على مدار قرون عدة، ظهرت العديد من الأمراض الفتاكة في أعماق الغابات وتحت سطح الأرض. ويلعب تغير المناخ، والتعدي البشري على الأدغال والغابات، ونمو تجارة الحياة البرية والنمو السكاني دورًا في انتشار هذه الأمراض.

بعض هذه الفيروسات، تم القضاء عليه بلقاحات فعالة، لكن لا زال هناك العديد منها تنقل العدوى وتقتل الآلاف، وفي بعض الحالات ملايين الأشخاص كل عام. وتعرضت أوغندا مؤخرًا لسلالة خطيرة من فيروس إيبولا، لا يوجد لها لقاح حاليًا.

وفيما يلي أكثر 12 من الفيروسات المميتة في تاريخ البشرية، والتي لازال بعضها منتشرًا حتى اليوم، وفقًا لصحيفة "ذا صن":

1. فيروس ماربورج

يشبه مرض فيروس ماربورج، مرض الإيبولا، ويمكن أن ينتشر بسرعة من شخص لآخر. ويصل معدل الوفيات به إلى 88 في المائة بين المرضى المصابين به، ولا يوجد علاج معروف له.

وظهر لأول مرة في عام 1967 في ماربورج وفرانكفورت في ألمانيا، وفي بلجراد يصربيا. وتم ربط تفشي المرض بالمختبرات التي تستخدم القرود الخضراء الأفريقية المستوردة من أوغندا.

وعادة ما يبدأ المرض الذي يسببه الفيروس بسرعة كبيرة مع ظهور أعراض شديدة؛ مثل ارتفاع درجة الحرارة والصداع والشعور بالضيق والإسهال والغثيان.

وغالبًا ما يوصف المرضى بأنهم "أشبه بالأشباح"، مع تعرضهم للإجهاد الشديد. ويصاب معظم المرضى بنزيف في غضون أسبوع، مع ظهور حالات قاتلة تعاني من النزيف من مناطق متعددة - مثل الأنف واللثة والمهبل.

وتحدث الوفاة عادة ما بين ثمانية وتسعة أيام بعد ظهور المرض، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى فقدان الدم الشديد والصدمة. وتأكدت إصابة مريض في غينيا لأول مرة بعد وفاته في 2 أغسطس.

2. فيروس الإيبولا

مرض فيروس الإيبولا - الذي كان يُطلق عليه سابقًا حمى الإيبولا النزفية - هو عدوى فيروسية تحدث في البشر والقرود، تسبب مرضًا حادًا وخطيرًا غالبًا ما يكون مميتًا إذا ترك دون علاج.

ويبدأ الفيروس بأعراض تشمل الحمى والتعب الشديد وآلام العضلات والتهاب الحلق، قبل أن يتطور إلى القيء والإسهال وكذلك النزيف الداخلي والخارجي.

في المتوسط، يموت 50 في المائة من الأشخاص المصابين بفيروس إيبولا. ومع ذلك، تراوحت معدلات الوفيات بين 25 في المائة إلى 90 في المائة في حالات تفشي المرض السابقة.

وخلال موجة التفشي الحالية، التي بدأت في عام 2018 في منطقة كيفو بجمهورية الكونغو الديمقراطية، بلغ معدل الوفيات الإجمالي حوالي 67 في المائة.

وتسبب تفشي فيروس إيبولا في أوغندا في مقتل 10 أشخاص خلال الأسابيع الأخيرة.

3. داء الكلب

يُعرف داء الكلب بأنه فيروس قاتل يصيب الدماغ. وعادة ما ينتشر من خلال لدغة أو خدش من حيوان مصاب، مثل الكلاب والخفافيش والذئاب والثعالب والظربان والراكون.

والعدوى شائعة في جميع أنحاء العالم، ولكنها توجد في الغالب في آسيا وإفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية.

وعقب التعرض لداء الكلب، قد يستغرق الفيروس أسابيع أو شهور حتى يبدأ في ظهور الأعراض. وتبدأ الأعراض عادةً على شكل شبيهة بالإنفلونزا وتصبح أكثر عدوانية مع مرور الوقت.

وبمجرد أن تبدأ أعراض المرض، يكون الفيروس قاتلاً في 100 في المائة من الحالات. ومع ذلك، هناك لقاح فعال ضد داء الكلب في المناطق التي ينتشر فيها بالعالم.

4. فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز

فيروس نقص المناعة البشرية هو فيروس يمكن أن يضعف جهاز المناعة ويسبب الإيدز، إذا تُرك دون علاج.

وفيروس نقص المناعة البشرية في حد ذاته ليس قاتلاً، ولكن السبب هو الإيدز، الذي يرمز إلى متلازمة نقص المناعة المكتسب، وهو عدد من العدوى والأمراض التي قد تهدد الحياة، والتي تحدث عندما يتضرر الجهاز المناعي بشدة بسبب فيروس نقص المناعة البشرية.

ولا يوجد علاج حاليًا لفيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز. لكن العقاقير القوية المضادة للفيروسات تجعل من الممكن للمرضى المصابين به يعيشون لسنوات مع فيروس نقص المناعة البشرية، بحيث لا يتحول إلى الإيدز.

وتوفي ما يقدر بنحو 32 مليون شخص بسبب الإيدز منذ اكتشاف المرض لأول مرة في أوائل الثمانينيات.

ويعاني معظم المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية من مرض، يشبه الأنفلونزا، بعد أسبوعين إلى ستة أسابيع من الإصابة بالفيروس.

5. الجدري

كان الجدري في يوم من الأيام مرضًا عالميًا شائعًا. ويحدث عندما تصاب الأوعية الدموية الصغيرة في الجلد والفم والحلق قبل أن ينتشر الفيروس في جميع أنحاء الجسم.

لكن بعد حملات التطعيم المختلفة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، أعلنت منظمة الصحة العالمية القضاء على مرض الجدري عالميًا في عام 1979.

لكن قبل ذلك، حارب البشر الجدري لآلاف السنين، وتسبب النوع الأكثر خطورة من المرض، "فاريولا"، في وفاة  حوالي 30 في المائة من المصابين به، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

ويعاني المتعافون من من ندوب عميقة ودائمة، وفي كثير من الأحيان عمى. وفي القرن العشرين وحده، قتل الجدري 300 مليون شخص، وفقًا لـ "ناشيونال جيوجرافيك".

6. فيروس هانتا

على الرغم من أنه أودى بحياة عدد قليل نسبيًا من الأشخاص، إلا أن متلازمة فيروس هانتا الرئوية (HPS) تصنف على أنها "مرض قاتل".

ويوجد الفيروس في القوارض ولا ينتقل إلى البشر إلا إذا تناول شخص ما سوائل جسمه - مثل البول أو البراز أو اللعاب. ويواجه المصابون بالفيروس، خطر الموت بنسبة 60 في المائة.

ويظهر الأشخاص المصابون بفيروس هانتا أعراضًا تشمل الحمى والنزيف وتلف الكلى، وفقًا لخبراء من المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

في الصين، تتوفر لقاحات فيروس هانتا منذ ما يقرب من 20 عامًا، ويُنظر إلى أخذ اللقاحات على أنه أكثر الطرق فعالية للوقاية من العدوى.

7. الإنفلونزا

تنتشر عدوى الإنفلونزا، بشكل خاص في فصل الشتاء. وتتشابه أعراضها مع أعراض نزلات البرد الشديدة.

وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا، إن الأعراض اشمل ارتفاع درجة الحرارة عند 38 درجة مئوية أو أكثر.

ومن أعراض الإنفلونزا أيضًا، آلام في الجسم، سعال جاف، صعوبة في النوم، فقدان الشهية، والشعور بالمرض.

ويوجد لقاحات لفيروس الأنفلونزا، لكنه يتغير سنويًا، ويتم تعديل اللقاحات الخاصة به. وبشكل عام، يبدو أن لقاحات الإنفلونزا فعالة في الوقاية من الفيروس في حوالي 40 إلى 60 في المائة من الحالات.

8. حمى الضنك

تنتشر حمى الضنك عن طريق البعوض في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من العالم.

وفقًا  لمنظمة الصحة العالمية، تصيب حمى الضنك ما بين 100 إلى 400 مليون شخص سنويًا.

وعلى الرغم من أن معدل الوفاة بحمى الضنك أقل من بعض الفيروسات الأخرى - عند حوالي 1 في المائة – لكن يمكن للفيروس أن يسبب مرضًا شبيهًا بالإيبولا يسمى حمى الضنك النزفية.

وهذا النوع من الفيروس يتسبب في معدل وفيات بنسبة 20 في المائة إذا ترك دون علاج. ويتوفر لقاح للأطفال الذين يعيشون في المناطق التي تنتشر فيها حمى الضنك.

9. فيروس الروتا

فيروس الروتا هو مرض إسهال يقتل حوالي 200 ألف طفل كل عام.

وينتشر الفيروس بسرعة من خلال الطريق البرازي الفموي (عند تناول جزيئات صغيرة من البراز).

بفضل اللقاحات، يتم حماية الأطفال في الغرب من الفيروس. ومع ذلك، فإن المرض قاتل في الدول النامية، حيث لا تتوفر علاجات الجفاف على نطاق واسع.

10. سارس

ظهر الفيروس القاتل المسبب لمتلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة، أو السارس، لأول مرة في عام 2003 في الصين، وفقًا  لمنظمة الصحة العالمية.

ومن المحتمل أن يكون الفيروس ظهر في الخفافيش، وانتقل إلى ثدييات أخرى قبل أن ينتقل إلى البشر.

ومن المعروف أن المرض يسبب أعراضًا شبيهة بأعراض الإنفلونزا مثل الحمى والقشعريرة وآلام الجسم.

وغالبًا ما يتطور إلى التهاب رئوي، وهي حالة شديدة تلتهب فيها الرئتان وتمتلئ بالصديد.

ويقتل السارس حوالي 9.6 في المائة من المصابين.

ولم يتم الإبلاغ عن أي حالات جديدة من السارس منذ أوائل عام 2004، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكية.

11. كوفيد

كوفيد، على غرار السارس ، هو مرض تنفسي ظهر لأول مرة في الصين في عام 2019.

ولا يقتل نسبة كبيرة من المصابين بالعدوى، ولكنه تسبب في أكثر من  6.57 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم والعدد في ازدياد.

يشكل الفيروس أيضًا خطرًا أكبر على الأشخاص الذين يعانون من حالات أمراض مزمنة مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو السمنة .

تشمل الأعراض الشائعة الحمى والسعال وفقدان التذوق أو الشم وضيق التنفس، وتشمل الأعراض الأكثر خطورة صعوبات التنفس وألم الصدر وفقدان الحركة.

12. متلازمة الشرق الأوسط التنفسية

ظهرت متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، أو ميرس، لأول مرة في السعودية في عام 2012 ومرة ثانية في كوريا الجنوبية في عام 2015.

وهذا المرض يتسبب في معدل وفيات مرتفعة، إذ يؤدي إلى مقتل حوالي 35 في المائة من الأشخاص المصابين به.

لكن الفيروس قتل 858 شخصًا فقط اعتبارًا من عام 2021، لأنه يمكن احتواؤه بسهولة لأنه لا ينتشر بسهولة بين الناس.

اقرأ أيضا: