حذرت دراسة جديدة من أن الأشخاص الذين يتعاطون الحشيش معرضون لخطر الإصابة باضطراب ذهاني بخمس مرات مقارنة بغير المستخدمين له.

ووجدت مراجعة لعشرين دراسة شملت ما يقرب من 120 ألف شخص، أن الأشخاص الذين يستخدمون منتجات الحشيش التي تحتوي على نسبة عالية من مادة رباعي هيدروكانابينول (THC) هم أكثر عرضة للإصابة بحالات مرضية مثل الفصام.

وتمتلك مادة (THC) خاصية التأثير النفسي الرئيسية في الحشيش، مما يعني أنها تؤثر على كيفية عمل الدماغ، وبالتالي تؤثر على مزاج المستخدم وردود فعله وأفكاره وعواطفه.

وكان خطر الإصابة باضطراب ذهاني أعلى بخمس مرات بين أولئك الذين يتعاطون الحشيش عالي القوة بشكل يومي مقارنة بأولئك الذين لم يستخدموه أبدًا، وفقًا لإحدى الدراسات التي تمت مراجعتها.

وفي المقابل، توصل باحثون من مجموعة الإدمان والصحة العقلية في جامعة "باث" ببريطانيا إلى أن الاستخدام المنتظم للحشيش منخفض الفاعلية لا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالذهان.

اضطراب استخدام القنب

ورصد الباحثون أيضًا، زيادة خطر الإدمان، أو "اضطراب استخدام القنب"، بين أولئك الذين يستخدمون منتجات الحشيش التي تحتوي على مادة رباعي هيدروكانابينول (THC)، مقارنة بمستخدمي الأشكال الأكثر اعتدالًا من المخدر.

وقدرت إحدى الدراسات زيادة بمقدار أربعة أضعاف في احتمال الإصابة بالإدمان بين متعاطي الحشيش الذي يحتوي على مادة رباعي هيدروكانابينول (THC)، مقارنةً بمن يستخدمون منتجات ذات تركيزات أقل، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".

والدراسة يعتقد أنها أول مراجعة منهجية للأدلة المتاحة على وجود علاقة بين قوة الحشيش ومشاكل الصحة العقلية والإدمان. غير أن الدراسات التي تمت مراجعتها اختلفت في الحجم والنطاق والتصميم، لذا لم يتمكن معدو التقرير من تحديد المخاطر التي يشكلها ارتفاع نسبة من مادة رباعي هيدروكانابينول (THC)، لكنهم حذروا من وجود ارتباط "ثابت" بين الاستخدام القوي للحشيش وخطر الإدمان والذهان.

ويعتبر الحشيش ثالث أكثر العقاقير استخدامًا على مستوى العالم بعد الكحول والنيكوتين، حيث تشير الأبحاث إلى أن واحدًا من كل خمسة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 16 و 24 عامًا في بريطانيا قد استخدمه في العام الماضي.

إدمان الحشيش

وفي ولاية واشنطن الأمريكية، حيث يمكن شراء الحشيش العشبي بتركيز 20 في المائة من مادة رباعي هيدروكانابينول (THC)، وخلاصة الحشيش بتركيز 60 في المائة بشكل قانوني، لاحظ الباحثون أيضًا أنه مع زيادة الفاعلية، زادت معدلات الأشخاص الذين يبحثون عن علاج من إدمان الحشيش.

ووفقًا للباحثين، فإن بيانات من مركز المراقبة الأوروبي للمخدرات والإدمان كشفت عن زيادة بنسبة 76 في المائة في الأشخاص الذين يعالجون من إدمان الحشيش في العقد الماضي.

وقال المؤلف الرئيسي كات بيتريلي، من قسم علم النفس بجامعة باث: "وجدت مراجعتنا المنهجية أن الأشخاص الذين يستخدمون الحشيش عالي الفعالية يمكن أن يكونوا أكثر عرضة للإدمان وكذلك الذهان عند مقارنتهم بالأشخاص الذين يستخدمون منتجات الحشيش ذات الفاعلية المنخفضة".