كثر هذه الأيام الحديث عن السحر، وعلى الرغم من أن الكثير من هذه الأمور (افتعالات غير حقيقية)، إلا أن ذلك لا ينفي حقيقة وجود السحر، ونبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، تعرض للسحر.
يروى أنه في أحد الأيام تعب سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم تعبًا شديدًا جدًا، لدرجة أن شعره كان يتساقط، ويخيل إليه أنه كان يأتي زوجته، رغم عدم حصوله.
تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "إنه كان يخيل إليه أنه فعل بعض الشيء في البيت مع أهله -وهو لم يفعله"، إلا أنه في أحد الأيام جاءه ملكان وعلما أنه مسحور، وقاما بتطييبه من السحر.
أصل القصة
أصل القصة، أنه كان لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم غُلام يهودي يخدمه، وفي يوم لبيد بن أعصم اليهودي ومجموعة من اليهود أرادوا إيذاء سيدنا النبي لكرههم الشديد له صلى الله عليه وسلم، فراحوا لهذا الغلام وأقنعوه بأن يعطيهم شيئًا من أثر النبي، وبالفعل منحهم الغُلام بعض الأسنان من (مشط) النبي، فاستخدمه لبيد بن عاصم اليهودي في عمل سحر لسيدنا النبي ووضعه تحت حجر في بئر ماء!.
ولما أفاق سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم من النوم، قال للسيدة عائشة :"يا عائشة ما شعرت أن الله أخبرني بدائي"، فأرسل عليه الصلاة والسلام، الإمام علي بن أبي طالب والزبير وعمار بن ياسر وطالبهم بإخراج السحر من البئر، وبالفعل ذهبوا ووجدوا الماء متغيرًا، ومنقوع فيه (حنة شعر)، فلما حركوا الحجر وجدوا السحر تحته، وكان عبارة عن أسنان مشط النبي وبعض شُعيرات من شعر رأسه ووتر مربوط ١١عُقدة!.
اقرأ أيضا:
يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبينالعلاج من السحر
لإتمام علاج رسول الله صلى الله عليه وسلم، من هذا السحر، أنزل الله جبريل عليه السلام، على النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم بالمعوذتين (سورة الفلق وسورة الناس)، وكلما يقرأ سيدنا جبريل آية تنفك عُقدة من العُقد ومع آخر آية فُكت آخر عُقدة، وتحول حال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم للنقيض تمًامًا وعاد لنشاطه الطبيعي.
وظل سيدنا جبريل يرقي النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، ويقول :"بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن حاسد وعين الله يشفيك"، فلما خرج رسول الله لأصحابه بكامل نشاطه، سألوه صلى الله عليه وسلم وقالوا: "يا رسول الله أو لا نأخذ الخبيث (لبيد بن أعصم اليهودي) فنقتله "؟!، فرد عليه الصلاة والسلام عليهم وقال: "أما أنا فقد شفاني الله وأكره أن أثير على الناس شراً"، إذ كان صلى الله عليه وسلم لا يغضب إلا لله ولدين الله ولا يغضب لنفسه أبدًا.