توصلت دراسة إلى أن دواء السكري يستخدم لمرة واحدة في الأسبوع يمكن أن يفقد ما يقرب من خمس وزن طفل يعاني من السمنة.

وفقد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عامًا والذين تم إعطاؤهم "سيماجلوتايد" - الاسم التجاري "ويجوفي" - 14 في المائة من وزن الجسم في المتوسط خلال 16 شهرًا.

وتُرجم هذا إلى 16 في المائة من مؤشر كتلة الجسم، وهو مقياس للدهون في الجسم يعتمد على الطول والوزن. وفقد واحد من كل أربعة أشخاص مقدر الخمس من مؤشر كتلة الجسم.

للمقارنة، اكتسبت المجموعة الضابطة التي تلقت المشورة والنصيحة بشأن النظم الغذائية والتمارين الرياضية وزنًا أكبر بنسبة 2.4 في المائة في نفس الفترة، وارتفع مؤشر كتلة الجسم لديهم بنسبة 0.6 في المائة.

أكثر الأدوية فعالية في مكافحة السمنة لدى الأطفال

وفيما أعرب المشاركون عن سعادتهم بالنتائج إلى حد البكاء، قال الباحثون في جامعة مينيسوتا الذين أجروا التجربة، إن العقار كان "أكثر الأدوية فعالية في مكافحة السمنة لدى المراهقين" حتى الآن.

ويأمل العلماء أن أن يحصلوا على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لاستخدام الدواء للأطفال الذين يعانون من السمنة، مما يفتح طرقًا أخرى لفقدان الوزن.

وتزيد السمنة من مخاطر الإصابة بأمراض في وقت لاحق من الحياة بما في ذلك مرض السكري وأمراض القلب.

اظهار أخبار متعلقة

ويحفز الدواء مناطق الدماغ التي تساعد الناس على الشعور بالشبع بعد تناول الطعام وهو معتمدا حاليًا فقط للبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا في الولايات المتحدة. بينما يُسمح باستخدام حقنة واحدة لإنقاص الوزن – "ليراجلوتايد" - في الأطفال، ولكن يجب إعطاؤها مرة واحدة يوميًا.

في الدراسة - التي نُشرت في مجلة "نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين" - قام العلماء بتجنيد 201 شابًا بدينًا من الولايات المتحدة وأوروبا والمكسيك، وزنهم حوالي 107 كجم. ولديهم مؤشر كتلة الجسم 37 في المتوسط، مما يضعهم بقوة ضمن فئة الأشخاص الذين يعانون من السمنة.

خلال فترة الدراسة التي استمرت من أكتوبر 2019 إلى مارس 2022، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، حيث أخذ ثلثاهم جرعة إنقاص الوزن والباقي حصلوا على المشورة. وبعد عام وأربعة أشهر، فقد هؤلاء في مجموعة الأدوية حوالي 15 كجم، أو 14 في المائة من وزن أجسامهم. وفقد ثلثهم أكثر من 20 في المائة.

بينما اكتسب الأطفال الذين تلقوا المشورة فقط 2.4 كجم في المتوسط - أي ما يعادل 2.7 في المائة من وزن الجسم. وفقد ثلاثة في المائة فقط أكثر من خُمس وزنهم.

وتمت مراقبة المشاركين أيضًا لمدة ثلاثة أشهر بعد انتهاء الدراسة. واكتسب أفراد كلتا المجموعتين الوزن مرة أخرى في هذا الوقت، لكنه كان أكثر وضوحًا في مجموعة الأدوية التي ارتفع مؤشر كتلة الجسم فيها بنسبة واحد في المائة.

نتائج مثيرة 

وقال الدكتور آرون كيلي، خبير السمنة لدى الأطفال من جامعة مينيسوتا والذي شارك في الدراسة، إن النتائج كانت "مثيرة".

وأضاف لشبكة (NBC نيوز): "لقد دخلنا المرحلة التي نرى فيها نوعًا من فقدان الوزن حيث يأتي المراهقون إلينا وهم يبكون. إنها المرة الأولى التي يتحكمون فيها في وزنهم في حياتهم".

تم تطوير "سيماجلوتيد" في الأصل لمرضى السكري. وهو يعمل عن طريق مساعدة البنكرياس على إطلاق الكمية المناسبة من الأنسولين عندما تكون مستويات السكر في الدم مرتفعة.

لكن العلماء وجدوا أيضًا أن له آثارًا جانبية تتمثل في تقليل الشهية مما يؤدي إلى فقدان الوزن. عند الأكل، تبدأ الخلايا في الأمعاء بإفراز هرمون يسمى الببتيد 1 الشبيه بالجلوكاجون.

وينتقل هذا إلى منطقة ما تحت المهاد في وسط الدماغ لتنشيط هذه المنطقة لإثارة الشعور بالامتلاء أو الصحة. وتخبر الآلية الجسم بالتوقف عن الأكل، لكنها تدوم بشكل طبيعي لبضع دقائق فقط. من ناحية أخرى، يحافظ "سيماجلوتيد" على نشاطه لعدة أيام.

وتمت الموافقة عليه لفقدان الوزن لمن هم فوق 18 عامًا في الولايات المتحدة في يونيو من العام الماضي، ولكن لم يحصل بعد على الضوء الأخضر للفئات العمرية الأصغر.