مرض السكري من النوع 2 مرض شائع يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل كبير، له العديد من المقدمات والأعراض، وفيما يمكن لنحو 70 المائة أن تتطور الحالة لديهم، بما يؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم السيطرة عليها، يمكن عند انتهاج أسلوب حياة صحية، فيما يتعلق بنوعية الطعام الذي يتم تناوله، أن يكون لذلك دور كبير في مقاومته وعدم الإصابة به.

هذا ما بينته دراسة حديثة توصلت إلى أن تناول "الكينوا" – طعام شبيه بالأرز - يوميًا يمكن أن يساعد في درء مرض السكري من النوع 2، بعد أن اختبر الباحثون الإسبان تأثيرات "الطعام الخارق" على تسعة أشخاص فوق سن 65 عامًا مصابين بمقدمات السكري وأظهر نتائج مذهلة.

وتحدث مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري عندما يكون هناك ارتفاع في مستويات السكر في الدم بشكل أعلى من المعدل الطبيعي، لكنها لم تصل بعد إلى المستويات التي يمكن عندها التشخيص على أنه مرض السكري من النوع 2.

انخفاض مستويات السكر بعد تناول الكينوا

وحصل المشاركون في الدراسة على حبوب الكينوا ثلاث مرات في اليوم بدلاً من البطاطس أو الأرز أو البقوليات، كما تم إعطاؤهم أطعمة مصنوعة من دقيق الكينوا، بما فيها المكرونة والكيك والخبز والمقرمشات.

وأظهرت مراقبة نسبة السكر في الدم، انخفاضًا في مستوياته بعد تناول الكينوا، فيما يقول الباحثون إن هذا قد يكون "حاسمًا" للوقاية من مرض السكري من النوع2.

ويُعتقد أن محتوى المغذيات الدقيقة في الكينوا، مقارنةً بالخبز أو الأرز أو البطاطس، تساعد في إبطاء عملية الهضم، مما يتسبب في حدوث ارتفاع أبطأ في نسبة الجلوكوز.

اقرأ أيضا:

شرب القهوة يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب

تغيير النظام الغذائي

ويوصي الأطباء حاليًا الأشخاص المصابين بتغيير نظامهم الغذائي وممارسة المزيد من التمارين لفقدان الوزن لمنع ظهور النوع 2.

وتتبعت الدراسة، التي نُشرت في مجلة " نيوترشن"، تسعة أشخاص يعانون من مقدمات السكري لمدة ثمانية أسابيع لمعرفة كيف أثر تبديل وجباتهم الغذائية لتشمل الكينوا - الغنية بحمض الفوليك، والمغنيسيوم، والزنك، والحديد - على حالتهم.

خلال الأسابيع الأربعة الأولى، طُلب منهم الحفاظ على نظامهم الغذائي المعتاد، مع تسجيل الأوزان ومؤشر كتلة الجسم وقياسات النفايات.

وقاموا بتسجيل ما يأكلونه وتم تزويدهم بجهاز لمراقبة الجلوكوز، الذي يتتبع المستويات في الدم على مدار اليوم، مما ساعد الباحثين في تحديد كيفية اختلاف مستويات السكر في الدم في كل وجبة.

وفي اليوم الثامن والعشرين، أخذ الباحثون عينات من الدم لمعرفة كيف ارتفعت مستويات السكر في الدم بعد ثماني ساعات من الصيام. وخلال الأسابيع الأربعة التالية، تكررت الدراسة ولكن تم تحويل المشاركين إلى نظام غذائي غني بالكينوا.

غير أن الدراسة لم تحدد كمية الكينوا التي تناولها كل فرد بالضبط على مدار الأسابيع الأربعة.

قال الدكتور دياز ريزولو، من جامعة كاتالونيا المفتوحة في برشلونة: "قمنا بمقارنة أنماط السكر في الدم ووجدنا أنه عندما تناول المشاركون الكينوا، كان ارتفاع السكر في الدم لديهم أقل من نظامهم الغذائي المعتاد. هذا أمر بالغ الأهمية لأن ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد الوجبة عامل حاسم في تطور مرض السكري من النوع 2".

ويُعتقد أن مادة البوليفينول الموجودة في الكينوا هي السبب في أن تناولها يمكن أن يساعد في تقليل ارتفاع نسبة السكر في الدم.

وتساعد المغذيات الدقيقة، الموجودة أيضًا في معظم الخضروات والفواكه والشاي، على إبطاء هضم الكربوهيدرات. كما أنها تقلل من امتصاص الجلوكوز في الأمعاء وتحفز البنكرياس على إنتاج الأنسولين - عكس تأثير مرض السكري من النوع 2.

وعندما يتم تناول الكربوهيدرات، يتحلل الطعام إلى سكر الدم. هذا يخبر البنكرياس بإفراز الأنسولين، والذي يسمح للجلوكوز بدخول خلايا الجسم. لكن بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى مقاومة الأنسولين.

ونظرًا لأن الأنسولين ليس فعالًا في تكسير السكريات، فإنه يجعل الجسم ينتج المزيد والمزيد منه. وفي النهاية، يؤدي هذا إلى تلف البنكرياس، مما يؤدي إلى خروج النظام عن السيطرة، مما يؤدي إلى بقاء مستويات السكر في الدم مرتفعة.