توصلت دراسة جديدة إلى أن الصيام المتقطع قد يساعد الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع 2 على التحكم بشكل أفضل في مستويات السكر في الدم.

وأفاد الباحثون أن الأشخاص المصابين بالسكري الذين حصروا تناولهم للطعام خلال فترة مدتها 10 ساعات انتهى بهم الأمر إلى مستويات طبيعية في مستوى السكر بالدم أطول بنحو ثلاث ساعات مما كانوا عليه عندما كانوا يتناولون الطعام في أي وقت.

ووجد الباحثون أن هؤلاء المرضى عانوا أيضًا من انخفاض مستويات السكر في الدم على مدار 24 ساعة، وكذا ن انخفاض مستوى الجلوكوز الصائم باستمرار في الصباح عند تقييد وجباتهم في وقت محدد.

مستويات السكر في الدم

خلال الدراسة، طُلب من 14 شخصًا بالغًا مصابًا بالسكري من النوع 2 الحد من تناول طعامهم لمدة 10 ساعات يوميًا، مع التوقف عن الأكل في موعد لا يتجاوز الساعة 6 مساءً، وقد تم تزويدهم بأجهزة مراقبة مستمرة للجلوكوز تقيس مستويات السكر في الدم لديهم كل 15 دقيقة.

وطلب من المشاركين أن يأكلوا كما كانوا يفعلون عادة، دون قيود غذائية خاصة. وخارج الوقت المحدد، سُمح لهم بشرب الماء والشاي العادي والقهوة السوداء والمشروبات الغازية الخالية من السعرات الحرارية.

أمضى المشاركون ثلاثة أسابيع في نظام الصيام المتقطع، ثم تناولوا الطعام لمدة ثلاثة أسابيع أخرى كما يفعلون عادة متى شاءوا.

وأثناء تناول الطعام المقيَّد بالوقت، انتهى الأمر بالمشاركين بمستويات طبيعية من السكر في الدم بمعدل 15 ساعة في اليوم، مقارنة بمتوسط 12 ساعة يوميًا عندما كانوا يأكلون في أي وقت.

وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة "السكري"، أن تقييد الطعام لفترة 10 ساعات أثبتت أنها آمنة للمشاركين، الذين لم يعانوا من أي زيادة ملحوظة في نقص السكر في الدم (انخفاض نسبة السكر في الدم) أو غيرها من الآثار الجانبية الخطيرة عند الصيام.

اقرأ أيضا:

شرب القهوة يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب

تحسين الصحة الأيضية

وقالت كبيرة الباحثين شارلوت أندريسن، طالبة دكتوراه في قسم التغذية وعلوم الحركة بكلية الطب بجامعة ماستريخت في هولندا: "قد يكون تناول الطعام المقيد بالوقت نهجًا فعالاً لتحسين الصحة الأيضية لدى البالغين المصابين بمرض السكري من النوع 2، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتيجة".

قال الدكتور ريشمي سريناث، مدير برنامج إدارة الوزن والتمثيل الغذائي بنيويورك، إن الدراسة تجيب على سؤال يدور في أذهان العديد من الأشخاص الذين يحاولون إدارة مرض السكري لديهم.

إذ أنه "يتبادر إلى الذهن دائمًا. عندما يأتي المرضى إلي، يسألون، هل (الصيام المتقطع) هو آمن بالنسبة لي؟ هل هناك خطر أكبر للإصابة بنقص السكر في الدم؟ ومن هذه الدراسة، استخدموا مراقبة الجلوكوز ووجدوا أن السكريات قد تحسنت بشكل عام، وصل عدد أكبر من المرضى إلى مستويات طبيعية من السكر في الدم وهذه نتيجة عظيمة".

كما بدا أن الصيام المتقطع هو نمط غذائي سهل لاعتماده. إذ انتهى الأمر بالمشاركين في الدراسة بشكل طبيعي إلى تقليل مدة تناول الطعام إلى 9ساعات، أي أقل بساعة مما كان مسموحًا لهم، حسبما ذكرت الدراسة.

قالت أندريسن: "في الغالب، أفاد المشاركون أنهم وجدوا نظام الأكل المقيّد بالوقت ممكنًا. كانت أهم اللحظات خلال عطلة نهاية الأسبوع عندما لم يُسمح لهم بتناول أو شرب شيء (بخلاف الماء) في الحفلات أو التجمعات الاجتماعية الأخرى".

وأضاف أن هناك أسبابًا بيولوجية قوية للاعتقاد بأن الصيام المتقطع سيساعد بشكل أفضل في السيطرة على مرض السكري.

وتابع: "عندما تصوم، يكسر جسمك أولاً مخازن الجليكوجين، وهي عبارة عن سكر مخزّن في الجسم. وبعد ذلك عندما تختفي مخازن الجليكوجين، يضطر الجسم إلى تكسير الدهون. والفكرة هي أنه عندما تصوم لفترات طويلة، يكون هناك كفاءة أكبر" في كيفية استخدام جسمك للطاقة المخزنة.

غير أن نتائج الدراسة لم تكن مثالية. إذ كان الباحثون يأملون في رؤية مقاومة الأنسولين لدى المشاركين تتحسن خلال فترة الصيام التي استمرت ثلاثة أسابيع، لكن ذلك لم يتحقق.