بقلم |
محمد جمال حليم |
الاثنين 22 ابريل 2024 - 10:59 ص
إن المسلم وهو سائر فى هذه الحياة أن يدرك مآله بما قد يقع منه وما يحافظ عليه .. فهو مسير لكن الله كرمه وهيأ له سبل الهدى وأمره به وبين له سبل الغواية وحذره منها.
فمن علامات سخط الله أن تُيَسَّر للعُسرى، فتجد نفسَك وهي تسلك بك مسالك الأشقياء؛ كذب - نفاق - عقوق للوالدين - سفه - ظلمة النفس وانطماس البصيرة، ومن الضلال البعيد أن تعمى عن كل بلاويك هذه، أو تجهل جهلك، أو ربما ترى -من العماية وقرناء السوء- أنك على خير، وتصوِّر لنفسك والناس أنك صاحب ديانة وولاية!! (ومن يُضلل الله فما له من هاد). كنت أسأل نفسي قديمًا: لمَ كان المافقون في الدرك الأسفل من النار؟ الآن أدركتُ سرَّ ذلك، وأنهم شرار الخلق؛ فأن تجد من باطنه نَجس ولا يعرف الله، ويعق أمه أو أباه، يتحرى الكذب ولا يكاد يذكر الله- تجده يتمسّح للمجتمع والناس بزي الرهبان ولين الكلام، محاولًا أن يكسو ظلمتَه وخبثه الباطن بحليةٍ شريفة مصطنعة، فأي سوء هذا؟! (يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله). والمسلم العاقل هو الذي يحرص في يومه كله لا فى كل دقيقة على اغتنام نعم الله المتوالية عليه وأن يظل حريصا عليها وبهذا ييسر له الخير وتكون بينه وبينه ألفة فى الدنيا ليخسر يوم القيامة مع اهل الخير . والعكس بن يبتعد عن كل ما لا يرضى الله عنه حتى يكون بينه وبين السر عداوة وبهذا يكون قد ابتعد عنهم فى الدنيا ويبعده الله عن أهلها فى الآخرة.