لقي شخصان حتفهما بسبب "فيروس ماربورغ" في غانا، وسط مخاوف من انتشار الفيروس على نطاق واسع، نظرًا لأن الضحيتين وهما من منطقة أشانتي جنوبي البلاد لا يعرفان بعضهما.
ويقول مسؤولون إن المريضين عانا من الإسهال والحمى والغثيان والقيء، دون الكشف عن عمرهما وجنسهما.
وأظهرت الاختبارات الأولية للعينات المأخوذة منهما من قبل معهد نوجوتشي للبحوث الطبية، إيجابية للفيروس، فيما أرسلت النتائج إلى معهد باستير في السنغال، وهو مركز متعاون مع منظمة الصحة العالمية.
وإذا تأكد ذلك، فستكون هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها اكتشاف "فيروس ماربورغ" في غرب إفريقيا، بعد تفشي صغير في غينيا العام الماضي.
ويرتبط الفيروس عادة بتفشي المرض في أنجولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا وجنوب إفريقيا وأوغندا.
وأرسلت منظمة الصحة العالمية، خبراء لدعم السلطات الصحية في غانا من خلال تعزيز مراقبة المرض والاختبار وتتبع المخالطين، فضلاً عن تنبيه المجتمعات وتثقيفهم بشأن مخاطر المرض والتعاون مع فرق الاستجابة للطوارئ.
من سلالة الإيبولا
ويقتل فيروس ماربورغ، ابن عم فيروس الإيبولا القاتل، ما بين الربع و90 في المائة من المصابين بالعدوى. وحذرت منظمة الصحة العالمية من أنه قد يشكل تهديدًا وبائيًا.
ويصبح مرضى الفيروس "أشبه بالأشباح"، وغالبًا ما يطورون عيونًا عميقة ووجوهًا بلا تعبير. وعادة ما يكون ذلك مصحوبًا بنزيف من فتحات متعددة - بما فيها الأنف واللثة والعينين والمهبل.
قال الدكتور فرانسيس كاسولو، ممثل منظمة الصحة العالمية بغانا، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل": "السلطات الصحية على الأرض تحقق في الوضع وتستعد لاستجابة محتملة لتفشي المرض. نحن نعمل عن كثب مع الدولة لتكثيف الكشف وتتبع جهات الاتصال والاستعداد للسيطرة على انتشار الفيروس".
كيف ينتقل فيروس ماربورغ؟
ماربورغ هي حمى نزفية فيروسية تنتمي إلى نفس عائلة مرض فيروس الإيبولا الأكثر شهرة، وينتقل في البداية إلى البشر من خلال التعرض للمناجم أو الكهوف التي تسكنها خفافيش الفاكهة.
ولكن يمكن أن ينتشر الفيروس بين البشر عن طريق الدم وسوائل الجسم وكذلك لمس الأسطح الملوثة. وهناك حاجة إلى إجراءات صارمة للغاية لمكافحة العدوى لاحتواء الفيروس.
وقد تم اكتشافه لأول مرة في البشر في عام 1967 بعد تفشي المرض في ماربورغ وفرانكفورت في ألمانيا وفي بلجراد بصربيا، بعد أن تم نقله إلى عمال المختبرات عن طريق القرود المستوردة من أوغندا.
واكتشف المرض للمرة الثانية في عام 2008 في امرأة هولندية عادت إلى هولندا من أوغندا، حيث كانت تزور الكهوف.
اقرأ أيضا:
شرب القهوة يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلبما هي أعراض فيروس ماربورغ؟
تشمل الأعراض الأولية صداعًا شديدًا، وارتفاعًا في درجة الحرارة، وإسهالًا، وآلامًا في المعدة والقيء. في المراحل المبكرة من المرض، من الصعب جدًا التمييز بين الأمراض المدارية الأخرى التي تسبب الحمى، مثل الإيبولا والملاريا.
بعد خمسة أيام، يبدأ العديد من المرضى بالنزيف تحت الجلد أو في الأعضاء الداخلية أو من فتح الجسم مثل الفم والعينين والأذنين.
ثم يموت المرضى بعد ذلك من فشل الجهاز العصبي ويبلغ معدل الوفيات 50 في المائة، وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية. وتتفاوت معدلات الوفيات في حالات التفشي السابقة لفيروس ماربورغ ما بين 24 في المائة إلى 88 في المائة من المصابين.
ولا توجد لقاحات أو علاجات مضادة للفيروسات معتمدة لعلاج الفيروس، لذا يتعين على الأطباء الاعتماد على المحاليل الوريدية لتحسين الأعراض. ولا يزال يجري تطوير مجموعة من العلاجات المحتملة، بما فيها منتجات الدم والعلاجات المناعية والعلاجات الدوائية.
وتقوم الدراسات حاليًا بتجربة علاجات الأجسام المضادة والأدوية المضادة للفيروسات، ولكن لا يمكن إعطاؤها إلا كجزء من التجارب، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.