عادة ما تكون التهابات الجسم أيًا كان مكانها علامة أكيدة على وجود مشكلة ما، إذ يعتقد العلماء أن الأعراض الشائعة مثل الحساسية وآلام المفاصل والتعب المزمن والقلق والعدوى المتكررة كلها أعراض محتملة للالتهاب، وهي شكوى متنامية تؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم.

"يتم تعريف الالتهاب على أنه تفاعل موضعي ينتج عنه احمرار ودفء وتورم وألم نتيجة العدوى أو الإصابة"، كما تقول أوليانا جورليس، أخصائية العلاج الغذائي وممارس الطب الوظيفي.

والالتهاب هو محاولة الجسم لحماية نفسه عن طريق إزالة شيء يعتقد أنه ضار والسماح ببدء الشفاء.

وأضافت جورليس: "نحن بحاجة إلى مستوى منخفض من الالتهاب حتى تحدث جميع عمليات التمثيل الغذائي، ولكن المشكلة تأتي عندما يكون لدينا الكثير منها، وللأسف، في العالم الغربي، أصبح هذا أكثر شيوعًا بسبب نظامنا الغذائي وأنماط حياتنا".

وفي حين أنه من السهل إلقاء اللوم على نظام غذائي غير صحي مليء بالدهون غير المشبعة والسكر، إلا أن هذا الأخير معروف جيدًا كمسبب للالتهاب وفقًا للعلماء.

ويعتقد البروفيسور ب. بول مورجان من جامعة كارديف، أن أنماط حياتنا السريعة التي تتسم بالتوتر الشديد تؤدي إلى ارتفاع التفاعل البيولوجي المستمر.

ويشرح قائلاً: "توجه عملية الالتهاب الدفاع ضد العدوى وتجلب الخلايا التي تدمر الغازي، ولكن عندما يخرج ذلك عن السيطرة، يمكن أن يؤدي في الواقع إلى المرض بدلاً من ذلك، ويكون بمثابة محفز".

وأضاف: "ويبدو أن هذا يحدث غالبًا عندما تكون هناك نقطة تحول حيث يتجاوز النظام الحد، ربما بسبب الإجهاد أو النظام الغذائي أو قلة النوم أو عوامل نمط الحياة الأخرى، حيث "الدفاع يصبح تحديًا ساحقًا وتفشل الفرامل العادية في إبطائه".

ما يأتي بعد ذلك هو ظهور الالتهاب بالمعنى الجسدي، سواء أكان أكزيما أو وردية، والتهاب المفاصل، وزيادة الوزن أو فقدانه، والصداع وآلام الدورة الشهرية.

7 طرق لعلاج الالتهاب

كشفت أليكس رواني، باحثة الدكتوراه في تعليم علوم التغذية في يونيفرسيتي كوليدج لندن ورئيسة معلمي العلوم في أكاديمية العلوم الصحية عن أهم نصائحها للمساعدة في علاج الالتهاب المزمن:

1. تحسين النظام الغذائي

الحد من السكر وتقليل اللحوم المصنعة والدهون المتحولة، تجنب القلي أو الحرق أو الشواء، حيث ينتج عن ذلك عوامل مضادة للالتهابات.

2. الحفاظ على وزن صحي للجسم

قلل من تناول السعرات الحرارية، وزد من تناول الأطعمة النباتية الغنية بالألياف والبروبيوتيك من الأطعمة المخمرة؛ مثل الزبادي والبوليفينول من التوت والأعشاب والتوابل وأوميجا 3 من الأسماك الزيتية وصفار البيض وبذور الكتان.

3. تجنب الكحول

قد يؤدي الإفراط في شرب الخمر إلى زيادة نفاذية الأمعاء (تسرب الأمعاء)، مما يؤدي بدوره إلى حدوث التهاب واسع الانتشار.

في المقابل، يرتبط شرب الأعشاب مثل الزنجبيل والقراص والورد بخفض علامات الالتهاب.

4. احصل على قسط كافٍ من النوم

هذا مهم للغاية، حيث تميل مستويات البروتين التفاعلي C (CRP) إلى أن تكون أعلى لدى الأشخاص الذين لا ينامون جيدًا.

5. إدارة التوتر

جرب القراءة، والمشي في الطبيعة، وتقوية مهاراتك في التأقلم في مواجهة الشدائد، لأن الشعور بالتوتر المزمن يساهم في الالتهاب المزمن.

6. الحد من الملوثات

توقف عن التدخين (بما في ذلك التدخين غير المباشر) وقلل من تعرضك للملوثات البيئية للمساعدة في الحد من إطلاق الجزيئات التي تؤدي إلى زيادة الالتهاب في الجسم.

7. ممارسة التمارين

ممارسة التمارين الهوائية بانتظام يقلل من معظم علامات الالتهاب في الجسم.