للتدخين أضرار لطالما حذر منها الأطباء، والتي يأتي في مقدمتها الإضرلار الدائم بالرئتين، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، فضلاً عن الأموال الطائلة التي يتكبدها الشخص المدخن على مدار حياته.

ويشجع الأطباء، المدخنين على التخلص من تلك العادة المميتة لتجنب الأضرار الخطيرة التي تهدد صحتهم. وقد يتوقف البعض بالفعل عن ذلك، الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على حالتهم الصحية.

وكشفت صحيفة "ديلي ميل" عن أهم التغيرات الإيجابية التي تطرأ على الجسم عند الإقلاع عن التدخين، والتي تتحقق بعد 20 دقيقة فقط.

20 دقيقة 

بعد 20 دقيقة فقط من إطفاء سيجارتك الأخيرة، سيبدأ معدل ضربات قلبك في الهدوء، لأن النيكوتين، المادة الكيميائية المسببة للإدمان في التبغ، تزيد من معدل ضربات القلب عن طريق تحفيز إفراز الأدرينالين.

لكن قد يكون تأثير الإقلاع عن التدخين على القلب أقل قليلاً، اعتمادًا على عدد السنوات التي دخنت فيها، لأنه، بمرور الوقت، يمكن للتدخين أن يصبب عضلة القلب بالندوب، ويتلف الأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب أو تسارع ضربات القلب، وفقًا لجمعية القلب الأمريكية. ولهذا السبب، فإن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالأزمات القلبية.

وقالت لويز روس، خبيرة الإقلاع عن التدخين: "في غضون 20 دقيقة من آخر سيجارة سيجارة ، سيبدأ نبض بعض الأجسام في التباطؤ ويصبح أكثر طبيعية. في غضون ساعة أو نحو ذلك، سينخفض ضغط الدم لديهم إلى مستوى طبيعي أكثر".

وأضافت: "عندما يميل شخص ما إلى أن يكون ضغط دمه مرتفعًا جدًا، فإنه (التدخين) يرفع ضغط الدم، ويمكن أن يكون ضارًا جدًا لمرضى السكري أو أمراض القلب".

8 ساعات

بعد ثماني ساعات، ستبدأ مستويات الأكسجين في التعافي. وستنخفض مستويات أول أكسيد الكربون الضارة في الدم بمقدار النصف، وفقًا لهيئة الخدمات الصحية بإنجلترا.

عند حرق التبغ الذي يحتوي على الكربون، يطلق الغازات السامة، وتحل الغازات، التي ليس لها طعم أو رائحة، محل الأكسجين في الدم أثناء التدخين، نتيجة لذلك، يمنع أول أكسيد الكربون الرئتين من العمل بشكل طبيعي ويجبر القلب على العمل بجدية أكبر.

ويؤدي ذلك بعد ذلك إلى منع الخلايا والأنسجة من الحصول على الأكسجين الذي يحتاجه الجسم، مما قد يؤدي أيضًا إلى الإصابة بسكتة دماغية أو أمراض القلب.

وفي حالة التدخين أثناء الحمل، فإن أول أكسيد الكربون يمنع الطفل من الحصول على الأكسجين الذي يحتاجه.

48 ساعة 

بعد التخلص من هذه العادة لمدة يومين، ستعمل حاسة الشم والتذوق لديك بشكل أفضل وتبدأ في التحسن في غضون 48 ساعة. بحلول هذا الوقت، يتم التخلص من أول أكسيد الكربون من الجسم وستبدأ الرئتان في التخلص من المخاط.

يمكن أن يتسبب التدخين في تلف الأعصاب الشمية في الأنف، المسؤولة عن الشم، والمرتبطة أيضًا بالتذوق.

قال الدكتور بيمبرتون، الطبيب النفسي التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في لندن، والذي اعتاد على تدخين 40 سيجارة كل يوم، إن حاسة الشم والتذوق تحسنت لديه عندما أقلع عن التدخين.

أضاف الكاتب في صحيفة "ديلي ميل": حدث فجأة مع مبشور الجبن والشاي. يمكنك تذوق كل النكهات في شاي إيرل جراي، لقد كان مذهلاً". وأشار إلى أنه أدرك أيضًا الرائحة الكريهة لدخان السجائر وبدأ يشمها على ملابسه القديمة". وتابع: "علمت برائحة الدخان؛ لم أشم رائحة الدخان من قبل بشكل صحيح".

72 ساعة

إذا تمكنت من الإقلاع عن التدخين لمدة 72 ساعة، ستلاحظ أنه من الأسهل التنفس، لأن أنابيب الشعب الهوائية - أكياس الهواء في الرئتين والتي يمكن أن تتلف بسبب التدخين - بدأت في الاسترخاء. وقد تشعر أيضًا ببعض زيادة الطاقة مع زيادة مستويات الأكسجين في الدم.

بعد عقود من مساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين، لاحظت روس الفوائد الهائلة للإقلاع عن السجائر. قالت: "سيشعرون بضيق أقل في التنفس عندما يكونون نشيطين، لقد تحدثت إلى شخص ما مؤخرًا قال إنه يستطيع صعود الدرج بسهولة الآن، وقبل أن يضطر إلى التوقف لالتقاط الأنفاس".

وأضافت: "الشخص الذي يعاني بالفعل من صعوبات في التنفس سيواجه عددًا أقل من المرات في الذهاب إلى المستشفى، وقد يأخذ أدوية أقل".

أسبوعان 

أسبوعان بدون تدخين وستتحسن الدورة الدموية لديك. سوف يتدفق الدم إلى قلبك وعضلاتك بشكل أفضل، كل هذا يرجع إلى المواد الكيميائية الموجودة في السجائر والتي تجعل جدران الشرايين لزجة، وفقًا لمؤسسة القلب البريطانية.

يمكن أن تبدأ المادة الدهنية في سد الشرايين وتقليل مساحة تدفق الدم بشكل صحيح. إذا انسدت الشرايين التي تنقل الدم إلى قلبك ، فقد يؤدي ذلك إلى أزمة قلبية. ويقلل الإقلاع عن التدخين هذا الخطر.

الدكتور ليون شهاب هو جزء من مجموعة أبحاث التبغ والكحول في "كوليدج لندن" أوضح أن أول أكسيد الكربون، وهو منتج ثانوي لتدخين السجائر، قد ثبت أنه يضر بوظيفة الخلايا البطانية، التي تبطن الأوعية الدموية الداخلية وهي حيوية للدورة الدموية.

وأضاف: "بعد الإقلاع عن التدخين، يتحسن عمل الخلايا البطانية كما تتحست المقاييس الأخرى لصحة القلب والأوعية الدموية".

وهذا ما أثبتته دراسة نُشرت في عام 2010، وجدت أن الأشخاص الذين توقفوا عن التدخين شهدوا تحسنًا كبيرًا في وظيفة البطانة، ولكن بعد عام واحد بدون سيجارة.

3 أشهر

بعد ثلاثة أشهر، تزداد وظائف الرئة بنسبة تصل إلى 10 في المائة، وفقًا لهيئة الخدمات الصحية بإنجلترا، وتبدأ مشاكل السعال والصفير والتنفس في التراجع.

كشف الدكتور بيمبرتون، أن السعال - الناجم عن عقود من التدخين – توقف "بعد حوالي أسبوعين". لكنه حث أيضًا الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين على عدم القلق إذا عانوا من سعال بعد الإقلاع عن التدخين، لأنها علامة على أن الرئتين بدأتا في العمل مرة أخرى.

وأضاف: "يصاب بعض الناس بالسعال بعد توقفهم عن التدخين، لأن الأهداب، والشعر في الرئتين، تعمل بالفعل وتحاول التخلص من الوحل. إنها في الواقع علامة على أن الرئتين تعملان".

سنة واحدة

إذا تمكنت من عدم إشعال سيجارة واحدة لمدة عام كامل، فإن خطر الإصابة بأزمة قلبية سينخفض إلى النصف مقارنة بالمدخن، وفقًا لهيئة الخدمات الصحية في إنجلترا، التي عزت أكثر من 74000 حالة وفاة في المملكة المتحدة في عام 2020 إلى أمراض مرتبطة بالتدخين.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية ، يموت 1.9 مليون شخص كل عام بسبب أمراض القلب التي يسببها التبغ، ما يعادل واحد من كل خمسة من جميع الوفيات الناجمة عن أمراض القلب.

حتى التدخين غير المباشر والتدخين العرضي يزيدان من خطر الإصابة بأمراض القلب. تمامًا مثل خطر الإصابة بأزمة قلبية، سينخفض أيضًا خطر الإصابة بأمراض القلب بمقدار النصف بعد عام واحد من عدم التدخين.

10 سنوات 

بعد عقد من عدم التدخين، سينخفض خطر الوفاة بسرطان الرئة إلى النصف، مقارنة بالمدخن.

وفقًا لأبحاث السرطان الخيرية ، عندما تدخن، تطلق السجائر أكثر من 5 آلاف مادة كيميائية مختلفة.

ووجدت دراسة أجريت في عام 2004، والتي أعقبت دراسة استمرت 50 عامًا لأطباء بريطانيين، أنه إذا أقلع المدخنون عن التدخين قبل سن الثلاثين، فيمكنهم تجنب أكثر من 90 في المائة من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة بسبب التدخين.

للتدخين أيضًا تأثير على أنواع السرطان الأخرى، ويعتقد الخبراء أن التدخين يسبب 15 نوعًا على الأقل من السرطانات، ومنها سرطان الفم والحلق والمستقيم والكبد والبنكرياس.

وقالت روس: "تدريجيًا تقل مخاطر الإصابة بأزمة قلبية وخطر الإصابة بجميع أنواع السرطانات وليس فقط سرطان الرئة. كل أنواع السرطانات الأخرى يمكن أن يسببها التدخين".

وأضافت: "لا توجد قاعدة صارمة وسريعة بأنه بعد مرور عشر سنوات دون تدخين، فإن خطر إصابتك بالسرطان سيتلاشى لأن ذلك يعتمد على مقدار تدخينك مسبقًا والظروف الأخرى التي تعاني منها".

 وتنصح خبيرة الإقلاع عن التدخين، الناس بالحصول على الدعم من الأصدقاء والعائلة وتغيير روتينهم، "قد يكون لدى الناس سبب قوي حقًا للإقلاع عن التدخين، وقد يكون ذلك من أجل صحتهم، وقد يكون من أجل المال".

تقترح روس أيضًا استخدام السجائر الإلكترونية كوسيلة للإقلاع عن السجائر، لأنه على الرغم من أن ضررها، إلا أنها تعتقد أنه أفضل من التدخين.

قالت: التحول إلى الـفيبينج هو طريقة جيدة لمعالجته (لتدخين)، لأنه ليس النيكوتين الذي يقتلها هو الدخان. يعمل استخدام العلاج ببدائل النيكوتين أيضًا. نحن أقل قلقًا بشأن استخدام النيكوتين على المدى الطويل؛ الشيء المهم هو أن يتوقف الناس عن التدخين".

وأضافت: 'إذا كانوا يستخدمون الـفيبينج ليقلعوا عن التدخين، فهذا أفضل بكثير، لأنه عندما يكون لديهم أزمة أو في حفلة ويأخذون سيجارة من صديق ثم يبدأون الدورة من جديد، فمن الأفضل كثيرًا أن يحتفظ الناس بالفيبينج في لحظات الأزمة تلك بدلاً من العودة إلى التدخين".