شهدت ولاية كاليفورنيا الأمركية، افتتاح أول معهد للبن الأم في العالم، والذي يأمل العلماء استغلاله في علاج الأمراض المزمنة للمرضى من جميع الأعمار، بما فيها أمراض القلب والسكري وسرطان الثدي.

وأظهرت عقود من البحث، أن لبن الأم يقوي أدمغة الأطفال، وجهاز المناعة، والعظام، لكن العلماء بمعهد "هيومان ميلك إنستيتيوت" في سان دييجو يسعون لاكتشاف تأثيره على البالغين أيضًا.

جهد مشترك 

وقال البروفيسور لارس بود، مدير التمويل بالمعهد: "الأطباء والعلماء في جامعة كاليفورنيا في سان دييجو وأماكن أخرى يقومون بهذا العمل منذ فترة، لكنهم معزولون إلى حد كبير في مجالات اهتمامهم".

وأوضح أنه في المعهد "لدينا فرصة للتعلم والتنسيق والتفاعل في مكان واحد، ويمكننا التحدث بصوت واحد. يمكن للبحوث إعلام الرعاية السريرية، ويمكن للرعاية السريرية أن تساعد في البحث ويمكن أن يساعد كلاهما في التثقيف".

ويجمع المعهد الجديد، الأول من نوعه، مختبرات مختلفة في جامعة كاليفورنيا، سان دييجو، والتي تدرس الطبيعة والبيولوجيا والإمكانات العلاجية للحليب البشري.

قالت الدكتورة كريستينا تشامبرز، أستاذة طب الأطفال في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييجو، ومديرة المستودع الحيوي لبحوث الحليب البشري بالمعهد: "من مختبر الأبحاث إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، سيجمعنا (هيومان ميلك إنستيتيوت) معًا بطرق غير مسبوقة لدعم أعمالنا الضخمة. الجهود المبذولة لاكتشاف كيف يمكن أن يساعد حليب الأم الناس من جميع الأعمار".

اقرأ أيضا:

دراسة: الإجهاد المزمن يسرع انتشار سرطان القولون بشكل كبير

فوائد لبن الأم 

ويوفر لبن الأم تغذية مهمة للرضع بمزيج شبه مثالي من الفيتامينات والبروتينات والدهون التي تعمل على تهيئة الجهاز المناعي للأطفال لمحاربة الالتهابات. ويمكن أن تكون هذه المكونات النشطة بيولوجيًا جزءًا لا يتجزأ من تطوير عقاقير جديدة للحالات التي يصعب علاجها.

قال البروفيسور بود، طبيب الأطفال في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييجو: "سنعمل للإجابة على الأسئلة الحرجة والمنقذة للحياة، مثل "هل يمكن تطوير مكونات حليب الأم إلى علاجات طبيعية أو استخدامها كوسائل تشخيص غير جراحية؟".

وأضاف: "النتائج التي توصلنا إليها يمكن أن تساعد أيضًا في تقليل مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية لدى البالغين".

ويشتمل المعهد أيضًا على برامج توعية وتثقيف مجتمعية، بالإضافة إلى بنك للتبرع باللبن، حيث يمكن للأمهات أن يتبرعن بحليب الثدي لبسترته وتحليله بحثًا عن أي ملوثات محتملة، بالإضافة إلى العناصر الغذائية.

يأتي إنشاء المعهد في أعقاب نقص حليب الأطفال لمدة عام في أجزاء كثيرة من الولايات المتحدة.

وفي ذروة النقص عندما كانت الأمهات يسعين جاهدًا لإيجاد طعام لأطفالهن، كان العديد منهن يواجهن هجمات عبر الإنترنت لعدم الرضاعة الطبيعية بالمجان.

وهناك العديد من الأسباب التي تجعل الرضاعة الطبيعية غير ممكنة لبعض النساء، إذ لا يستطيع البعض ممن يعانين من عدم كفاية الأنسجة الغدية أن ينتجن الحليب.

وقد تعاني الأمهات الجدد اللواتي يعانين من اضطرابات صحية والتي تسبب اختلالات هرمونية شديدة، بسبب اختلال وظائف الغدة الدرقية، أو متلازمة تكيس المبايض من مشاكل في الرضاعة الطبيعية.