يكتسب الشاي الأخضر سمعة جيدة بين الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية لإنقاص الوزن، لما عرف عنه من فائدة أثبتتها الأبحاث، لكن الجديد الذي أدهش الباحثين الأمريكيين، هو أنه يمكن أن يساعد في منع مجموعة من الأمراض الخطيرة، إذ يعتقدون أنه يمكن أن يعكس عوامل الخطر المرتبطة بمتلازمة التمثيل الغذائي.

ومتلازمة التمثيل الغذائي، هي مصطلح طبي يطلق على مزيج من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة. ويكون الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي إذا كانوا يعانون من زيادة الوزن، أو يعانون من مستويات منخفضة، أو مرتفعة من الكوليسترول وضغط الدم والسكر في الدم.

غير أن الدراسة الجديدة، التي أجرتها جامعة أوهايو الأمريكية، أظهرت أن الشاي الأخضر يمكن أن يحسن كل هذه العوامل، وفي المقابل، يمكن أن يقلل من احتمالات حدوث مضاعفات مميتة تتعلق بمتلازمة التمثيل الغذائي - أمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية.

مكملات الشاي الأخضر

واستندت النتائج إلى دراسة أجراها الباحثون على مجموعة من 40 شخصًا، تناولوا مكملات الشاي الأخضر لمدة 28 يومًا، واستخدموا خلال مدة مماثلة، حبوبًا وهمية، وفقًا للنتائج المنشورة في المجلة الطبية "التطورات الحالية في التغذية"

وفي كلا الجزئين من التجربة، تناول المشاركون نظامًا غذائيًا منخفضًا في الفاكهة والخضروات، للتأكد من أن أي نتائج إيجابية يمكن أن تُعزى إلى الشاي الأخضر، وليس للنظام الغذائي الصحي.

وأظهرت النتائج أن مستويات الجلوكوز في الدم أثناء الصيام لجميع المشاركين كانت أقل بشكل ملحوظ خلال مرحلة الشاي الأخضر. وأظهرت عينات البراز عددًا أقل من علامات التهاب الأمعاء، كما تم تقليل "تسرب الأمعاء".

ويحدث "تسرب الأمعاء"، أو "تسرب القناة الهضمية"، عندما يكون هناك تشققات أو ثقوب في بطانة القناة الهضمية، مما يسمح للبكتيريا بالدخول إلى مجرى الدم والتسبب في حدوث التهاب.

ويُعتقد أن هذا هو "العامل الأساسي للسمنة ومقاومة الأنسولين، والتي تعتبر أساسية لجميع اضطرابات القلب والأوعية الدموية"، وفقًا لريتشارد برونو، كبير مؤلفي الدراسة وأستاذ التغذية البشرية.

اظهار أخبار متعلقة

تسرب الأمعاء 

وأضاف وفقًا لصحيفة "ذا صن": "إذا تمكنا من تحسين سلامة الأمعاء وتقليل الأمعاء المتسربة، فإن الفكرة هي أننا سنكون قادرين ليس فقط على تخفيف الالتهاب المنخفض الدرجة الذي يؤدي إلى اضطرابات القلب والأوعية الدموية، ولكن من المحتمل عكسها".

ولاحظ جميع المشاركين - نصفهم يتمتعون بصحة جيدة والنصف الآخر يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي – وجود فوائد، وهي نتيجة غير متوقعة للباحثين.

قال البروفيسور برونو: "ما يخبرنا به هذا هو أنه في غضون شهر واحد يمكننا خفض نسبة الجلوكوز في الدم لدى كل من الأشخاص المصابين بمتلازمة التمثيل الغذائي والأشخاص الأصحاء".

وتابع: "يبدو أن انخفاض نسبة الجلوكوز في الدم مرتبط بتقليل تسرب الأمعاء وتقليل التهاب الأمعاء - بغض النظر عن الحالة الصحية".

لكن البروفيسور برونو قال: "لم نحاول علاج متلازمة التمثيل الغذائي بدراسة مدتها شهر واحد. ولكن استنادًا إلى ما نعرفه عن العوامل المسببة وراء متلازمة التمثيل الغذائي، هناك احتمال أن يعمل الشاي الأخضر جزئيًا على الأقل على مستوى القناة الهضمية للتخفيف من مخاطر تطويره أو عكسه لمن يعاني بالفعل من متلازمة التمثيل الغذائي".

طعام صحي وممارسة الرياضة 

وفي أغلب الأحيان، يخبر الأطباء الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي بتحسين نمط حياتهم، من خلال تناول طعام صحي وممارسة الرياضة أكثر. غير أنه "لسوء الحظ، نعلم أن معظم الأشخاص لا يمكنهم الامتثال لتعديلات نمط الحياة لأسباب مختلفة"، وفق البروفيسور برونو.

والشاي الأخضر ليس شائعًا في الغرب كما هو الحال في الشرق، حيث نشأ في الصين. ويوصف بأنه مشروب صحي، إذ توصلت الدراسات على أنه يساعد في إنقاص الوزن ويحمي من خطر الإصابة بأمراض القلب وحتى السرطان.

لكن النتائج ليست قوية جدًا، لأنها غالبًا ما تكون قائمة على الملاحظة، ولها أحجام عينات صغيرة أو قيود أخرى.