نصاب جميعًا بالصداع من وقت لآخر، لكن الصداع النصفي يمكن أن يمثل مجموعة كاملة من المشكلات المختلفة، وقد يعاني البعض منه لمدة تصل إلى ثمانية أيام في الشهر بسبب الألم.

وقالت الدكتورة كاتي مونرو، من المركز الوطني للصداع النصفي ببريطانيا لصحيفة "ذا صن" "عادةً ما يفقد الأشخاص المصابون بالصداع النصفي العرضي من 4 إلى 8 أيام شهريًا بسبب الصداع النصفي، بينما يعاني المصابون بالصداع النصفي المزمن من الصداع لمدة 8 أيام على الأقل وأكثر من 15 يومًا شهريًا"، الأمر الذي يؤثر بالسلب على حياة الناس اليومية.

عندما يتعلق الأمر بالعلاج، يتم إعطاء معظم الناس مسكنات للألم، لكن في الآونة الأخيرة، تم استكشاف المزيد من العلاج الوقائي للإصابة بالصداع النصفي.

وأظهرت الدراسات أن حقن الأجسام المضادة أحادية النسيلة لمنع مستقبل الببتيد المرتبط جينيا بالكالسيتونين في الدماغ (CGRP)، الذي يلعب دورًا مهمًا في تحفيز الصداع النصفي تقلل من وتيرة الصداع النصفي وشدته.

وهناك طريقة أخرى لمنع الصداع النصفي وهي معرفة ما هي المحفزات، ويمكن أن تكون أطعمة معينة أو حتى توترًا. وقالت الدكتور مونرو إنه إذا كنت تعاني غالبًا من الصداع النصفي، فهناك عشر طرق يمكنك من خلالها توقع حدوثه.

1. الخفقان

بالنسبة لمعظم الناس، يبدأ الصداع النصفي لديهم كصداع. وعادة ما يبدو وكأنه وجع خفيف، لكن الدكتور مونرو قالت إنه عندما يتطور إلى الصداع النصفي، فإنه غالبًا ما يتسبب في خفقان موهن يمكن وصفه بأنه ضرب أو نبض في الرأس.

وأوضحت: "الألم يميل إلى أن يتراوح بين المعتدل والشديد وغالبًا ما يمنع المصابين به من القيام بالأنشطة اليومية العادية، ولكنه قد يكون أكثر اعتدالًا. يزداد الألم سوءًا عند التنقل ويمكن أن يتعارض بشدة مع الحياة اليومية".

2. تصلب وألم

مع تقدم الصداع النصفي، يتم تنشيط نظام العصب الثلاثي التوائم المرتبط بالصداع النصفي، وهي مجموعة أو خلايا عصبية خارج الجهاز العصبي المركزي.

لهذا السبب، تتحرك إشارات الألم صعودًا إلى الدماغ، وأيضًا إلى الرقبة والكتفين، مما يتسبب في مزيد من الانزعاج. ويمكن أن تصبح المنطقة حساسة مما يجعل عضلات الرقبة متوترة وضيقة.

قالت الدكتورة مونرو: "يمكن أن تؤدي آلام الرقبة أيضًا إلى نوبة الصداع النصفي".

3. التعب

قالت الدكتورة مونرو: "الإرهاق من الأعراض الشائعة للصداع النصفي حيث يشعر الكثير من الناس بالتعب الشديد قبل وبعد النوبات، ويعانون من قلة الطاقة والتثاؤب بشكل متكرر".

وأضافت: "قلة النوم الروتينية وتقلب مستويات الجلوكوز في الدم والجفاف قد تسهم في ذلك".

4. الغثيان والقيء

يعتقد الخبراء أنه أثناء نوبة الصداع النصفي، تتباطأ القناة الهضمية مما قد يؤدي إلى الغثيان أو حتى القيء.

قالت الدكتور مونرو، إنه يبطئ أيضًا من امتصاص المسكنات مما قد يقلل من فعاليتها. وأضافت ان بعض الناس، وخاصة الأطفال، قد يعانون من آلام شديدة في البطن كجزء من نوبة الصداع النصفي (الصداع النصفي البطني).

5. الحساسية

عندما تصاب بالصداع النصفي، تنتقل موجة بطيئة من النشاط الكهربائي فوق سطح الدماغ.

وقالت الدكتور مونرو: "يُنظر إلى هذا أحيانًا على أنه عرض تحذير يسمى الهالة التي تأتي وتختفي في غضون ساعة قبل بدء مرحلة الصداع. وحوالي 25 في المائة فقط من المصابين بالصداع النصفي يعانون منها. وتتكون الهالة عادةً من اضطرابات بصرية، مثل التعرج، ومضات من ألوان مختلفة وضوء، ونقاط عمياء، أو حتى اضطرابات أخرى، مثل الروائح الغريبة، والوخز في جانب واحد من الوجه أو في الذراع أو الساق وصعوبة التحدث".

وأضافت أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة غالبًا ما يكونون حساسين للغاية للروائح مثل العطور أو اللمس أو الصوت، و"عادة ما يريدون البقاء هادئين في غرفة مظلمة أثناء النوبة".

6. الهرمونات

النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي ثلاث مرات أكثر من الرجال، بسبب التغيرات الهرمونية في الإستروجين التي يمكن أن تحدث قبل أو أثناء فترات الحمل وفترة ما قبل سن اليأس.

"في فترة ما قبل انقطاع الطمث، عندما تصبح الدورة الشهرية غير منتظمة، وتبدأ الهبات الساخنة، والتعرق الليلي، وتقلب المزاج، ومشاكل الذاكرة وغيرها من الأعراض في الظهور، وتجد العديد من النساء أيضًا أن نوبات الصداع النصفي تزداد سوءًا.

قالت الدكتور مونرو: "يمكن أن تبدأ أعراض الدوخة أثناء فترة ما قبل انقطاع الطمث أيضًا".

7. تغيرات المزاج وضبابية الدماغ

قالت الدكتورة مونرو، إن الكثير من الناس يشعرون غالبًا بالعصبية أو الاكتئاب، قبل أو أثناء أو بعد نوبات الصداع النصفي بسبب التغيرات في الدماغ.

وأضافت "القلق من التعرض لنوبة أمر شائع جدا. ضبابية الدماغ وضعف التركيز يمكن أن يكونا مزعجين للغاية وقد يؤثران على المدرسة أو الحياة العملية".

8. الدوار

قالت الدكتورة مونرو، إن الدوخة يمكن أن تحدث في بعض الأحيان بسبب الهالة التي تنشأ أثناء الصداع النصفي، وقد تحدث أيضًا بسبب نوع من الصداع النصفي يسمى الصداع النصفي الدهليزي حيث يكون الصداع أقل سمة.

وأضافت: "هذا شعور غير مريح ويمكن أن يجعل المصابين بالصداع النصفي يشعرون بالدوار الشديد وعدم الاستقرار. قد يترافق مع الغثيان والقيء أيضا".

9. الضعف

قالت الدكتور مونرو إن بعض الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي يعانون من ضعف حقيقي في جانب واحد من الجسم (الصداع النصفي المفلوج)، ولكن في معظم الأحيان يتلاشى هذا الإحساس في غضون ساعة.

وأضافت أن بعض الناس قد يواجهون أيضًا صعوبات في الكلام. وأشارت إلى أن الصداع النصفي حالة متغيرة، والكثيرون قد لا يدركون أنهم يتعرضون لنوبة ما، ويعتبرونها صداعًا.

وأوضحت: "يمكن أن تحدث هذه الأعراض مع أو بدون سابق إنذار، مما يجعل المهام اليومية صعبة ولها تأثير كبير على الشخص المصاب بالصداع النصفي وكذلك على أسرته وأصدقائه وحياته الاجتماعية والعملية. قد تتبع الأعراض نمطًا ثابتًا أو يمكن أن تتغير من هجوم إلى هجوم وأيضًا طوال حياة الشخص. هناك حاجة إلى مزيد من الفهم والبحث والعلاجات الأفضل لهذه الحالة الشائعة جدًا".