كشفت دراسة حديثة، أن تناول القليل من الملح قد يكون مفيدًا في الواقع للأشخاص المصابين بنوع شائع من قصور القلب.
وحذر الباحثون فى الدراسة التى نشرت نتائجها فى مجلة "أمراض القلب" من أن التقييد المفرط فى تناول الملح الغذائى يمكن أن يضر المرضى الذين يعانون من قصور فى القلب مع بقاء الكسر القذفي، ويجب على الأطباء إعادة النظر فى إعطاء هذه النصيحة للمرضى.
وقال الباحثون الصينيون في بيان صحفي، إن الارتباط بين الإفراط في تناول الملح والنتائج السيئة كان أكثر وضوحًا في المرضى الذين تبلغ أعمارهم 70 عامًا أو أقل، وفي الأشخاص غير البيض.
وعادة ما يقاس الكسر القذفى فقط فى البطين الأيسر، وهو حجرة الضخ الرئيسية بالقلب، فهو يضخ الدم الغنى بالأكسجين للاعلى خلال الشريان الرئيسى "الأورطى" ليصل إلى سائر أعضاء الجسم.
وأوضح العلماء أنه مع هذا النوع من قصور القلب، والذي يمثل نصف جميع الحالات، لا يمكن للبطين الأيسر للقلب أن يمتلئ بالدم بشكل صحيح، وبالتالي يتم ضخ كمية أقل من الدم إلى الجسم.
اظهار أخبار متعلقة
كمية الملح للمرضى
وقالوا إن الحد من الملح موصى به بشكل متكرر في إرشادات قصور القلب، لكن الكمية المثلى للمرضى، وخاصة أولئك الذين يعانون من قصور القلب مع الكسر القذفي المحفوظ، لا يزال موضع جدل.
وتوصي جمعية القلب الأمريكية بما لا يزيد عن 2300 ملليجرام من الملح في اليوم، والحد المثالي لا يزيد عن 1500 ملليجرام يوميًا لمعظم البالغين.
لكن الباحثين قالوا إن نطاق التقييد الأمثل، وتأثيره على المرضى الذين يعانون من قصور في القلب مع الكسر القذفي المحفوظ غير واضح، لأن هؤلاء الأفراد غالبًا ما يتم استبعادهم من الدراسات ذات الصلة.
وتم تصميم البحث لتحديد ما إذا كان عقار سبيرونولاكتون قادرًا على علاج قصور القلب المصحوب بأعراض بفاعلية، مع الحفاظ على الكسر القذفي، وفقًا لوكالة (يو بي آي).
مقدار الملح لمرضى قصور القلب
واستند الباحثون إلى تحليل ثانوي لبيانات 1713 شخصًا يبلغون من العمر 50 عامًا أو أكثر، سُئلوا عن مقدار الملح الذي يضيفونه بشكل روتيني إلى طهي المواد الغذائية الأساسية، مثل الأرز والمكرونة والبطاطس والحساء واللحوم والخضروات. تم تسجيل هذا على أنه 0 نقطة إذا لم يضيفوا ملح؛ 1 لكل 1/8 ملعقة صغيرة، 2 لكل 1/4 ملعقة صغيرة، و3 لكل 1/2 ملعقة صغيرة، أو أكثر.
وراقب الباحثون بعد ذلك صحة المشاركين لمدة 3 سنوات في المتوسط، ودرسوا مجموعة من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية أو الدخول إلى المستشفى بسبب قصور القلب، بالإضافة إلى السكتة القلبية المجهضة.
كما نظروا في النتائج الثانوية: الموت من أي سبب، والوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى دخول المستشفى بسبب قصور القلب.
وما يقرب من نصف المشاركين حصلوا على درجة صفر في ملح الطعام. من بين هؤلاء، كان أكثر من نصفهم من الرجال بنسبة 56 في المائة، و81 في المائة كانوا من البيض. وكانوا يزنون أكثر بكثير من أولئك الذين لديهم درجة ملح طعام أعلى من الصفر.
ووجدت الدراسة أن المشاركين الذين حصلوا على درجة من ملح الطعام أعلى من الصفر كانوا معرضين لخطر أقل بكثير من الأفراد الذين كانت درجاتهم صفرًا، ويرجع ذلك أساسًا إلى أنهم كانوا أقل عرضة للدخول إلى المستشفى بسبب قصور القلب.