لم يشارك في الدراسة: "تاريخيًا، لم نختبر الأشخاص من أجل ذلك لأنه لم يكن لدينا علاجات". وأشار إلى أن البروتين الدهني (أ) يميل إلى التسبب في ارتفاع مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة.

وتابع باتيل: "العقار الجديد علاج فعال للغاية لتقليل البروتين الدهني (أ)، والآن سننتظر نتائج المرحلة الثالثة من التجربة لنرى ما إذا كان هذا يترجم إلى تحسينات في نتائج القلب والأوعية الدموية مثل انخفاض معدلات الأزمات القلبية والسكتة الدماغية والوفاة".