على عكس الجدل المثار حول ختان الإناث، ومدى شرعيته، إلا أن ختان الذكور وهو إزالة جزء من مقدمة العضو الذكري للرجل تعد من الأمور التي لا يختلف اثنان حول مشروعيتها، وإن اختلف الفقهاء حول كونه سنة أم واجبًا.

فقد استدل الحنفيّة والمالكية، وبعض الشافعيّة على كون الختان سنة، لما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الْفِطْرَةُ خَمْسٌ -أَوْ خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ- الخِتانُ، والاسْتِحْدادُ، وتَقْلِيمُ الأظْفارِ، ونَتْفُ الإبِطِ، وقَصُّ الشَّارِبِ" (رواه مسلم).

بينما المشهور عند الشافعية والحنابلة أنه واجب، مستدلين باختتان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فقد ورد في الحديث الصحيح: "اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً بِالقَدُّومِ"، وقد أمر الله نبينا محمد باتباع ملة إبراهيم واتباع شريعته، قال تعالى: "ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا".

بل إن الديانة اليهودية تقر ختان الذكور وكذا العديد من المجتمعات الإفريقية، لكن بعيدًا عن ذلك، فإن إجراء الختان قد يكون ضروريًا لأسباب طبية.

اقرأ أيضا:

شرب القهوة يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب

فقد يتم إجراء الختان عندما تكون القلفة ضيقة جدًا، فيما يُعرف باسم "الشبم"، وهو ما يمكن أن يسبب الألم أحيانًا عندما يكون القضيب منتصبًا، وفي حالات نادرة، قد يكون التبول صعبًا، وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا.

وتشمل الأسباب الطبية الأخرى سرطان القضيب، وهو نوع نادر من السرطان، يظهر على شكل بقعة حمراء، أو زائدة جلدية تشبه الثؤلول، أو قرحة في نهاية القضيب أو تحت القلفة.

وتشمل العلاجات الثلاثة الرئيسية لذلك الجراحة لإزالة الخلايا السرطانية والأنسجة المحيطة بها والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، بحسب ما أوردت صحيفة "ذا صن".

في بعض الحالات التي تستدعي ضرورة الختان، لا يمكن إعادة جلد القضيب بعد سحبه للخلف، وفي هذه الحالة، يلزم العلاج الفوري لتجنب المضاعفات، مثل تقييد وصول الدم إلى القضيب.

والتهاب الحشفة المتكرر، قد يكون أيضًا سببًا لضرورة الختان، عندما تلتهب القلفة ورأس القضيب، ويتم علاج هذه الحالة أحيانًا باستخدام كريمات المضادات الحيوية أو مضادات الفطريات، أو باستخدام مرهم أو جل أو كريم كورتيكوستيرويد.