لا شيء يبدو مثيرًا للإزعاج أكثر من المعاناة عند النوم، وخاصة إذا تطور الأمر إلى معاناة يومية لدى البعض، الذين يجدون صعوبة في الحصول على النوم بعد يوم عمل شاق، الأمر الذي قد يكون له أثره على حالتهم الصحية عمومًا بمضي الوقت.

ويبدو أن معاناة هؤلاء ستنتهي قريبًا، بعد أن طور باحثون من جامعة تكساس الأمريكية، نظامًا فريدًا للوسائد والمراتب "يخدع" الجسم ويجعله ينام بشكل أسرع، من خلال تضمينها بوسائل للتدفئة والتبريد، مما ساعد على النوم بنسبة تصل إلى 58 أسرع من المعتاد، كما أظهرت نتائج الاختبارات.

بحلول الليل، تنخفض درجة حرارة الجسم بشكل طبيعي، مما يجعله مهيئًا للنوم، الأمر الذي وضعه الباحثون في الاعتبار عند تصميم الوسائد والمراتب.

وأوضح شهاب حقيغ، الزميل الباحث في كلية الطب بجامعة هارفارد، الذي ساعد في الابتكار: "نحن نسهل الاستعداد للنوم من خلال التلاعب بأجهزة استشعار داخلية حساسة لدرجة حرارة الجسم لضبط ترموستات الجسم لفترة وجيزة بحيث يعتقد أن درجة الحرارة أعلى مما هي عليه في الواقع".

التحفيز الحراري

وبناءً على ذلك، شرع الباحثون في فهم ما إذا كان التحفيز الحراري يمكن أن يساعد على النوم.

في عام 2019، أجرى الباحثون دراسة أظهروا فيها أن أخذ حمام دافئ قبل النوم بساعة أو ساعتين يساعد الناس على النوم بسرعة والنوم بشكل أفضل. وفي الدراسة هذه، قرر الباحثون تطوير مرتبة يمكن التحكم في درجة حرارتها ووسادة تدفئة لإحداث تأثير مماثل.

تم تطوير نوعين من المراتب، أحدهما يستخدم الماء لضبط درجة الحرارة، والآخر باستخدام الهواء. وقال الباحثون خلال دراستهم المنشورة في مجلة "أبحاث النوم" "استخدم أحد النوعين المياه المتداولة لإنشاء مناطق درجة حرارة للمرتبة والتحكم فيها، بينما استخدم النوع الآخر تدفق الهواء لإنشاء مناطق درجة حرارة المرتبة والتحكم فيها أيضًا".

و"يستفيد نظام هذين النوعين من المراتب من مصادر منفصلة للتبريد والتدفئة يتم تنظيمها بشكل مستقل"، إذ تعمل المرتبة على تبريد المناطق المركزية من الجسم إلى 25 درجة مئوية، مع تسخين الرقبة واليدين والقدمين إلى 33 درجة مئوية، مما يزيد من تدفق الدم لتبديد حرارة الجسم، مما يخدع الجسم للشعور بالنوم.

اقرأ أيضا:

شرب القهوة يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب

اختبار المرتبة

ولاختبار المرتبة، قام الباحثون باختيار 11 شخصًا، طُلب منهم الذهاب إلى الفراش قبل ساعتين من المعتاد. وفي بعض الليالي، استخدم ستة منهم مرتبة هوائية، وخمسة استخدموا المرتبة التي تعتمد على الماء، بينما استخدموا في ليالٍ أخرى مرتبة عادية.

وكشفت النتائج وفقًا لصحيفة "ديلي ميل"، أن نظام التحكم في درجة الحرارة ساعد المشاركين على النوم أسرع بنحو 58 في المائة - مع عدم وجود فرق كبير بين المراتب التي تعتمد على الماء والهواء. وأبلغو أيضًا عن تحسن جودة النوم مع استخدام هذه المراتب أكثر من النوم بدونها.

وقال البروفيسور كينيث ديلر، قائد الدراسة: "من اللافت للنظر مدى فعالية الاحترار اللطيف على طول العمود الفقري العنقي في إرسال إشارة إلى الجسم لزيادة تدفق الدم إلى اليدين والقدمين لخفض درجة الحرارة الأساسية والتعجيل ببدء النوم".

"كما أن هذا التأثير نفسه يؤدي إلى خفض الدم قليلاً، ويساعد القلب والأوعية الدموية على التعافي من ضغوط الحفاظ على تدفق الدم أثناء الأنشطة اليومية، وهو أمر مهم للغاية للصحة على المدى الطويل"، وفق قوله.

ويمتلك الباحثون براءة اختراع لتقنية المراتب والوسائد التي تعمل بالتبريد، ويسعون إلى إقامة شراكات مع شركات المراتب لتسويقها. لكن من غير الواضح كم تبلغ تكلفتها، أو متى قد تصبح متاحة في الأسواق.

ما هي الطرق الأخرى لتحسين النوم؟

إذا كنت تكافح من أجل النوم، فإن الكلية الملكية للأطباء النفسيين لديها العديد من النصائح لمساعدتك على النوم:

تأكد من أن سريرك وغرفة نومك مريحة - ليست ساخنة جدًا ولا باردة جدًا ولا صاخبة جدًا.

تأكد من أن مرتبتك مناسبة لك بشكل صحيح. إذا كانت شديدة الصلابة، فإن وركيك وكتفيك يتعرضان للضغط. إذا كانت ناعمًا جدًا، فإن جسمك يتدلى وهو أمر مضر لظهرك. بشكل عام ، يجب عليك استبدال مرتبتك كل 10 سنوات للحصول على أفضل دعم وراحة.

قم ببعض التمارين، وجرب بعض السباحة أو المشي بانتظام. وأفضل وقت لممارسة الرياضة هو في النهار - خاصة في وقت متأخر من بعد الظهر أو في وقت مبكر من المساء. لكن في وقت لاحق يمكن أن يزعج هذا نومك.

خذ بعض الوقت للاسترخاء بشكل صحيح قبل الذهاب إلى الفراش. ويجد بعض الناس أن العلاج بالروائح مفيد.

إذا كان هناك شيء ما يزعجك ولا يوجد ما يمكنك فعله حياله على الفور، فحاول كتابته قبل الذهاب إلى الفراش على أن تتعامل معه في اليوم التالي.

إذا لم تستطع النوم، انهض وافعل شيئًا يبعث على الاسترخاء. اقرأ أو شاهد التلفاز أو استمع إلى الموسيقى الهادئة. بعد فترة، يجب أن تشعر بالتعب بما يكفي للذهاب إلى الفراش مرة أخرى.

اذهب إلى الفراش عندما تشعر بالتعب والتزم بروتين الاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم ، سواء كنت لا تزال تشعر بالتعب أم لا.

يبقى الكافيين في جسمك لعدة ساعات بعد آخر مشروب من الشاي أو القهوة. والعديد من المشروبات الغازية، وحتى النعناع التي تحتوي على الكثير من الكافيين.

لذا توقف عن شرب الشاي أو القهوة في منتصف الظهيرة. إذا كنت ترغب في تناول مشروب ساخن في المساء، جرب شيئًا من الأعشاب أو الحليب (لكن تأكد من عدم وجود مادة الكافيين فيه).

لا تأكل أو تشرب كثيرًا في وقت متأخر من الليل. حاول تناول العشاء في وقت مبكر من المساء وليس في وقت متأخر.

إذا كنت قد مررت بليلة سيئة، فلا تنم في اليوم التالي - فهذا سيجعل من الصعب عليك النوم في الليلة التالية.

لا تستخدم حبوب التخسيس - فالكثير منها سيبقيك مستيقظًا.

لا تستخدم العقاقير المخدرة مثل الإكستاسي والكوكايين والأمفيتامينات - فهي منبهات، ومثل الكافيين، ستعمل على إبقائك مستيقظًا.