يعرف "السمع الانتقائي" على أنه الشخص الذي يبدو نشطًا أو يستمع فقط عندما يتعلق الأمر به أو يثير اهتمامه، وهو ما قد يتعامل معه الأصدقاء وأفراد الأسرة من باب الدعابة، إلا أنه في الواقع يعكس وجود مشكلة حقيقية في السمع قد تتفاقم إلى مشكلة خطيرة إذا تم تجاهل أعراضها الأولية.

قالت كاتي أوجدن، أخصائية السمع ومديرة التدريب في إحدى الشركات المتخصصة في السمعيات: "إن أي شخص حاول إجراء محادثة مع طفل صغير أو مراهق سيعرف أن هناك فرقًا شاسعًا بين الاستماع والسمع. ومع ذلك، في حين أن النكتة العرضية المتعلقة بـ" السمع الانتقائي "المتصور للفرد غالبًا ما تكون مجرد تعليق عابر للتعبير عن شكوى بشأن التجاهل، فمن المؤكد أنها لا تُضحك عندما يمكن أن تكون مؤشرًا على مشكلة فقدان السمع"، وفق تحذيرها.

إذ "يمكن أن يؤدي فقدان السمع إذا تم تجاهله إلى الشعور بالوحدة والعزلة وفي بعض الحالات أعراض الاكتئاب. لذا، إذا تعرضت أنت أو أي شخص تحبه للسخرية بانتظام بسبب" السمع الانتقائي"، فمن المهم أن تكون على دراية بعلامات الإنذار المبكر لفقدان السمع، والتصرف بشأنها عاجلاً وليس آجلاً"، وفقًا لصحيفة "ذا صن".

اظهار أخبار متعلقة

غالبًا ما يلاحظ أولئك الذين يتواصلون مع شخص يعاني من ضعف السمع وجود مشكلة محتملة أولاً. وينتظر مستخدمو الأجهزة المساعدة على السمع، في المتوسط، لمدة 10 سنوات قبل الحصول على المساعدة لفقدان السمع، وفقًا لمركز الأبحاث التابع لكلية الطب بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية. لكن خلال ذلك الوقت، يصبح التواصل مع أحبائهم أكثر صعوبة.

قالت كيت: "على الرغم من أنها لا تحدد التشخيص بأي حال من الأحوال، إلا أن هناك بعض الأعراض التي يجب البحث عنها إذا كنت تعتقد أن المشكلة قد تكون أعمق من مجرد السمع الانتقائي". وكشفت عن أهم العلامات على أن الشخص يعاني من مشاكل في السمع:

1. يطلب منك أن تعيد الكلام 

إذا كنت أنت أو أحد أفراد أسرتك يطلبون باستمرار تكرار الأشياء أو يتمتمون بعبارة" ماذا قلت؟، فقد تكون هذه علامة على أنهم يفتقرون إلى الأصوات والإشارات اللازمة لمعالجة الكلام بشكل صحيح.

2. الشكوى من الهمهمة 

عندما يخبرك أحدهم "بالتوقف عن الهمهمة"، فإنك غالبًا ما تلقي اللوم على نفسك، لكن غالبًا ما يكون أولئك الذين يشتكون هم من يواجهون المشكلة، لأنهم لا يستطيعون سماع شخص بوضوح مثل أي شخص آخر.

قالت كيت إن الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع قد لا يكونون قادرين على سماع ترددات الكلام عالية النبرة، مما يترك فجوات في صوت الكلام.

وأضافت أنهم قد يسمعون فقط أحرف العلة وليس الحروف الساكنة - "وهو وضوح الكلمة ومعناها، مما يجعلهم يشعرون أنهم يستطيعون سماع الصوت ولكن لا يفهمونه تمامًا".

3. صعوبة في المحادثات الهاتفية 

إذا كنت من تحب ضبط مستوى صوت الهاتف المحمول على أقصى ارتفاع ممكن أو تستخدم مكبر الصوت لسماع ما يقوله شخص ما على الطرف الآخر، فقد تكون هذه علامة على مشكلة في السمع، وأن يتعين استخدام الأجهزة المساعدة للسمع.

اقرأ أيضا:

شرب القهوة يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب

4. الاستماع إلى التلفزيون بصوت عالٍ

هناك دائمًا شخص ما في الغرفة يطلب تشغيل التلفزيون بصوت مرتفع قليلاً - حتى يصم آذان أي شخص آخر.

والبرامج التليفزيونية ذات الحوارات السريعة أو وجود قدر كبير من الضوضاء في الخلفية قد يكون من الصعب على أولئك الذين يعانون من ضعف السمع متابعتها، مما يدفع الأشخاص إلى الاستماع للتلفزيون بصوت مرتفع.

لذلك، إذا احتاج صديق أو أحد أفراد الأسرة إلى رفع مستوى صوت التلفزيون إلى مستوى غير مريح للآخرين، فقد يكون هذا مؤشرًا على أنه يجيب عليهم تقييم السمع.

5. الانسحاب من الحوارات الجماعية 

عندما يعاني شخص ما من صعوبة في السمع - حتى لو لم يكن على دراية بذلك - غالبًا ما يصبح أكثر هدوءًا أو يمكن أن يبدو وكأنه منعزل في المواقف الاجتماعية أو في البيئات الصاخبة.

قد يكون هذا بسبب إحباط ذلك الشخص الذي قد لا يكون قادرًا على السماع بشكل صحيح، أو بسبب الشعور بالخجل أو الإحراج من أنه سيتعين عليه مطالبة الآخرين بتكرار كلامهم.

6. الإرهاق عند الاستماع لأحاديث الآخرين 

مطالبة الناس بتكرار كلامهم، والانسحاب من المحادثة - كل هذه السلوكيات يمكن أن تجعل الشخص يشعر بالاستياء من التواصل الاجتماعي.

عندما لا يسمع الشخص كل أصوات الكلام، يجب على الدماغ ملء أي فجوات للمساعدة في فهم ما يقوله الناس، وهذا يتطلب الكثير من التركيز الإضافي، ويجعل الدماغ يعمل بشكل أكثر صعوبة لمعالجة الأصوات، مما يؤدي إلى التعب الشديد بعد ذلك.