على الرغم من الإقرار بحقيقة أنه لا أحد يعرف متى سيموت، فضلاً عن أنه لا توجد وسيلة للنجاة من الشيخوخة، لكن في المقابل هناك طرق يمكن أن تقلل منها أو تبطئ التعرض لها، وفي الواقع، فإن الكثير من الشيخوخة التي يمر بها الجسم غير مرئية مع تحديد خطر الإصابة بالأمراض وبالتالي الموت.

لكن العادات اليومية التي نتبعها، والاختيارات التي نتخذها كل يوم، تبني صحتنا وتحددها. إذ تحمي التيلوميرات الكروموسومات من الاهتراء، وتؤثر على كيفية شيخوخة الخلايا. في حين ثبت وجود صلة بين قصر التيلومير والعديد من الأمراض المرتبطة بالعمر، بما فيها الإصابة بمرض الزهايمر والسرطان ومرض الشريان التاجي.

1. الخمر

شرب الكحوليات لا يفيد الصحة - وهذا ليس سرًا – بل يساهم في تطور مئات الأمراض. وجدت إحدى الدراسات التي أجرتها جامعة أكسفورد أن الكحول يضر بالحمض النووي، وبالتحديد التيلوميرات، التي تغطي نهاية الكروموسومات.

ووجد علماء صحة السكان بأكسفورد خلال النتائج المنشورة في مجلة "موليكيولار سايكياتري"، أن شرب أكثر من 10 أنواع من البيرة أو النبيذ في الأسبوع يزيد من عمر الحمض النووي للشخص لمدة تصل إلى عامين. ويحدث تلف التيلومير عند تجاوز 17 وحدة في الأسبوع.

2. أشعة الشمس 

الشيخوخة المبكرة للجلد، بما فيها التجاعيد والتصبغ والترهل، ناتجة عن التعرض لأشعة الشمس.

تشير تقديرات دراسة يابانية إلى أن أشعة فوق البنفسجية (UVA) و(UVB) مسؤولة عن 80 في المائة من جميع حالات الشيخوخة الخارجية، وهي الشيخوخة الناتجة عن نمط الحياة أو العوامل البيئية، على عكس العوامل الوراثية.

الأشعة فوق البنفسجية هي أيضا وراء تطور سرطان الجلد. لذلك، ينصح الخبراء باستخدام واقي الشمس SPF (خاصة على الوجه) كل يوم، حتى عندما يكون الجو غائمًا، لمنع شيخوخة الوجه.

اظهار أخبار متعلقة

3. الجلوس لأوقات طويلة 

تقول هيئة الخدمات الصحية في إنجلترا، إن الجلوس طوال اليوم مرتبط بزيادة الوزن والسمنة ومرض السكري من النوع 2 وبعض أنواع السرطان والموت المبكر.

ووجدت دراسة أجريت في عام 2017، أنه من بين 1500 امرأة مسنة، كان لدى النساء اللواتي جلسن معظم اليوم خلايا أكبر بيولوجيًا بثماني سنوات من أعمارهن الفعلية. لكن الباحثين قالوا إن الأضرار يمكن تعويضها بأقل من نصف ساعة من التمارين كل يوم.

ويقضي الشخص ساعات طويلة جالسًا دون حركة، تتراوح بين مشاهدة التلفزيون والعمل والسفر، لذا يمكن تقليل وقت الجلوس من خلال الوقوف في وسائل النقل العام، أو ضبط الهاتف لتنبيهك كل 30 دقيقة للوقوف، أو السير إلى أحد الزملاء في مكان العمل.

4. التدخين

تأثيرات التدخين على الشيخوخة من أكثرها وضوحًا. يحتوي دخان التبغ على آلاف المواد الكيميائية السامة التي يمكن أن تلحق الضرر بخلايا البشرة، مما يؤدي إلى تجاعيد أعمق، خاصة حول الفم والعينين.

ويلعب التدخين دورًا في العديد من الأمراض المرتبطة بالعمر، مثل الخرف وهشاشة العظام وضعف الانتصاب والسمع والبصر. وتعتبر الحالات المميتة مثل الأزمات القلبية والسكتة الدماغية أكثر شيوعًا بين المدخنين أكثر من غير المدخنين.

في المتوسط، يقلل التدخين من متوسط العمر المتوقع بمقدار 10 سنوات، بعد أن تبلغ 40 عامًا، كل عام إضافي تدخِّن فيه يقلل من متوسط العمر المتوقع بمقدار ثلاثة أشهر أخرى. وغالبًا ما يكون التدخين جنبًا إلى جنب مع الإفراط في شرب الكحول أو استخدام عادات أخرى ضارة بالصحة.

5. نظام غذائي سيء

يرتبط اتباع نظام غذائي صحي بالعدد من الأمراض المرتبطة بالعمر: ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول ومرض السكري على سبيل المثال لا الحصر، وكلها يمكن أن تؤدي إلى الوفاة.

ويقول الخبراء إن النظام الغذائي المغذي والمتوازن هو أحد أدوات الوقاية الرئيسية لمرض الزهايمر، حيث أظهرت عشرات الدراسات روابط مفيدة.

ووجدت دراسة حديثة نُشرت في الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، أن تناول الوجبات الخفيفة من الأطعمة فائقة المعالجة يمكن أن يقصر حياة الشخص من خلال الإصابة بالخرف القاتل.

وتحتوي الأطعمة فائقة المعالجة على نسبة عالية من السكر المضاف والدهون والملح وقليلة البروتين والألياف. تشمل بعض الأمثلة على الأطعمة فائقة المعالجة البسكويت والمشروبات الغازية ورقائق البطاطس.

يوصي الدكتور نويل يونج، مساعد الابتكار الإكلينيكي بشركة (Thriva) لفحص الدم في المنزل ، بشدة بتناول ما يكفي من الألياف. وقال لصحيفة "الإندبندنت"، إن الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفاصوليا والحبوب والفاكهة مرتبطة بتيلوميرات أطول وعمر أفضل.

بينما تساعد الألياف على تنظيم نسبة السكر في الدم وخفض مستويات الكوليسترول والحفاظ على صحة الأمعاء، فإن الأطعمة مليئة بالعناصر الغذائية الأساسية.

6. الإجهاد

وجدت دراسة نشرت في مجلة "ترانسلاشنال سايكياتري"، أن الإجهاد المزمن قد يساهم في تسريع الشيخوخة.

على مدى العقد الماضي، طور العلماء "ساعات فوق جينية" يمكنها قياس العمر البيولوجي لكائن حي بناءً على حمضه النووي، أحدها نموذج (GrimAge)، الذي تم اختباره على عينات دم لـ 444 شخصًا بواسطة باحثي جامعة ييل.

وأظهر المشاركون الذين سجلوا درجات عالية في الإجهاد التراكمي علامات على تسارع سرعات الشيخوخة الجينية وزيادة المؤشرات البيولوجية مثل مقاومة الأنسولين، مما يؤدي إلى مرض السكري من النوع 2.

وفي المقابل، كان القادرون على تنظيم إجهادهم بشكل أفضل أقل عرضة للتقدم في السن بسرعة أو لديهم مقاومة الأنسولين.

7. نقص الفيتامينات 

تشكل تبدو المكملات الغذائية أهمية للصحة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بفيتامين د، وجدت دراسة بجامعة "كينجز كوليدج" ببريطانيا، أجريت على أكثر من 2000 امرأة أن المستويات المنخفضة من فيتامين (د) مرتبطة بتيلوميرات أقصر. في حين كانت النساء اللواتي لديهن مستوى مثالي من فيتامين (د) تيلوميرات أطول.

ووجدت دراسة أخرى شملت 586 امرأة أن أولئك الذين يتناولون الفيتامينات المتعددة لديهم تيلوميرات أطول، بنحو 5 في المائة مقارنة مع غير المستخدمين.

والتيلوميرات هي أطراف الكروموسومات التي تحمي من تلف الحمض النووي. تقصر التيلوميرات مع التقدم في العمر، لذلك غالبًا ما يستخدم طول التيلومير كعلامة للشيخوخة البيولوجية.

8. قلة النوم

الأشخاص الذين ينامون بشكل مزمن أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب، والوفاة المبكرة.

وتم ربط النوم لأقل من ست ساعات بأمراض "عالية الخطورة"، مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول السيئ، فضلاً عن زيادة الوزن.

وكما أن قلة النوم مضرّة، فالإفراط في النوم ليس أفضل. إذ كان الرجال الذين ينامون أقل من ست ساعات أكثر عرضة بنسبة 12 في المائة للإصابة بثلاث أمراض على الأقل من الحالات "عالية الخطورة"، ولكنهم أكثر عرضة بنسبة 28 في المائة إذا ناموا لأكثر من عشر ساعات. وينصح بألا تقل مدة النوم أو تتجاوز من سبع إلى ثماني ساعات.