توصلت دراسة جديدة إلى أن السير لمسافة 10 آلاف خطوة في اليوم - أو حتى أقل قليلاً - قد يكون كافيًا بالفعل لتحسين الحالة الصحية.
ووجد الباحثون أنه من بين 6 آلاف شخص بالغ في منتصف العمر وكبار السن، فإن أولئك الذين قطعوا ما لا يقل عن 8 آلاف إلى 9 آلاف خطوة يوميًا قللوا من مخاطر تطوير مجموعة من الأمراض على مدى سبع سنوات، هي: السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكري وتوقف التنفس أثناء النوم وارتجاع المريء والاكتئاب السريري.
ووجدت الدراسة أنه عندما يتعلق الأمر بتجنب السمنة وبعض الأمراض الأخرى، كلما زادت الخطوات كان ذلك أفضل.
شملت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "نيتشر ميديسن"، ما يزيد قليلاً عن 6 آلاف شخص بالغ تتراوح أعمارهم بين 41 و67 عامًا يستخدمون أجهزة "فيتبيت" لتتبع خطواتهم اليومية. سُمح للباحثين في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت في ناشفيل بولاية تينيسي الأمريكية بالوصول إلى سجلاتهم الصحية الإلكترونية، لمعرفة كيف ترتبط خطواتهم اليومية بخطر تشخيصهم بأمراض مزمنة مختلفة.
متوسط عدد الخطوات اليومية
وتم تتبع مستويات نشاط المشاركين على مدى أربع سنوات في المتوسط. كان متوسط عدد الخطوات اليومية للمجموعة حوالي 7آلاف و700 خطوة (حوالي 5.6 كم).
ووجدت الدراسة أنه على مدى سبع سنوات، كان الأشخاص الذين بلغ متوسط خطواتهم على الأقل 8 آلاف و200 خطوة في اليوم أقل عرضة للإصابة بالسمنة. ويعانون من مخاطر أقل في أمرين يتعلقان بالسمنة: توقف التنفس أثناء النوم، واضطراب التنفس الليلي. ومرض ارتجاع المريء. كما انخفضت احتمالات الإصابة بالاكتئاب الشديد.
لكن المزيد من الخطوات كان أفضل؛ فالأشخاص الذين زادت معدلات خطواتهم 25 في المائة من حيث عدد الخطوات - يقتربون عادةً من 11 ألف خطوة في اليوم - كانوا أقل عرضة للإصابة بهذه الأمراض بنسبة 30 في المائة إلى 50 في المائة، مقابل الأشخاص الذين بلغ معدلاتهم أقل بنسبة 25 في المائة، والذين تراوح عدد خطواتهم حول 6 آلاف خطوة.
وأشار الباحثون إلى مثال أكثر تحديدًا: إذا زاد شخص يعاني من زيادة الوزن عدد خطواته اليومية من 6 آلاف إلى 11 ألفًا، فقد يقلل ذلك من احتمالات الإصابة بالسمنة بنسبة 64 في المائة.
وعندما يتعلق الأمر بمرض السكري وضغط الدم المرتفع، وجدت الدراسة أن المخاطر تقل عندما يقطع الناس ما بين 8 آلاف و9 آلاف خطوة في اليوم، لكن المزيد لم يوفر حماية إضافية.
مع ذلك، حذر الدكتور تشيب لافي، المدير الطبي لإعادة تأهيل القلب والوقاية في معهد جون أوشنر للقلب والأوعية الدموية في نيو أورلينز، من قراءة الكثير في هذه النتيجة. وقال: "إن الاعتقاد بأن المرء يحصل على أقصى فائدة عند 9 آلاف خطوة هو أمر ساذج للغاية".
اقرأ أيضا:
دراسة: الإجهاد المزمن يسرع انتشار سرطان القولون بشكل كبيرفائدة المشي في فقدان الوزن
وأضاف لافي، الذي لم يشارك في الدراسة، أنه إذا كان الهدف هو التحكم في الوزن، فكلما مشيت أو ركضت، زادت السعرات الحرارية التي تحرقها، موضحًا: "بشكل عام، نقول إن 100 سعر حراري يتم حرقها لكل ميل مشي أو ركض".
وتابع، وفقًا لوكالة "يو بي آي": "بالطبع إذا عزز الناس مستويات نشاطهم بشكل كبير، فقد يأكلون أكثر، لكن "التأثير الصافي" للنشاط المرتفع سيظل يترجم إلى فقدان الوزن، وذلك يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري ومجموعة من الأمراض الأخرى".
وأشار لافي أيضًا إلى عامل قد يكون لا يقل أهمية عن عدد الخطوات: سرعة الحركة، وهو أمر أساسي لتعزيز لياقة القلب والأوعية الدموية، إذ أن "اللياقة البدنية من أقوى وسائل الحماية من معظم الأمراض".
واعتبر أن الرسالة المركزية للدراسة هي: تحرك، وقد تقلل من خطر إصابتك بمجموعة من الأمراض المزمنة.