عند المعاناة من من الصداع، أو أي شكل من أشكال الألم، قد تلجأ في العادة للحصول على المسكنات، للتخفيف من أثر الصداع أو الألم الذي تعاني منه، وهو ما قد يتحقق بالفعل خلال فترة وجيزة، حيث سرعان ما يتخلص من الألم، أو على الأقل تهدأ حدته.

وأكثر المسكنات شيوعًا هو "الباراسيتامول"، الذي يُستخدم عمومًا لعلاج الحمى، والصداع، والألم والأوجاع الخفيفة. ويدخل كمكون أساسي في العديد من وصفات البرد والإنفلونزا.

ويتناول معظم الناس حبتين من المسكنات، من حين لآخر لعلاج الألم، لكن الذين يجدون أنفسهم يستخدمونها يوميًا، أو أكثر من الاستخدام المقصود، قد يعرضون أنفسهم لخطر حقيقي.

وحذرت دراسات مختلفة في السابق من أن تناول المسكنات قد يتسبب في مشاكل صحية خطيرة.

وقالت الدكتورة سارة جارفيس، الممارس العام، والمدير السريري لموقع (Patient.info)، سابقًا، إن المخاطر المرتبطة بالإيبوبروفين "موثقة جيدًا".

وأضافت لصحيفة "ذا صن": "بالنسبة لمعظم الناس، فإن تناول الجرعة القياسية على المدى القصير يرتبط بانخفاض مخاطر الآثار الجانبية. ما نواجهه من مشاكل هو عندما يأخذ شخص ما جرعة عالية، أو على المدى الطويل (أسابيع أو أشهر)، ولكن بشكل خاص معًا".

وحددت أهم المشاكل الصحية المترتبة على تجاوز الجرعات المحددة من المسكنات، على النحو التالي:

1. طنين الأذن

يربط الباحثون بين مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية؛ مثل الإيبوبروفين والباراسيتامول والأسبرين وزيادة خطر الإصابة بطنين الأذن بنسبة 20 في المائة.

وتوصلت دراسة أجراها مستشفى بريجهام والنساء في بوسطن بالولايات المتحدة إلى أن الاستخدام المتكرر قد يزيد من خطر الإصابة بطنين الأذن.

وقال الدكتور شارون كورهان: "على الرغم من أن هذه المسكنات متوفرة على نطاق واسع بدون وصفة طبية، إلا أنها لا تزال أدوية وهناك آثار جانبية محتملة".

وأضاف: "من الواضح أن لديها فوائد مع الاستخدام قصير الأجل. مع ذلك، فإن الاستخدام المتكرر لفترات طويلة من الزمن قد يزيد من خطر الإصابة بطنين الأذن وقد يتسبب في آثار صحية ضارة أخرى. من المهم تناول هذه الأدوية بانتباه والحد من استخدامها قدر الإمكان".

2. عدم الشعور بالخوف 

وجدت مجموعة من الدراسات أجراها الباحثون بجامعة ولاية أوهايو، أن تناول عقار الاسيتامينوفين يمكن أن يجعل الأشخاص يتعرضون لمخاطر أكبر مما يجري في العادة.

واستند الباحثون إلى تجربة شملت أكثر من 100 شخص حصلوا على الجرعة المقترحة للصداع، مع إعطاء البعض "دواء وهمي"، ثم طُلب من كل واحد منهم تقييم الأحداث المختلفة من حيث مدى خطورتها.

وأوضح بالدوين واي، المؤلف المشارك في الدراسة: "يبدو أن الأسيتامينوفين يجعل الناس يشعرون بمشاعر أقل سلبية عندما يفكرون في أنشطة محفوفة بالمخاطر - فهم لا يشعرون بالخوف".

واكتشف الخبراء أن أولئك الذين تناولوا الحبوب اعتبروا أشياء مثل القفز بالحبال، أو التحدث عن أفكارهم في العمل، أقل خطورة من نظرائهم الذين تناولوا "الدواء الوهمي".

اقرأ أيضا:

شرب القهوة يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب

3. آلام الظهر

معظم الأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر سوف يتناولون حبوبًا مسكنة لتخفيف الأعراض، لكن الدراسات السابقة أظهرت أن بعضها يمكن أن تزيد الألم سوءًا.

وتم تجربة حبوب مثل الإيبوبروفين والأسبرين والنابروكسين كجزء من دراسة في جامعة ماكجيل بكندا، وأظهرت النتائج أن الأقراص المضادة للالتهابات توفر فقط تسكينًا محدودًا للألم على المدى القصير.

غير أن هذه الحبوب يمكن أن تزيد من مخاطر الآثار الجانبية المعدية المعوية بمقدار 2.5 مرة، كما توصل الباحثون، إلى جانب أنها يمكن أن تزيد أيضًا من خطر الإصابة بالحموضة وتهيج المعدة.

4. مشاكل في القلب

إذا تناولت مسكنات الألم بانتظام، يقول الخبراء إنك قد تعرض نفسك لخطر متزايد للإصابة بأمراض القلب مثل الازمة القلبية.

وربط الباحثون بين الأسبرين وزيادة بنسبة 26 في المائة في مشاكل القلب لدى أولئك الذين لديهم عامل واحد على الأقل، ويشمل التدخين والسمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وجدت دراسة نشرت في مجلة قصور القلب" التابعة للجمعية الأوروبية لأمراض القلب (ESC)، أن "أولئك الذين يتناولون الأسبرين كانوا أكثر عرضة للإصابة بالحالة لاحقًا من أولئك الذين لا يستخدمون الدواء".

وقال الدكتور بليريم موجاج مؤلف الدراسة، من جامعة فرايبورج بألمانيا: "على الرغم من أن النتائج تتطلب تأكيدًا، إلا أنها تشير إلى ضرورة توضيح الصلة المحتملة بين الأسبرين وقصور القلب".

لذا يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل تناول أي مسكنات للألم.

وتوصي هئة الرعاية الصحية في بريطانيا باستشارة الصيدلي أو الطبيب قبل تناول الإيبوبروفين في الحالات التالية:

أصبت بنزيف في المعدة، أو قرحة في المعدة أكثر من مرة، خاصة إذا كان سببها أحد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
مشكلة صحية تزيد فرص النزيف.
تعاني من قصور حاد في القلب أو فشل كلوي أو فشل كبدي.
إذا كنت حاملاً أو مرضعة أو تحاولين الحمل.
تعاني من ارتفاع في ضغط الدم لا يخضع للسيطرة، أو مرض في القلب، أو قصور قلب خفيف إلى متوسط، أو أصبت بسكتة دماغية في أي وقت مضى.
تعاني من مشاكل في الكلى أو الكبد أو الربو أو حمى القش أو الحساسية أو مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي أو مرض السكري.
تعاني من جدري الماء أو القوباء المنطقية (الهربس النطاقي)، أو عدوى - يمكن أن يؤدي تناول الإيبوبروفين إلى زيادة فرصة حدوث عدوى معينة وردود فعل جلدية.
إذا كنت تشك، تحدث دائمًا إلى الصيدلي أو الطبيب لمعرفة ما إذا كان الإيبوبروفين مناسبًا لك، واقرأ دائمًا النشرة الموجودة في عبوة الدواء.
إذا تناولت أكثر من الجرعة الموصى بها من الإيبوبروفين، يجب عليك استشارة الصيدلي أو الطبيب على الفور.
إذا كنت تواجه صعوبة في التنفس أو أي أعراض أخرى مقلقة، توجه على الفور إلى المستشفى.