المحافظة على أداء الصلاة في وقتها قربةٌ عظيمة من أحب الأعمال إلى الله؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ : "مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، عَلَى وُضُوئِهَا، وَمَوَاقِيتِهَا، وَرُكُوعِهَا، وَسُجُودِهَا، يَرَاهَا حَقًّا لِلَّهِ عَلَيْهِ، حُرِّمَ عَلَى النَّارِ" ويؤكد الحديث الشريف هنا ان الصلاة نورٌ للمسلم يوم القيامة، إضافةً إلى أنّها نورٌ له في حياته الدنيا
واجمع جمهور العلماء علي بأن إقامة الصلاة في أول وقتها أدعى لأن يحافظ المسلم على صلاته ويحافظ على إقامتها في وقتها. تطبيق لسنة النبي فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنه لم يقم في حياته بتأخير صلاته عن وقتها؛ فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حريصًا على أن يؤدي الصلوات المفروضة في أول الوقت، فهنا يظهر المسلم اقتدائه برسول الله، بالحرص على أن لا يفوت أداء صلاته في أول وقتها
وكما ذكرنا ان المحافظة علي الصلاة في وقتها فضلا عن كونها أحب الأعمال إلى الله تعالى تعتبر المحافظة على أداء الصلاة في وقتها من الأعمال التي ينال المسلم بها محبة الله -تعالى-، إذ إنّ الصلاة على وقتها من أحب الأعمال إلى الله -تعالى-، وقيام المسلم بما يحبه الله سبب لمحبة الله -تعالى- له.
وقد جاء عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي-
للمحافظة علي الصلاة في اوقائها فوائد عديدة وثمار لا تحظي فعبر المحافظة علي الصلاة تمحي الخطايا وتطهر النفس من الذنوب والآثام، وتكفير السيئات؛ فبالصلاة يغفر الله – تعالى- ذنوب عبده بينها وبين الصلاة التي تليها، وكذلك تُكفّر ما قبلها من الذنوب.
كما تعد المحافظة علي الصلاة في وقتها أفضل الأعمال بعد شهادة ألّا إله إلّا الله، وأنّ محمدًا رسول الله صلي الله عليه وسلم فضلا عن ان الله يرفع عبرها درجات عبده بل تُدخل الصلاة علي وقتها المسلم الجنّة، برفقة الرسول .
وبعدّ انتظار الصلاة الي الصلاة واداءها في وقتها نوع من الرباط في سبيل الله حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- انتظار الصلاة رباطًا في سبيل الله تعالى بالاضاافة إلي كونها سبب في استقامة العبد على أوامر الله تعالى، حيث تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر؛ قال اللَّه – تعالى-: «وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْـمُنكَر.
بل أن أداء المؤمن الصلاة علي وقتها أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة ويُعدّ المسلم في صلاةٍ حتى يرجع إذا تطهّر، وخرج إليه. بالاضافة إلي أن المُصلّي يع دفي صلاةٍ ما دامت الصلاة تحبسه، وتبقى الملائكة تُصلّي عليه حتى يفرغ من مُصلّاه.
ولا يغيب عن فضائل الصلاة علي وقتها وانتظار الصلاة الي الصلاة انها سبب لمضاعفة الأجر ثبت في الشرع الإسلامي بأن المحافظة على أداء الصلوات في وقتها سبب في مضاعفة حسنات الفرد المسلم؛ وفيما ورد في هذا الباب أنّ صلاة العبد في أول الوقت تصعد إلى السماء حتى تنتهي إلى عرش الرحمن وتستغفر لصاحبها.وقد استدل العلماء بهذا الحديث على أفضلية أداء الصلاة في وقتها؛عن الصحابي الجليل رافع بن خديج -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أصبِحوا بالصُّبحِ فإنَّهُ أعظمُ لأجورِكم)،
ولا يغيب عنا الإشارة هنا إلي أن تطبيق لأمر الله تعالى إنّ تعجيل أداء الصلاة في أول وقتها يكون امتثال أمر الله -تعالى-، قال -تعالى-: (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) فالله تعالى أمر عباده بأداء الصلوات في وقتها. وفي آية قرآنية أخرى، قال -تعالى-: (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِينَ)،
من فضائل المحافظة علي الصلاة في وقتها النجاة من عقوبة تأخير الصلاة أمر الله -تعالى- عباده بأداء صلاتهم على وقتها، وآثم هو كل من فاتته أداء صلاته دون عذر شرعي مقبول، وعليه في هذه الحاله قضاء ما فاته من الصلوات والمسارعة في توبته.[١٠] ومن الأعذار المقبولة شرعاً لقوات الصلاة أو لتأخيرها عن وقتها؛ الخوف من العدو، أو خوف القابلة من وفاة الجنين، وإنّ فضل أداء الصلاة في وقتها يكون بنجاة المسلم من العقوبة في الحياة الآخرة، عوضًا عن الفوز برضا الله -تعالى-
كما تعد الصلاة في وقتها سببًا من أسباب الرزق والذرية؛ قال تعالى: "كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب" "سورة آل عمران: 37"، وقال تعالى: "فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِين.َ
كما تعد الصلاة من الأعمال المكفرة للذنوب؛ لقوله تعالى: "وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ" "سورة هود: 114" " "سورة آل عمران: 39"
اقرأ أيضا:
لا تدع الإيمان ينقص في قلبك وجدده بهذه الطريقةومن فضائل المحافظة علي الصلاة في وقتها من أسباب تفريج الكرب والمحن، كما أن على المسلم إذا أفزعه أمر اللجوء إلى الصلاة؛ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ