يتسبب أسلوب حياة المليارديرات في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بأكثر من ألف مرة من الشخص العادي، وفقًا لتقرير أصدرته منظمة أوكسفام، - اتحاد جمعيات خيرية تعمل على مكافحة الفقر العالمي - الإثنين بعنوان "مليارديرات الكربون: الانبعاثات الاستثمارية لأغنى أغنياء العالم".
ووجد التقرير أنه عند حساب استثماراتهم، فإن أغنى الناس في العالم مسؤولون عن إحداث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بمليون مرة أكثر من الشخص العادي.
استثمارات المليارديرات
وقال نافكوت دابي، مسؤول تغير المناخ في منظمة أوكسفام، في بيان صحفي: "الانبعاثات من أنماط حياة المليارديرات - بسبب الاستخدام المتكرر للطائرات واليخوت الخاصة - هي آلاف المرات للشخص العادي، وهو أمر غير مقبول تمامًا بالفعل".
وأضاف: "ولكن إذا نظرنا إلى الانبعاثات من استثماراتهم، فإن انبعاثاتهم الكربونية تزيد بأكثر من مليون مرة".
ووجد التقرير أن استثمارات 125 مليارديرُا فقط تنبعث منها 393 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام - وهو مبلغ يضاهي مثيله في فرنسا.
وقال التقرير إنه على عكس الشخص العادي، فإن ما بين 50 في المائة إلى 70 في المائة من انبعاثات الغازات العالمية من قبل المليارديرات تأتي نتيجة لاستثماراتهم.
اظهار أخبار متعلقة
ويمتلك أكبر 125 مليارديرًا في العالم ثروة إجمالية تبلغ 2.4 تريليون دولار في 183 شركة تنتج مستويات فلكية من غازات الاحتباس الحراري.
وتنتج استثمارات المليارديرات ما معدله 3 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون لكل ملياردير، وهو ما يزيد بمليون مرة عن 2.76 طن من غازات الاحتباس الحراري التي ينتجها 90 في المائة من الأشخاص الأقل في الثروة.
وقالت أوكسفام: "من المرجح أن يكون الرقم الفعلي أعلى من ذلك، حيث ثبت أن انبعاثات الكربون المنشورة من قبل الشركات تقلل بشكل منهجي من المستوى الحقيقي لتأثير الكربون".
وتابعت: "علاوة على ذلك، من المرجح أن يكون أصحاب المليارات والشركات الذين لا يكشفون علنًا عن انبعاثاتهم هم أولئك الذين لديهم تأثير مناخي مرتفع".
الصناعات الملوثة
ووجد الباحثون أن المليارديرات احتفظوا في المتوسط بـ 14 في المائة من استثماراتهم في الصناعات الملوثة مثل الوقود الأحفوري والمواد مثل الأسمنت، وأن مليارديرًا واحدًا فقط لديه استثمارات في شركة للطاقة المتجددة.
وجاء في التقرير: "إذا قام المليارديرات في العينة بتحويل استثماراتهم إلى صندوق يتمتع بمعايير بيئية واجتماعية أقوى، فيمكن أن يقلل ذلك من كثافة انبعاثاتهم بما يصل إلى أربعة أضعاف".
وقالت "أوكسفام"، إن على الحكومات "معالجة هذه القضية" من خلال زيادة اللوائح والضرائب على المليارديرات.
وأضافت وفقًا لوكالة "يو بي آي": "يجب على الحكومات فرض ضرائب أكبر على الأغنياء للحد بشكل جذري من عدم المساواة وتركيز الثروة، وتقليل الانبعاثات العالية غير المستدامة من قبل الأغنياء وتقليل قوتهم وتأثيرهم على اقتصادنا الذي يعمل بالوقود الأحفوري".
وتابعت: "يمكن أن يرفع هذا أيضًا تريليونات الدولارات للدول الأكثر تضررًا من كارثة المناخ. ويمكن أن تساعد العائدات أيضًا في دفع انتقال أخضر وعادل على المستوى العالمي".
مع ذلك، أشارت منظمة "أوكسفام" إلى أن هناك بعض الأمثلة على المليارديرات الذين يستخدمون ثرواتهم لمحاربة تغير المناخ، بما في ذلك مايك كانون بروكس الذي اشترى حصة كبيرة في شركة الطاقة الأسترالية (AGL) لمنعها من الانقسام، الأمر الذي سيسمح للشركة بمواصلة تشغيل محطات الفحم لمدة عقدين آخرين.
وجاء في التقرير: "هناك أيضًا أمثلة على أصحاب المليارات الذين يستثمرون في شركات تسعى إلى إحداث فرق بيئي واجتماعي".
وقالت "أوكسفام" إن المثال "الأكثر لفتًا للانتباه" في الآونة الأخيرة هو مثال إيفون شوينارد، الملياردير صاحب ماركة الملابس الرياضية باتاجونيا.
قال شوينارد في سبتمبر إنه سيسلم السيطرة على الشركة، التي تبلغ قيمتها حوالي 3 مليارات دولار، إلى مؤسستين بيئيتين غير ربحتين من أجل حربهما ضد تغير المناخ.