أشققت عن صدره.. منهج نبوي ربى عليه النبي أتباعه.. تعرف عليه
بقلم |
محمد جمال حليم |
الاحد 15 اكتوبر 2023 - 08:27 ص
من رحمة الله تعالى بعباده أن شرع لهم ما يستطيعون فعله قال تعالى:"لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" ومن رحمته أيضا أنه يحاسب عباده علي ما فعلوه لا ما هموا به.
سماحة الإسلام:
ومن يتأمل رساله الإسلام يجدها سمحة وهو أبرز ما يميزها، فالله تعالى بين لنا بأن نحكم على الناس بظواهرهم ولم يأمرنا بأن تنفي في بواطنهم وما يضمرون. وهذا بخلاف نظر الله لعباده وقد ورد في الحديث إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.
الحكم على الظاهر:
ومن يتأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يجدها مليئة بما يدل على أننا نحكم على الناس بما يظهر من أعمالهم وأقوالهم وألا ننقل عن الضمائر والبواطن وما تخفي الصدور فقد روى البخاري في صحيحه عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: (بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة، قال: فصبَّحنا القوم فهزمناهم، قال: ولحقتُ أنا ورجل من الأنصار رجلًا منهم، قال: فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، قال: فكفَّ عنه الأنصاري، فطعنته برمحي حتى قتلته، قال: فلما قدمنا بلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لي: يا أسامة، أقتلْتَه بعدما قال لا إله إلا الله؟ قال: قلت: يا رسول الله، إنما كان متعوذًا، قال: فقال: أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ قال: فمازال يُكرِّرها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم)، وفي رواية لمسلم: قال أسامة رضي الله عنه: (قلتُ يا رسول الله: إنما قالها خوفاً من السلاح، قال: أفلا شققتَ عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا، فمازال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ). وفي رواية ذكرها ابن القيم في زاد المعاد: (أفلا شققت عن قلبه فتعلم أصادق هو أمْ كاذب؟). وفي رواية لأبي داود وصححها الألباني: (أفلا شقَقتَ عن قلبه حتَّى تعلم من أجل ذلك قالها أم لا؟). وهذا الحديث يؤكد معني مهماً وهو أن الإسلام دين السماحة واليسر ولا يكلف اتباعه مالا يستطيعون. من هنا كان الحكم على الظاهر سمتا بارزا وصفه أصيلة من صفات الاسلام السمح.