توصلت دراسة حديثة إلى أن ممارسة التمرينات البدنية والذهنية يمكن أن يساعد في تجنب مشاكل الذاكرة (الخرف) مع التقدم في العمر، لكن الفوائد قد تكون أكبر بالنسبة للنساء مقارنة بالرجال.

الدراسة توصلت إلى أن النساء، وليس الرجال يتمتعن بقدر أكبر من الاحتياطيات المعرفية عند ممارسة الرياضة بانتظام، فيما أسهمت ممارسة المزيد من الأنشطة العقلية في تحسين سرعة التفكير لكل من النساء والرجال على السواء.

وتظرت الدراسة في الاحتياطي المعرفي، أو قدرة الدماغ على تحمل آثار أمراض مثل الزهايمر دون تراجع في مهارات التفكير أو الذاكرة، وشملت 758 شخصًا (متوسط أعمارهم 76 عامًا).

ولم يظهر بعض المشاركين أي أدلة على معاناتهم من مشاكل في التفكير أو الذاكرة، بينما كان البعض يعاني من ضعف إدراكي خفيف، فيما كان هناك من يعاني من الخرف الكامل في بداية الدراسة.

وخضع المشاركون لمسح للدماغ، ولاختبارات سرعة التفكير والذاكرة. وقارن الباحثون نتائج الاختبارات بتغيرات الدماغ المرتبطة بالخرف لحساب درجة الاحتياطي المعرفي.

وأظهرت نتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة "نيورولوجي"، أن النساء اللواتي أبلغن عن ممارسة المزيد من النشاط البدني كان لديهن احتياطي أكبر في سرعة التفكير، مقارنة بالرجال. ولم يكن زيادة النشاط البدني مرتبطًا بتحسين احتياطي الذاكرة لدى الرجال أو النساء.

وبينت أيضًا أن النساء اللواتي قرأن، وحضرن دروسًا، ولعبن الورق، أو مارسن الألعاب بشكل متكرر كان لديهن احتياطي ذاكرة أكبر. ولم تكن الدراسة مصممة لتقول كيف أدت الأنشطة إلى تحسين وظائف المخ، لكنها فقط تحدثت عن وجود صلة.

اقرأ أيضا:

شرب القهوة يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب

الاحتياطي المعرفي

وقالت مؤلفة الدراسة، جودي با من جامعة كاليفورنيا: "ابدأ في بناء هذا الاحتياطي المعرفي الآن، لذا فإن الأموال موجودة في البنك إذا احتاجت أدمغتنا إليه".

وأضافت: "ليس من المبكر أو المتأخر أبدًا الانخراط في أنشطة التحفيز الجسدي والعقلي، ومن الجيد تجربة أنشطة جديدة لمواصلة تحدي الدماغ والعقل والجسم للتعلم والتكيف".

وأشارت إلى أن السبب الدقيق الذي يبدو أن النساء يتمتعن بفوائد من هذه الأنشطة أكثر من الرجال غير مفهومة تمامًا حتى الآن.

وتابعت: "لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به في هذا المجال لفهم الفروق الملحوظة بين النساء والرجال بشكل أفضل، والتي يمكن أن تكون مرتبطة بأنواع الأنشطة البدنية والعقلية التي تقوم بها كل مجموعة من الجنسين/ الجنس".

وكتب الباحثون في النتائج: "على الرغم من عدم وجود اختلافات في سلوكيات لعب الورق والقراءة حسب الجنس، فقد أبلغت النساء عن مستويات أعلى من الفصول الجماعية مقارنة بالرجال. وعلى عكس أنشطة لعب الورق والقراءة، تشتمل الفصول الجماعية بطبيعتها على مكون اجتماعي قد يشرك بشكل مختلف القدرات المعرفية".

وتضمنت القيود في الدراسة أنها ركزت على شمال مانهاتن، نيويورك، ما يعني أنها استبعدت الناس في المناطق الريفية. كما لم تقس العوامل المجتمعية والهيكلية، والتي قال العلماء إنها "محددات رئيسية" للقدرة العقلية. وعندما طُلب من المشاركين الإبلاغ عن نشاطهم البدني والعقلي لم يتذكروا بدقة.

ونظر الباحثون أيضًا في كيفية تأثير جين (APOE4)، الذي يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، على النتائج، ووجدوا أن هذا الجين يثبط الفوائد الإضافية للأنشطة البدنية والعقلية على الاحتياطي المعرفي لدى النساء.

تأثير الأنشطة البدنية والمعرفية

غر أنه من السابق لأوانه استخلاص أي استنتاجات مؤكدة حول كيفية تأثير الأنشطة العقلية والبدنية على صحة الدماغ لدى الرجال أو النساء، بحسب ما نقلت وكالة (يو بي آي) عن خبراء لم يشاركوا في الدراسة.

قال الدكتور هوارد فيليت، المدير التنفيذي في مؤسسة اكتشاف علاج الزهايمر: "يبدو أن تأثير الأنشطة البدنية والمعرفية المبلغ عنها ذاتيًا على الاحتياطي المعرفي كان أكثر وضوحًا لدى النساء"، مشددًا على أن "هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد النتائج".

علاوة على ذلك، لم يتحكم الباحثون في العوامل التي يمكن أن تؤثر على النتائج، بما في ذلك مستويات تعليم المشاركين ، كما قال فيليت.

وقال إن هناك أشياء يجب القيام بها لحماية وتعزيز الاحتياطي المعرفي، وتأخير ظهور التدهور المعرفي ومرض الزهايمر أو إبطائه، وتتمثل في الآتي:
ممارسة الرياضة بانتظام
تناول نظام غذائي صحي على طراز البحر الأبيض المتوسط
الحصول على نوم جيد
تجنب الإجهاد والكحول والتدخين
دارة مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.

وأشار فيليت إلى أنه يمكن أيضًا اختبار جين (APOE4) لدى بعض الأشخاص.

الدكتور توماس فيديك، أستاذ طب الأعصاب بجامعة إنديانا وزميل الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، قال: "تشير هذه الورقة إلى أن تأثيرات النشاط البدني والعقلي في منع التدهور المعرفي أو الأداء بشكل أفضل مع مرض الزهايمر أقوى لدى النساء من الرجال"، لكن هذا لا يعني أن الرجال لا يجب أن يشاركوا في هذه الأنشطة.