أخبار

هل على الذهب الذي اشتريته لبناتي زكاة؟

تحذير: عدم غسل فرشاة الشعر قد يؤدي إلى تساقط الشعر والالتهابات

احذر تناول البطاطس التي تحتوي على هذه العلامة

"وجاهدوا في الله حق جهاده".. ماذا عن "جهاد النفس" العدو الأكبر؟

"روشتة نبوية" أطعمة وأشربة نهى عنها النبي

ما صور الإفساد التي نهى الله عن ارتكابها في الأرض؟ (الشعراوي يجيب)

الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبر

موسى والخضر.. قصة أجابت على أصعب سؤال في الوجود.. كيف يعمل القدر ؟

من أكثر الناس قربًا له قبل الإسلام.. كيف أصبح أشد أعداء النبي سيد فتيان أهل الجنة؟

من هم الْأَعْرَاب ولماذا وصفهم الله بأنهم "أشد كفرًا ونفاقًا"؟

من هم الأوابون وكيف ترتقي لعملهم؟

بقلم | أنس محمد | الاثنين 20 مايو 2024 - 11:52 م



أعلن الله تعالى في كتابه الكريم حبه للأوابين، ووصف الله بهذه الصفة الكثير من أولي العزم من الرسل والأنبياء، فقال تعالى: "( اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ )، بل كرر الله عز وجل هذا المدح له في آية أخرى وفي نفس السورة حيث قال تعالى ( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِّهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ).



 والعبد الأواب هو الشخص الذي يخطئ فيستغفر، ثم يعود فيخطئ فيستغفر ثم يعود فيخطئ فيستغفر، وهكذا هو في صراع دائم مع نفسه الضعيفة ومع الشيطان.


والأواب فهو إنسان عرف الطريق وسلكه، فكلما أذنب لم يصر على معصيته، وإنما يندم ويستغفر، وهكذا هو ديدنه حتى يفارق هذه الحياة.


 روى أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أصر من استغفر، وإن عاد في اليوم سبعين مرة ).


فاهم ما يكون في الأواب ألا يتمادى في الخطأ، فإذا علمت أنك أذنبت فتب مباشرة ولا تتمادى، فعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها وإلا كتبت واحدة).


لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ)، والخطّاء هو كثير الخطأ والزلل، وكثير الوقوع في الذنوب والمعاصي، فإن العبد لا بد أن يجري عليه ما سبق به القدر من وقوعه في فعل الذنوب والخطايا؛ لأن ذلك مكتوب على العبد لا محالة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لا مَحَالَةَ فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ)، ولكن كما ذكر أهل العلم أن العبد لا يؤتى من فِعل المعصية وإن عظمت، وإنما يؤتى من ترك التوبة وتأخيرها، فالله عز وجل غفور رحيم يحب التوابين، ويحب الذين يعترفون بخطئهم ويعودون إليه تائبين، ألم تقرؤوا قوله عز وجل: ( إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ).



فالإنسان الأواب في صراع دائم مع الشيطان، وهذا العدو الخفي حريص أن يقذف في قلبك اليأس من رحمة الله تعالى، ويحاول أن يثنيك عن التوبة، ويضع لك العراقيل، ويقول لك: إن توبتك غير صادقة، وأنت تضحك على نفسك فلا تتب، أو يقولُ لك: لا تتعب نفسك بكثرة توبتك واستغفارك؛ لأنك سرعان ما ستعودُ إلى المعصية، فتوبتك ليست نصوحا، فلا تتعب نفسك وابق على ما أنت عليه، وقد يقول له أيضا: إن الله لن يتوب عليك ما دام هذا حالك؛ لأنك ستعود، ونحو ذلك من كلمات ووساوس مفادها منعك وصدك عن دخول باب التوبة. ولا شك أن هذا كله خطأ، فخير الخطائين التوابون.



وقد مدح الله عز وجل نبيه سليمان لأنه اتصف بسرعة توبته ورجوعه إلى الله عز وجل، فقال تعالى ( وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) أي رجاع إلى الله بالاستغفار والتوبة.



فالرجوع إلى الحق فضيلة وأيما فضيلة، أما الإصرار على الذنب فأمره خطير، ومآله إلى عذاب أليم، والله عز وجل لا يحب المصرين على الذنب، فإن الإِصْرَار عَلَى الصَّغِيرَة يَجْعَلهَا كَبِيرَة، فَكَيْف بالإصرار عَلَى الْكَبِيرَة؟.

اقرأ أيضا:

الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبر


صفات الأوابين




1/ أنه كلما أذنب المرء ذنبا صغيرا كان أو كبيرا، لم ييأس وإنما تاب منه واستغفر ولم يستسلم لوساوس الشيطان، ولنا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أسوة، حيث روى أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: (أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ)، قَالَ: عَبْدُ الأَعْلَى: لا أَدْرِي أَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوْ الرَّابِعَةِ: اعْمَلْ مَا شِئْتَ.



2/ إذا أذنبت ذنبا في خلوتك فبادر إلى التوبة منه ولا تعلنه لغيرك، فقد قال مُجَاهِدٍ -رحمه الله تعالى-: «الأَوَّابُ الْحَفِيظُ الَّذِي يُذْنِبُ الذَّنْبَ سِرًّا، ثُمَّ يَتُوبُ مِنْهُ سِرًّا».



3/ كلما تذكرت ذنبك فاستغفر منه تكن من الأوابين أيضا، فقد روى يونس بن خباب رحمه الله تعالى قال: قال لي مجاهد وكان لي أخا: ألا أنبئكم بالأوَّاب الحفيظ؟ قلت: بلى ، قال: هو الرجل يذكر ذنبه إذا خلا يستغفر لذنبه.



4/ قبل أن تقوم من مجلسك بادر إلى قول كفارة المجلس تكن أوابا، فقد قال سفيان -رحمه الله تعالى-: الاوَّاب الحفيظ الذي لا يقوم من مجلسه حتى يستغفر الله عز وجل ويتوب.

وكفارة المجلس رواها عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كفارة المجلس أن يقول العبد سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك أستغفرك وأتوب إليك).



5/ إذا رجعت من سفر فأعلن أوبتك لله كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث روى الْبَرَاء بْنُ عَازِبٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ قَالَ: (آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ)، بل جاء في صحيح البخاري أنه كان صلى الله عليه وسلم يكرر ذلك حتى يدخل المدينة.



6/ حافظ على صلاة الضحى، لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب، وهي صلاة الأوابين).



7/ ادع الله تعالى أن تكون أوابا، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بذلك، حيث روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو ويقول: «رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الهُدَى لِي، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطْوَاعًا، لَكَ مُخْبِتًا، إِلَيْكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ صَدْرِي».



فقد بشر الله تعالى الأوابين بالجنة؛ لأنهم رجاعين دائما إلى طاعته حافظين لحدوده، فقال تعالى: ( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ{31} هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ{32} مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ{33} ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ{34} ).

ولذلك روى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْررضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم (طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا).



الكلمات المفتاحية

صفات الأوابين من هم الأوابون وكيف ترتقي لعملهم؟ اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled أعلن الله تعالى في كتابه الكريم حبه للأوابين، ووصف الله بهذه الصفة الكثير من أولي العزم من الرسل والأنبياء، فقال تعالى: "( اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُون