قال باحثون، إن العلاج الجديد بالموجات فوق الصوتية لحصوات الكلى قد يوفر راحة بدون ألم أثناء استيقاظ المريض.

وغالبًا ما تتسبب حصوات الكلى في ألم شديد، ويطلب في معظم الحالات من المرضى التخلص منها، ويستمر الأمر أحيانًا لأسابيع، على أمل أن تمر في النهاية عبر المسالك البولية - من الكلى إلى المثانة - من تلقاء نفسها. لكن بالنسبة لواحد من كل أربعة مرضى تقريبًا، فإنهن يحتاجن إلى التدخل الجراحي.

وتكشف دراسة جديدة صغيرة نشرت في عدد نوفمبر من مجلة "جراحة المسالك البولية" عن طريقة أخرى: علاج غير جراحي، أقل حدة في الألم يستخدم نوعين من الموجات فوق الصوتية لصعق "حصوات الحالب"، مما يؤدي إلى تكسيرها، وإخراجها وإعادة وضعها من أجل تمرير الحصوات أسهل وأسرع.

أوضح مؤلف الدراسة الدكتور إم كينيدي هول، أستاذ بقسم طب الطوارئ بكلية الطب بجامعة واشنطن، أن "النهج ذي الشقين هو أولاً كسر الحصوة إلى أجزاء ثم تحريك الشظايا نحو المخرج حتى تمر".

أداتان مختلفتان للموجات فوق الصوتية

وفي الدراسة، ركز الباحثون على إمكانية الجمع بين أداتين مختلفتين للموجات فوق الصوتية: الدفع بالموجات فوق الصوتية (UP) وتفتيت الحصوات بموجة الانفجار (BWL).

وتولدت الفكرة من جهد قادته وكالة "ناسا" لتطوير نهج غير مسكن لحصوات الكلى لرواد الفضاء في الرحلات الطويلة. تم تصميم الدفع بالموجات فوق الصوتية للمساعدة في تحريك الحصوة المشكلة وإعادة وضعها، بينما يستخدم أسلوب تفتيت الحصوات بموجة الانفجار لتفتيت الحصوة إلى قطع أصغر.

وقال الباحثون، إن إجراء ثالثًا - يسمى تفتيت الحصى بموجة الصدمة - هو بالفعل خطوة أساسية عند الحاجة إلى الجراحة. لكنها تتطلب التخدير، وهي بالتأكيد ليست خالية من الألم.

اظهار أخبار متعلقة

الدكتور أراش أخافين طبيب مسالك بولية في مركز مركز سيدارز سيناء الطبى بلوس أنجلوس. قال إن أسلوب الموجة الصدمية هو في الأساس طريقة اجتياحية "لسحق الحصوة والسماح بالمرور".

وتشمل العلاجات القياسية الأخرى إدخال "منظار داخلي خاص عبر مجرى البول والقنوات البولية لإيجاد وكسر الحصوات بالليزر، و/ أو لإزالة شظايا الحصوة بسلة خاصة من خلال المنظار"، بحسب أخافين، الذي لم يشارك في الدراسة.

وأشار إلى أنه بالنسبة للحصى الكبيرة بشكل خاص، "نثقب ثقبًا صغيرًا في الظهر في الكلى لكسر الحصوة وإزالة القطع"، لافتًا إلى أن "كل طريقة لها مؤشرات وهي مناسبة لحالات معينة. تتطلب جميعها رحلة إلى غرفة العمليات، دائمًا تقريبًا مع التخدير العام".

على النقيض من ذلك، يمكن إجراء الدفع بالموجات فوق الصوتية وتفتيت الحصوات بموجة الانفجار أثناء استيقاظ المرضى، سواء في غرفة الطوارئ أو في العيادة. ووفقًا لما قاله هول وزملاؤه، فإن كلا الأسلوبين "غير مؤلمين" في الأساس.

ولمعرفة مدى نجاح نهج الموجات فوق الصوتية المزدوجة، قام الباحثون بتجنيد 29 مريضًا في عام 2018، حيث عالجوا 16 مريضًا بالدفع وحده و13 مريضًا معها و تفتيت الحصوات بموجة الانفجار.

المقارنة بين الطريقتين 

وأشار هول إلى أن كلا الأسلوبين يستخدمان أزرارًا مختلفة على نفس جهاز الموجات فوق الصوتية.

في الدراسة الجديدة، أدى الدفع بالموجات فوق الصوتية إلى تحريك الحصوة في 19 من 29 مريضًا. في حالتين، تم دفع الحصوات فعليًا خارج المسالك البولية وصولًا إلى المثانة، مما يوفر راحة فورية لمريض واحد.

ووجد الفريق أيضًا أنه عند تفتيت الحصوات بموجة الانفجار تكسرت الحصوات بشكل فعال في سبعة من أصل 13 مريضًا، عادةً في غضون 10 دقائق أو أقل، كما أشار هول.

وبعد أسبوعين من العلاج بالموجات فوق الصوتية، خرجت حصوات من الجسم في 18 من أصل 21 مريضًا، وجميعهم كانت لديهم حصوات أقرب إلى المثانة من الكلى. بالنسبة لهذه المجموعة، في المتوسط، استغرق ممر الحصوات الكامل أربعة أيام بعد الإجراء.

ولم يلاحظ أي آثار جانبية خطيرة، وانخفضت مستويات الألم بشكل ملحوظ بعد الموجات فوق الصوتية بشكل عام. أولئك الذين لم يحصلوا على النتيجة المرجوة ذهبوا إلى الجراحة القياسية.

وحذر الفريق من أن النتائج أولية، وستكون هناك حاجة لمزيد من الدراسة مع مجموعة أكبر من المرضى.

قال هول إنه إذا سارت الأمور على ما يرام، فقد يرى أن الطريقتين تصبحان خيارًا قابلاً للتطبيق للمريض في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام.

وأضاف أخافين، أن ذلك سيساعد على الأرجح مرضى حصوات الكلى، خاصة لمن يعانون من حصوات صغيرة نسبيًا.