مع دخول الشتاء، يلجأ كثير من الناس إلى إغلاق نوافذ المنازل بشكل محكم، لضمان عدم تسلل البرد إليها، علاوة على لجوء البعض إلى حرق الأخشاب أو الطهي مع إغلاق النوافذ، دون الأخذ في الحسبان ضرورة التهوية من وقت لآخر لتفادي العدوى التي تنتقل في الأجواء سيئة التهوية.

قالت أستاذة الهندسة البيئية للمباني في جامعة ليدز، كاث نوكس، إن هذا سيجعل الناس أكثر عرضة للمخاطر الصحية ويسرع من انتشار العدوى، محذرة من أن إغلاق النوافذ وإيقاف التدفئة واستخدام مواقد الخشب يمكن أن تشكل جميعها إجراءات خطيرة.

وأضافت، وفقًا لصحيفة "ذا صن": "لدي قلق حقيقي من أن بعض الأشياء التي يقوم بها الناس لها تأثير مضاعف بالفعل. لذا، إذا كنت في المنزل، على سبيل المثال، ولم تقم بتشغيل التدفئة وأبقيت النافذة مغلقة، فلن تقلل التهوية فحسب، ولكنك أيضًا تخلق حالة قد تتعرض فيها لمزيد من الرطوبة والعفن، والذي له تأثير غير مباشر على صحتك".

الهواء النقي

وأوضحت عضو المجموعة الاستشارية العلمية لحالات الطوارئ (Sage) في بريطانيا، أن بحثًا سابقًا أجراه فريقها وجد أن التواجد في غرفة بها هواء نقي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بعدوى كوفيد من القطرات المحمولة جوًا بنسبة تصل إلى 70 في المائة.

وأشارت البروفيسور نوكس إلى أن أهمية إدارة التهوية في المنزل تتجاوز كوفيد، إذ يمكن أن تساعد في تجنب انتشار العدوى الأخرى، مثل جدري الماء والحصبة والسل وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى مثل الأنفلونزا، مما يشكل خطرًا أكبر في الأماكن سيئة التهوية.

وتابعت: "هناك الكثير من الأدلة على أن جودة الهواء الذي نتنفسه مهمة حقًا لصحتنا - والتهوية جزء كبير من ذلك". وأشارت إلى أنه يجب زيادة الوعي بالتهوية وأهميتها في حماية الناس من المرض.

وشددت على أنه "من الأهمية بمكان جعل المباني أكثر مقاومة للتهديدات الصحية، بما في ذلك معاركنا المنتظمة مع انتقال نزلات البرد والإنفلونزا حول الأماكن الداخلية المزدحمة".

اقرأ أيضا:

دراسة: الإجهاد المزمن يسرع انتشار سرطان القولون بشكل كبير

تحسين التهوية بأقل تكلفة

وذكرت أن هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تحسين التهوية دون زيادة التكاليف. على سبيل المثال، عندما تفتح النوافذ بشكل متقطع، يمكنك الحصول على بعض الهواء النقي دون التأثير على استخدامك للطاقة- وهو أمر يدركه الكثير من الناس حاليًا.

ونصحت قائلة: "التأكد من فتح نافذة بعد الاستحمام أو استخدام شفاط في مطبخك عند الطهي يمكن أن يساعد أيضًا. إنك تستخدمه فقط لفترات زمنية قصيرة - لذا فأنت لا تستخدم الكثير من الطاقة لتوفير التهوية".

وخلال المراحل الأولى من تفشي وباء كوفيد – 19، قال خبراء بجامعة كاليفورنيا إن فتح النوافذ يمكن أن يساعد في منع كوفيد من التسلل إلى المنزل.