توصل العلماء إلى طريقة لوقف فقدان البصر من خلال معالجة سبب رئيسي للعمى، وهو الضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD) عبر استخدام الحقن الجيني.

ويستخدم العلماء، فيروسًا غير ضار لإيصال الجين إلى العين، حيث يوجهها لإنتاج إمدادها الخاص من مادة تحفظ البصر، ويحمي الجزء المركزي من الشبكية المعروف باسم "البقعة"، في الجزء الخلفي من العين التي تشارك في الرؤية المركزية الحادة.

ويفقد الأشخاص المصابون بالضمور البقعي رؤيتهم المركزية – على سبيل المثال: يمكنهم رؤية عقارب الساعة ولكن لا يمكنهم معرفة الوقت، ويفقدون القدرة على التعرف على وجوه الأشخاص. وعادة ما يتم تشخيصه عن طريق فحص العين الروتيني، وغالبًا ما تظهر العلامات الأولى عند الأشخاص في الخمسينيات والستينيات من العمر.

مرض الصمور البقعي

وسبب مرض الصمور البقعي غير معروف، على الرغم من ارتباطه بالتدخين وارتفاع ضغط الدم والسمنة والتاريخ العائلي للمصابين به.

وهناك نوعان منه: جاف ورطب. الجاف هو الشكل الأكثر شيوعًا - نتيجة تراكم مادة دهنية تسمى البراريق في الجزء الخلفي من العين. والرطب، الذي يمثل 15 في المائة من الحالات، ينجم عن عامل نمو بطانة الأوعية الدموية (VEGF)، وهو مركب يحفز نمو الأوعية الدموية الجديدة اللازمة للشفاء، كما يحدث بعد الإصابة.

ويتسبب النوع الرطب من الضمور البقعي في نمو الأوعية الدموية غير الطبيعية تحت الشبكية. وهي عرضة للانكسار، مما يؤدي بدوره إلى تسرب السوائل والدم إلى الشبكية، مما يؤدي إلى تورم الخلايا في الشبكية وفقدان الرؤية.

بينما يتطور النوع الجاف عادةً ببطء، على مدار سنوات عديدة في بعض الحالات، ويمكن أن يبدأ الشكل الرطب ويزداد سوءًا في غضون أسابيع، وحتى أيام.

اقرأ أيضا:

دراسة: الإجهاد المزمن يسرع انتشار سرطان القولون بشكل كبير

التعامل مع الضمور البقعي الرطب

وهناك طرق للتعامل مع الضمور البقعي الرطب - العلاج الفوري أمر حيوي لمنع المزيد من الضرر - لكنه يمكن أن يكون مرهقًا.

ويجب الحقن بالأدوية مثل "أفليبيرسيبت"، وهو بروتين يمنع عمل عامل نمو بطانة الأوعية الدموية، في العين مدى الحياة. ويجب القيام بذلك بشكل متكرر، بمعدل مرة واحدة في الشهر.

لكنها يمكن أن تكون مؤلمة وتسبب كدمات حول العين (تشمل المضاعفات النادرة إعتام عدسة العين والعدوى). ما يقرب من نصف المرضى يتوقفون عن العلاج في غضون عامين، وفقًا لمراجعة عام 2021 في مجلة "طب العيون".

أما العلاج الجديد، المعروف باسم (ADVM-022)، يتضمن حقنة واحدة فقط ربما كل ثلاث سنوات، طورته شركة أدفيروم ومقرها الولايات المتحدة، وهو شكل من أشكال العلاج الجيني. وينطوي على حقن فيروس يحتوي على الشفرة الجينية لجعل الجراثيم في العين.

يعمل الفيروس كوسيلة لنقل الجينات إلى العين، ثم يوجه الكود الجيني الخلايا في العين لتصنيع البروتين، مما يسمح للعين بمعالجة نفسها.

أظهرت نتائج من تجربة أمريكية جارية، عرضت في المؤتمر السنوي للأكاديمية الأمريكية لطب العيون، انخفاضًا بنسبة 93 في المائة في مستويات السوائل الضارة في العين بعد الحقن.

وتبحث تجربة أخرى شملت 36 مريضًا في 14 مستشفى أمريكيًا، علاجًا لمرض مختلف في العين، هو الوذمة البقعية السكرية الناتجة عن تراكم السوائل في البقعة، وهو السبب الأكثر شيوعًا لفقدان البصر لدى الأشخاص المصابين باعتلال الشبكية السكري، كأحد المضاعفات الشائعة لمرض السكري من النوع 2.

وقال جوين ويليامز، استشاري طب العيون في مستشفى سينجلتون في سوانسي: "إن مرض الضمور البقعي الرطب يمثل مشكلة صحية عامة ضخمة. تعتبر العلاجات القائمة على العلاج الجيني مثل هذه مثيرة وهي في طليعة الفهم العلمي".

وأضاف، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل": "سيكون من الممتع رؤية نتائج التجربة"، لكنه أوضح أنه "سوف يستغرق الأمر وقتًا طويلاً قبل أن يتوفر أي شيء مثل هذا".