يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (الأعراف 180).
ومن أبرز هذه الأسماء اسم الله تعالى (الحي)، والحي سبحانه هو الدائم في وجوده الباقي حيًا بذاته على الدوام أزلا وأبدًا، قال تعالى: «اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ».
وهذا الوصف (لا تأخذُهُ سِنةٌ ولا نومٌ)، ليس لسواه سبحانه وتعالى، فأي طاغوت مهما كان عُبد من دون الله توارى مع الزمن والوقت، بينما الله القهار، يظل هو وحده سبحانه الحي الذي لا يموت، ولمّ لا وهو قيوم السموات والأرض، خلق كل شيئ وقدره تقديرا.
كيف كان هذا الكون؟
واسم الله الحي يأخذنا للتساؤل (كيف كان هذا الكون؟)، قالوا كان نقطة ثم انفجر، ونقول لهم ومن الذي فجرها؟.. يقولون سبب غير رياضي ، الحسابات الرياضية أوصلت إلى أنه كانت هناك نقطة فانفجرت، وخرج بذلك عن نطاق العلم التجريبي ، والمعادلات الرياضية، ولكن هل كان هناك سبب للانفجار ؟.. يقول نعم كان هناك سبب.. إذن هل هذا السبب حي أم سبب عارض ؟.. ونقول إنه سبب حي وهو (لا إله إلا الله)، فالله سبحانه وتعالى هو ذاك السبب الحي.
ذلك أن العلم يدعو إلى الإيمان و العقل الذي وهبه الله لك يحتم مع هذا الاتقان والحكمة أن يكون هذا السبب حيًا سبحانه وتعالى، ومن هنا كانت دعوة الموحدين إِلى الاعتماد على الله، لأنه الحي الذي لا يموت كما قال سبحانه: « وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ » (الفرقان: 58).
اقرأ أيضا:
الكسل داء يبدد الأعمار والطاقات.. انظر كيف عالجه الإسلاممعنى الحي
وكلمة حي وإن كانت بديهية وإن كانت لابد منها من أجل كل الصفات إلا أنها فاصلة قاطعة بين الإيمان وعدم الإيمان ، فلابد على المؤمن أن يؤمن بأن الله حي ويجوز لهذا المؤمن حينئذ أن يصف الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، أما غير المؤمن فهو في ورطة، الذي لا يؤمن أن الله حي في ورطة لأنه بعد ذلك يرى الدنيا عبثا لا هدف لها.
فالله عز وجل هو الحي، وهو صفة ينبغي علينا أن ننزلها منزلتها، «فعند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أحد أصحابه يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال أبو المنذر الله ورسوله أعلم ، قال يا أبا المنذر مرة ثانية أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال أبو المنذر الله ورسوله أعلم، فعندئذ قال أبو المنذر الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم على صدره توددًا وقال ليهدك العلم أبا المنذر ، الله لا إله إلا هو الحي القيوم»، وذلك يعني أنه سبحانه حي بذاته ومصدر لقيام كل حي.