في بعض الأوقات نرتضي صحبة بعض أصحاب العادات السيئة والأخلاق الكريهة، من اعتادوا على بعض العادات السيئة، مثل التبول في الشارع، والحديث بصوت عال، وإيذاء مجالس البشر ومصالحهم، وكثرة السب واللعن والشتيمة، فنجد أنفسنا بعد فترة، قد اعوجت ألسنتنا وأخلاقنا واقتدت بهذه النماذج السيئة .
ومن هذه العادات السيئة التي تؤذي المسلمين والناس أجمعين، أن يتبول البعض على أبواب المحلات وفي الطرقات، وعلى الشجر، وهي أماكن إما أنه يجلس فيها الناس أو يستظلون بها، أو يبيعونه ويشترون فيها.
نهي النبي عن اللعانين
لذلك نهى النبي عن اللعانين، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ" قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ: "الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ فِي ظِلِّهِمْ". رواه مسلم.
و(اللَّعَّانَيْنِ): مثنى مفرده (لعّان) صيغة مبالغة، قال أبو سليمان الخطابي: " المراد باللعانين، الأمرين الجالبين لِلَّعن، الحامِلَيْن الناس عليه، والداعيين إليه. وذلك أن من فعلهما شُتم ولُعن. يعني عادة الناس لعنه، فلما صارا سببا لذلك أضيف اللعن إليهما ".
اظهار أخبار متعلقة
وقيل أن اللعانين (الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ): أي يتغوط في موضع يمر به الناس، (أَوْ فِي ظِلِّهِمْ ): إضافة الظل للناس دليل على أن المراد الظل المنتفع به الذي هو محل جلوسهم وليس كل ظل.
وعن أبي داود من حديث معاذ رضي الله عنه: "اتقوا الملاعن الثلاث "الاثنتين في أصل الحديث والثالثة "البراز في الموارد " وهي زيادة في إسنادها ضعف لأن أبا سعيد الحميري لم يسمع من معاذ بن جبل رضي الله عنه فيكون السند منقطع.
نهي الرسول عن التبول
وجاء في رواية عند الطبراني من حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخلى الرجل تحت شجرة مثمرة، ونهى أن يُتخلى على ضَفَّة نهر جار.
فالحديث ينهى فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن التخلي أي التبول أو التبرز أو قضاء الحاجة، في طرق الناس التي يمشون فيها ويطرقونها، أما الطرق المهجورة فيجوز التخلي فيها عند الحاجة.
كما في الحديث النهي عن التخلي فيما يستظل به الناس سواءً كان شجرة أو جداراً أو مظلة من خشب أو حديد ونحوه أو غيرها مما ينتفع بها ويلحق بذلك الأماكن التي يتردد إليها الناس كالمنتزهات والحدائق، وأماكن الاستراحات التي تكون في بعض طرق الناس، وأما ما لا ينتفع به الناس ولا يجلسون فيه فيجوز التخلي فيه لقوله صلى الله عليه وسلم " أو في ظلهم " فأضاف الظل لهم وهو الذي ينتفعون به.
قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً ﴾ [سورة الأحزاب: 58].
وفي نهي النبي عن أذى الناس في الطرقاات بهذه العادات السيئة، بيان كمال الشريعة الإسلامية وشمولها من حيث النظافة والنزاهة والبعد عما يضادها وبيان أماكن قضاء الحاجة والأماكن التي لا يجوز قضاء الحاجة فيها.