كشف تجارب سريرية، أن الحصول على المضادات الحيوية لفترة قصيرة، يمكن أن يحسن من سلامة الأسبرين الذي يتم تناوله للوقاية من الأزمات القلبية أو السكتات الدماغية، ويحد من خطر تعرض الشخص لنزيف في المعدة جراء استخدامه على المدى الطويل.
وقال الباحثون، إن الأسبرين الذي يتزايد استخدامه بين المرضى المسنين مصدر قلق رئيس لحدوث نزيف في المعدة، لأنه يعمل على تسييل الدم، مما يؤدي إلى نزيف في قرحة المعدة. وهذه القرحة قد تكون، ناجمة عن نوع معين من البكتيريا: "جرثومة المعدة".
واستندت التجربة السريرية الرئيسية، التي أجريت في المملكة المتحدة، إلى أدلة على أن نزيف القرحة الهضمية لدى مستخدمي الأسبرين يحدث في الغالب في الأشخاص المصابين بجرثومة المعدة.
اقرأ أيضا:
دراسة: الإجهاد المزمن يسرع انتشار سرطان القولون بشكل كبيرقال الباحثون في بيان صحفي إن المخاطر التي يتعرض لها الأشخاص الذين يتناولون بالفعل الأسبرين منخفضة، لكنها تزداد عندما يبدأ الناس العلاج طويل الأمد بالأسبيرين - وهذا هو الوقت الذي يبدو فيه البحث عن الجرثومة الملوية البوابية (جرثومة المعدة) وعلاجها هو الأمثل.
لذلك، نظر الباحثون في ما إذا كانت دورة قصيرة من المضادات الحيوية لإزالة هذه الجرثومة ستقلل من خطر نزيف المعدة لدى مستخدمي الأسبرين، من خلال تجربة شملت مصابين بـ "جرثومة المعدة" يتناولون الأسبرين يوميًا في إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية.
وقال كريستوفر هوك، أستاذ أمراض الجهاز الهضمي، قائد الدراسة: "الأسبرين له فوائد عديدة من حيث تقليل مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية لدى الأشخاص المعرضين لخطر متزايد. وهناك أيضًا أدلة على أنه قادر على إبطاء بعض أنواع السرطان".
وأشار إلى أن التجربة "هي أكبر دراسة من نوعها في المملكة المتحدة، ويسعدنا أن النتائج قد أظهرت أن نزيف القرحة يمكن أن ينخفض بشكل كبير بعد دورة واحدة من المضادات الحيوية لمدة أسبوع".
ووصف هوكي، من كلية الطب بجامعة نوتنجهام، ومركز نوتنجهام لأمراض الجهاز الهضمي في المملكة المتحدة، الآثار طويلة المدى لنتائج الدراسة بأنها "مشجعة من حيث الوصفات الآمنة".
وقال البيان إن التجربة العشوائية شملت 1208 مرضى في المملكة المتحدة، تم تحديدهم من قبل أطبائهم، وطُلب منهم المشاركة في الدراسة وإجراء اختبار تنفس "جرثومة المعدة".
ووقع الاختيار على أولئك الذين كانت لديهم نتيجة إيجابية لتلقي إما دورة قصيرة من العلاج بالمضادات الحيوية أو العلاج الوهمي. ولم تكن هناك حاجة لزيارات متابعة. بدلاً من ذلك، تم جمع المعلومات من السجلات الطبية الإلكترونية للمرضى.
وفقًا لموقع التجارب السريرية (Clintrials.gov)، يتكون العلاج الفعال الذي أجراه الباحثون ويتم تعاطيه على مدار سبعة أيام من ثلاثة أدوية عن طريق الفم: لانسوبرازول، 30 ملليجرام مرتين يوميًا؛ كلاريثروميسين، 500 مجم. مرتين يوميًا؛ وميترونيدازول 400 مجم. مرتين يوميًا.
ووجدت الدراسة، التي نشرت نتائجها في دورية "لانسيت" الطبية، أنه خلال أول عامين ونصف العام، كان الأشخاص الذين تلقوا العلاج بالمضادات الحيوية أقل عرضة للدخول إلى المستشفى بسبب نزيف القرحة الهضمية مقارنة بأولئك الذين تناولوا أقراصًا وهمية.
واكتشف العلماء أن الحماية حدثت بسرعة، إذ أن أول دخول إلى المستشفى بسبب نزيف القرحة الهضمية لدى الأشخاص الذين تناولوا أقراصًا وهمية حدث بعد ستة أيام، مقابل 525 يومًا بعد العلاج بالمضادات الحيوية، بحسب البيان. ولاحظ الباحثون أنه على مدى فترة أطول، بدت الحماية تتضاءل.