بينما يعاني العديد من الأشخاص من الاكتئاب بعد الإصابة بالسكتة الدماغية، تظهر دراسة جديدة أن الاكتئاب غالبًا ما يحدث مسبقًا وقد يكون علامة تحذير.

جاءت النتائج التي نُشرت في مجلة "نيورولوجي"، استنادًا إلى دراسة شملت 10797 شخصًا متوسط اعمارهم 65، لم يكن أي منهم مصابًا بسكتة دماغية، خضعوا للمتابعة لفترة استمرت 12 عامًا.

وخلال تلك الفترة، أصيب 425 شخصًا بسكتة دماغية، والتي تنطوي أيضًا على عوامل خطر؛ مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، ومرض السكري. وتمت مقارنة هؤلاء المرضى بأكثر من 4200 شخص من نفس الخلفيات والذين لم يصابوا بسكتة دماغية.

وسُئل المشاركون كل عامين عما إذا كانوا قد عانوا من أعراض الاكتئاب في الأسبوع الماضي. وشملت هذه المشاعر الاكتئاب، والشعور بالوحدة، والشعور بالحزن، والشعور بالإجهاد، والنوم المضطرب.

أعراض الاكتئاب والسكتات الدماغية

وكشفت الاستطلاعات أن أعراض الاكتئاب غالبًا ما تسبق السكتات الدماغية وتزداد سوءًا بعد ذلك.

وقال الباحثون إنه بينما حصلت كلتا المجموعتين على درجات مماثلة من ست سنوات سابقة، إلا أنه مع مرور السنين، أصبح المشاركون الذين كانوا على وشك الإصابة بسكتة دماغية مكتئبين بشكل متزايد، حتى مرضوا.

اظهار أخبار متعلقة

وبعد السكتة الدماغية، زادت أعراض الاكتئاب وظلت مرتفعة لمدة عقد من الزمن. في المقابل، بقي عشرات الأشخاص الذين لم يصابوا بجلطة دماغية كما هم تقريبًا طوال فترة الدراسة.

في تقييمات ما قبل السكتة الدماغية، استوفى 29 في المائة من الأشخاص الذين كانوا على وشك الإصابة بسكتة دماغية معايير الاكتئاب المحتمل، مقارنة بـ 24 في المائة ممن لم يصابوا بسكتة دماغية. ووجد الباحثون أنه في وقت الإصابة بالسكتة الدماغية، استوفى 34 في المائة معايير الاكتئاب المحتمل.

اكتئاب ما بعد السكتة الدماغية

وقالت مؤلفة الدراسة ماريا بلوخل، من جامعة مونستر في ألمانيا: "الاكتئاب هو من أكثر المشاكل إلحاحًا لدى الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية وهو شائع جدًا ويشار إليه باسم اكتئاب ما بعد السكتة الدماغية".

وأضافت: "لكن دراستنا وجدت أن أعراض الاكتئاب لا تزداد بشكل ملحوظ بعد السكتة الدماغية فحسب، بل وجدت بالفعل أن الأشخاص قد طوروا بالفعل بعض أعراض الاكتئاب قبل حدوث السكتة الدماغية".

وتابعت: "هذا يشير إلى أن زيادة أعراض الاكتئاب قبل السكتة الدماغية هي في الغالب تغييرات طفيفة وقد لا يمكن اكتشافها سريريًا دائمًا. ولكن حتى الزيادات الطفيفة في أعراض الاكتئاب، وخاصة الأعراض المرتبطة بالحالة المزاجية والتعب، قد تكون إشارة إلى سكتة دماغية على وشك الحدوث".

غير أنها استدركت، قائلة: "ليس من الواضح ما إذا كان من الممكن استخدام هذه التغييرات التي تسبق السكتة الدماغية للتنبؤ بمن سيصاب بالسكتة الدماغية. لماذا بالضبط تحدث أعراض الاكتئاب قبل السكتة الدماغية يحتاج إلى التحقيق في البحوث المستقبلية".

وأوضحت بلوخل: "تؤكد الدراسة أيضًا سبب حاجة الأطباء إلى مراقبة أعراض الاكتئاب على المدى الطويل لدى الأشخاص الذين أصيبوا بسكتات دماغية".