على الرغم من أن عدد حالات الإصابة بجدري القرود بين الأطفال يعد صغيرًا جدًا مقارنة بالأشخاص البالغين، حيث أصيب أربعة أطفال بالولايات المتحدة، وطفل واحد أقل من 15 عامًا في المملكة المتحدة، إلا أن الخبراء حذروا من أن الأطفال دون سن الثامنة "معرضون بشدة" لخطر الإصابة بمرض خطير إذا أصيبوا بجدرى القرود.

وعادة ما يتسبب جدري القرود في مرض خفيف يشبه أعراض الأنفلونزا وطفح جلدي يتحسن من تلقاء نفسه. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يبلغ معدل الوفيات فيها من ثلاثة إلى ستة في المائة. وقد تم الإبلاغ عن حالتي وفاة في إسبانيا حتى الآن.

وإليك أهم ما يحتاج الآباء إلى معرفته من معلومات بشأن المخاطر التي يشكلها جدري القرود على الأطفال:

هل يمكن أن يصاب الأطفال بجدرى القرود؟

نعم، يمكن أن يصاب الأطفال بجدرى القرود.
قال جيمي ويتوورث، الأستاذ الفخري بكلية لندن للصحة والطب الاستوائي، لصحيفة "ذا صن": "يمكن لأي شخص على اتصال وثيق بإحدى الحالات أن يصاب بالعدوى".

كيف يمكن للأطفال أن يصابوا به؟

يمكن أن ينتشر جدري القرود من خلال ملامسة الجلد للجلد أو من خلال سطح ثانوي مثل الملابس أو الفراش أو المناشف.

وينتقل بشكل مختلف في الدول الغربية مقارنة بأفريقيا - حيث يتوطن الفيروس. وينتشر في الغالب عن طريق الاتصال الوثيق، عادةً أثناء ممارسة الجنس، في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة وكندا وأماكن أخرى.

ويشكل الرجال المثليون ومزدوجو الميل الجنسي غالبية الحالات - لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن أن ينتشر في أشخاص آخرين.

قال الدكتور هيو أدلر، الخبير في العلوم السريرية في مدرسة ليفربول للطب الاستوائي: "تعد العدوى لدى الأطفال أكثر شيوعًا نسبيًا في البلدان الأفريقية، حيث تنتقل عادةً عن طريق الاتصال بالحياة البرية".

وأضاف: "إذا شوهد عدد كبير من الحالات لدى الأطفال، فإن هذا يشير إلى أن انتقال العدوى في المنزل أو المجتمع كان واسع الانتشار"، لكن لحسن الحظ، لم يحصل هذا حتى الآن.

وأوضح أن "انتقال العدوى عن طريق المنزل ممكن، لكنه ليس شائعًا، وبالتأكيد ليس كما نراه مع فيروس كوفيد والإنفلونزا والحصبة وما إلى ذلك".

هل هو أكثر جدية؟

تقول منظمة الصحة العالمية، إن حالات الإصابة الشديدة تحدث في كثير من الأحيان عند الأطفال الصغار.

وحذر مركز السيطرة على الأمراض بالولايات المتحدة من أدلة أولية تشير إلى أن الأطفال دون سن الثامنة يمكن أن يصابوا برد فعل أكثر حدة تجاه الفيروس.

وقد يكون الأطفال الصغار المصابون بالأكزيما وأمراض جلدية أخرى، والأطفال الذين يعانون من أمراض مناعية أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض.

وفي حالات نادرة أن الفيروس يمكن أن يؤدي إلى التهاب الدماغ (تورم المخ) والالتهاب الرئوي والإنتان وفقدان البصر وغير ذلك.

غير أنه ليس من الواضح سبب تعرض الأطفال للخطر، مثل النساء الحوامل والبالغين الذين يعانون من نقص المناعة.

كم عدد الحالات في الأطفال؟

كانت أحدث الحالات في ولاية إنديانا الأمريكية، حيث أبلغت السلطات الصحية عن حالتين في 2 أغسطس. وكان أول طفلين مصابين بالعدوى في كاليفورنيا، وآخر بريطاني مقيم بواشنطن.

ووفقًا لوكالة الصحة والأمن في المملكة المتحدة، فإن طفلاً واحدًا يقل عمره عن 15 عامًا أصيب بالفيروس في وقت ما منذ بدء تفشي المرض في مايو الماضي.

هل يجب أن نشعر بالقلق؟

يقول المسؤولون الصحيون، إن الأطفال وعامة الناس بشكل عام معرضون لخطر أقل للإصابة بالفيروس.

وقال البروفيسور ويتوورث إنه من غير المرجح أن يتسبب جدري القرود في حدوث وباء في عموم السكان لأن "معظم الناس ليس لديهم اتصال وثيق مع العديد من الأشخاص المختلفين".

وأضاف إنه إذا أصيب طفل بالعدوى، فمن غير المرجح أن يكون في المدرسة وينقل العدوى إلى صغار آخرين. "عادةً ما يبقى الأطفال المرضى (بما في ذلك المصابين بجدري القرود) في المنزل بدلاً من اللعب بالخارج مع أطفال آخرين، وفي الواقع ربما سيشعرون بتوعك في المراحل المبكرة، ثم يتم عزلهم إذا ثبتت إصابتهم"، وفقُا لقوله.

ما هي الأعراض عند الأطفال؟

إذا أصيب شخص ما بجدرى القرود، فمن المحتمل أن تكون أعراضه الأولى مشابهة للإنفلونزا، حيث قد يكون لديهم ارتفاع في درجة الحرارة، وصداع، وآلام في العضلات، وتضخم في الغدد وإرهاق.

يتبع ذلك ظهور طفح جلدي مميز يمكن الخلط بينه وبين جدري الماء والجرب أو مرض اليد والقدم والفم. لكن ما يبدأ كبقع مسطحة ومرتفعة نسبيًا سرعان ما يتحول إلى بثور مليئة بالصديد، تنفجر أو تتقرح في النهاية وتتحول إلى قشور.

وتقول هيئة الخدمات الصحية ببريطانيا، إنه من غير المحتمل أن يكون الشخص مصابًا بجدرى القرود إلا إذا لم يكن على اتصال وثيق بشخص مصاب بالفيروس، أو لم يسافر مؤخرًا إلى غرب أو وسط إفريقيا.