آلام الظهر والرقبة غالبًا ما تكون جزءًا من أعراض الشيخوخة ، لكن كبار السن يمكنهم أن يجدوا الراحة بأمان باستخدام الأدوية المختلفة، وفقًا لما انتهت إليه مراجعة بحثية جديدة.

ومن خلال المراجعة التي شملت 138 تجربة سريرية لكبار السن ممن يعانون من آلام "مرتبطة بالعمود الفقري" - أي آلام على طول الرقبة والظهر، توصل الباحثون إلى لا يوجد علاج واحد يناسب الجميع.

وقال كبير الباحثين، الدكتور مايكل بيرلوف، طبيب الأعصاب في كلية الطب بجامعة بوسطن ومركز بوسطن الطبي، إن خيارات الدواء تعتمد جزئيًا على السبب الكامن وراء الألم، وعلى وجه الخصوص، فإن أي حالات صحية أو أدوية يتعايش معها كبار السن تعتبر أيضًا عاملاً.

أوصى بيرلوف بـ "الحذر بشأن التفاعلات الدوائية والآثار الجانبية"، مشددًا في الوقت نفسه على أنه يجب ألا تمنع هذه المشكلات كبار السن من الحصول على مسكنات للألم.

وأوضح وفقًا لوكالة "يو بي آي"، أن "هناك الكثير يمكننا القيام به بأسلحة الأدوية والحقن والعلاج الطبيعي وفي بعض الحالات الجراحة".

وفي حالات البالغين الأصغر سنًا، فإنه غالبًا ما تكون آلام الظهر والرقبة مرتبطة بالعضلات. وبالنسبة لكبار السن، فإنهم غالبًا ما يعانون من آلام مرتبطة بالتغيرات التنكسية في العمود الفقري - مثل انهيار البلى في الأقراص أو الغضاريف التي تعمل على توسيد مفاصل العمود الفقري، وفقًا بيرلوف.

اظهار أخبار متعلقة

مسكنات الألم الشائعة

وتوصلت المراجعة إلى أن مسكنات الألم الشائعة، بما فيها العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs) والأسيتامينوفين، يمكن أن تساعد في هذا النوع من الألم.

وأشار بيرلوف إلى أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين والنابروكسين (موترين، أليف) أكثر فعالية من عقار الاسيتامينوفين (تايلينول). ولكن قد يكون عقار الأسيتامينوفين هو الخيار الأكثر أمانًا لبعض كبار السن، بما فيهم المعرضين لخطر متزايد للإصابة بنزيف في المعدة، أو الذين يعانون من أمراض الكلى أو القلب.

وفي حين يعد الاستخدام المحدود لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، هو المفتاح للتعامل مع الألم. يوصي الباحثون بأن يحصل عليه كبار السن لمدة يومين أو ثلاثة أيام أثناء نوبات الألم، مع تجنب استخدامها لأسابيع في كل مرة.

وأشار بيرلوف إلى أن "الألم المزمن غالبًا ما يكون صعودًا وهبوطًا. لذلك تختلف احتياجات العلاج الخاصة بك في أوقات مختلفة".

وفي بعض الحالات، ينبع الألم من انضغاط العصب. أحد الأمثلة على ذلك هو عرق النسا، حيث يتم ضغط العصب الوركي - غالبًا بواسطة قرص في أسفل العمود الفقري ينزلق من مكانه، ويمكن أن يسبب ذلك ألمًا ينتشر من أسفل الظهر إلى أسفل الجزء الخلفي من الساق.

ووجدت المراجعة أن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية يمكن أن تساعد في تخفيف عرق النسا. لكن بيرلوف قال إن هناك خيارًا آخر، وهو دواء خاص بآلام الأعصاب - أي جابابنتين وبريجابالين.

غير أن هذه الأدوية لها آثار جانبية محتملة، تشمل الدوخة ومشاكل التوازن. لذلك، وجدت المراجعة أنه يجب موازنة أي فوائد مقابل تلك المخاطر، خاصةً بالنسبة لكبار السن الذين يتناولون أدوية أخرى يمكن أن تسبب الدوار والسقوط، مثل البنزوديازيبينات.

ومن بين النتائج الأخرى:

بعض مرخيات العضلات، مثل "كاريزوبرودول" و" الكلورزوكسازون"، تنطوي على خطر التهدئة والسقوط. لكن البعض الآخر، بما في ذلك تيزانيدين وباكلوفين، يمكن أن يخفف بأمان كبار السن من آلام الرقبة أو الظهر، بجرعات منخفضة.

وبالنسبة لآلام أسفل الظهر المزمنة، أثبتت بعض مضادات الاكتئاب - خاصة دولوكستين (سيمبالتا) - أنها مفيدة في التجارب. قال بيرلوف إنها قد تكون خيارات جيدة عندما يعاني كبار السن من أعراض الألم والاكتئاب.

عندما تفشل الأدوية الفموية، قد تساعد حقن مسكنات الألم أو الكورتيكوستيرويدات المضادة للالتهابات في علاج الألم المزمن.

ركزت المراجعة، التي نُشرت مؤخرًا في مجلة "الأدوية والشيخوخة" على الأدوية. لكن بيرلوف قال إنه عندما يعاني مرضاه من ألم مزمن - بشكل عام ثلاثة أشهر أو أكثر - فمن المحتمل أيضًا أن يصف العلاج الطبيعي.

ووافق الدكتور روبرت جريفين، طبيب التخدير في مستشفى الجراحة الخاصة بنيويورك والمتخصص في تقييم وعلاج مشاكل الظهر والرقبة، على أن "العلاج الطبيعي يمكن أن يكون ذا قيمة لتحسين الوظيفة والحفاظ عليها".

وأشار جريفين، الذي راجع النتائج، إلى بعض الخيارات الأخرى، وتشمل حقن العقد العضلية، حيث يتم حقن الدواء في "عقد" مؤلمة في العضلات، والاستئصال بالترددات الراديوية، حيث يتم تطبيق حرارة الموجات الراديوية على نسيج عصبي معين، لتقليل إشارات الألم من تلك المنطقة؛ والوخز بالإبر والتأمل، مما قد يساعد في تخفيف الأعراض أو المساعدة في التعامل معها.