دراسة: يساعد في تحسين الأعراض لدى مرضى الشرايين المحيطية 

مرض الشرايين المحيطية هو مشكلة شائعة في الدورة الدموية، يحدث عندما تضيق الشرايين التي تنقل الدم من القلب في جميع أنحاء الجسم، مما يقلل من تدفق الدم والأكسجين.

وفي حين أن كثيرًا من المصابين قد تظهر عليهم أعراض بسيطة، أو ربما لا يشعرون بأي أعراض من الأساس، فقد يشعر آخرون بألم في الساق، ناجم عن التقلصات والضعف والتعب والألم في الساقين والقدمين أثناء المشي، لكن الأعراض تهدأ بعد حوالي 10 دقائق من الراحة.

ويمكن في كثير من الأحيان علاج مرض الشرايين المحيطية بنجاح عن طريق ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي والإقلاع عن التدخين بجميع أشكاله.

فائدة المشي لمرضى اعتلال الشرايين المحيطية 

ويمكن للمشي حتى أن يخفف من الشعور بالألم، بعدما توصل الباحثون في دراسة جديدة إلى أن الأشخاص المصابين باعتلال الشرايين المحيطية والذين يعانون من الألم عند المشي قد تحسنت قدرتهم على المشي وتراجعت حدة الألم لديهم بمضي الوقت.


شملت الدراسة التي نُشرت في 27 يوليو بمجلة جمعية القلب الأمريكية، 264 شخصًا مصابًا باعتلال الشرايين المحيطية، متوسط أعمارهم 69 عامًا، تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات، في إطار تجربة تسمى التدخل منخفض الشدة لمرضى الشرايين المحيطية، والتي شملت 305 شخصًا في أربع جامعات أمريكية.

ولمدة 12 شهرًا، سارت المجموعة الأولى في المنزل بوتيرة مريحة، بينما سارت المجموعة الثانية بوتيرة تسببت في ظهور أعراض في الساق، أما المجموعة الثالثة فلم تمارس رياضة المشي، وارتدت المجموعات الثلاث جهازًا لمراقبة شدة المشي ووقت المشي.

ونشر المرضى، بياناتهم الخاصة بتكرار التمرين وكثافته ومدته على موقع الدراسة على الإنترنت. وأكملوا اختبارات وظائف الساق في بداية الدراسة، ومرة أخرى في غضون 6 و12 شهرًا. وقاموا بقياس مدى السرعة التي ساروا بها 13 قدمًا بالوتيرة المعتادة وبأسرع ما يمكن. وأكملوا أيضًا اختبار أداء جسدي قصير تضمن المشي بالسرعة المفضلة لديهم، واختبار التوازن القائم ورفع الكرسي.

وأظهرت النتائج أن المشاركين في مجموعة المشي السريع كانوا قادرين على السير بمعدل 11 قدمًا في الدقيقة أسرع في 6 أشهر، و16 قدمًا في الدقيقة في 12 شهرًا مقارنة بنظرائهم الذين كانوا يمشون بوتيرة منخفضة. وكانت الحركة أسرع بنحو 13 قدمًا في الدقيقة من غير المشاة في غضون 6أشهر. وهذه الزيادة لم تكن ذات دلالة إحصائية في سنة واحدة.

اقرأ أيضا:

شرب القهوة يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب

نتائج الدراسة 

ووجدت الدراسة أنه في غضون 12 شهرًا، كان إجمالي الأشخاص الذين مارسوا تمارين المشي وهم يعانون من آلام في الساق، أو عدم الراحة أعلى بمقدار نقطة واحدة تقريبًا في اختبارات وظائف الأرجل الثلاثة، مقارنة بالأشخاص الذين ساروا بخطى مريحة دون ألم في الساق. أما الأشخاص الذين مارسوا التمارين بوتيرة مريحة فلم يتحسنوا في سرعة المشي عند ستة أو 12 شهرًا مقارنةً بغير المشاة.

وقال الدكتورة ماري ماكديرموت، الأستاذة في كلية الطب بجامعة نورث وسترن في شيكاغو، في بيان صحفي: "لقد فوجئنا بالنتائج لأن المشي لممارسة الرياضة بوتيرة تسبب ألمًا في الساقين بين الأشخاص المصابين باعتلال الشرايين المحيطية يعتقد أنها مرتبطة بتلف عضلات الساق".

وأضافت وفقًا لوكالة "يو بي آي": "بناءً على هذه النتائج، يجب على الأطباء أن ينصحوا المرضى بالسير لممارسة الرياضة بوتيرة تسبب عدم راحة في الساق، بدلاً من بوتيرة مريحة دون ألم".

وقال الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها يجب تأكيدها في الدراسات المستقبلية، وقد تختلف نتائج المشي في المنزل عن تلك التي تم الحصول عليها أثناء المشي على جهاز المشي تحت إشراف متخصص.