أخبار

كثرة النظر إلى الباطل يذهب بمعرفة الحق من القلب (إبراهيم بن أدهم)

لو إيمانك ضعف كيف ترجعه من جديد؟ .. الدكتور عمرو خالد يجيب

مترجم فوري للنبي عمره 13 عامًا.. ما قصته؟

الكسل داء يبدد الأعمار والطاقات.. انظر كيف عالجه الإسلام

لا تفوتك.. وجبة إفطار يومية لمن يريد أن يعيش حتى 100 عام!

ظهور هذه العلامات على اليدين تشير إلى مرض الكبد

كان صلى الله عليه وسلم حريصاً على إقناع اصحابه دون إجبار.. وهذا هو الدليل

هؤلاء ينالون شرف شفاعته ويحشرون في كنفه

دف قلبك بهذه الطريقة تسلم لك جوارحك

جلست بجواري في المواصلات والتصق جسدي بجسدها فهل ينقض وضوئي؟

7فوائد ذهبية لا تتخيلها للإيمان بلذة القدر ..انشراح الصدر وسعادة القلب وطمأنينة النفس أبرزها

بقلم | علي الكومي | الخميس 17 اغسطس 2023 - 06:33 ص

الإيمان بالقدر يعد من  أركان الإيمان، فلا يتم إيمان العبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن عمله لا يُقبل حتى يؤمن بالقدر، وإذا علمنا أن الإيمان قول وعمل، فإن للإيمان تأثيراً واضحاً على سلوك المؤمن وأخلاقه ومعاملاته،

ومن الثابت إلي أن للإيمان بالقدر  له لذة كبيرة وتأثير عميق علي السلوكيا ت و الأخلاق والمعاملات، فالمؤمن قريب من ربه عز وجل، يستشعر مراقبته سبحانه ويسعى في مرضاته في القول والعمل، والسر والعلن.

ماهي لذة الإيمان بالقدر؟

وقد أجمع الفقهاء علي أن الإيمان بالقدر يملأ القلب رضاً بالله عز وجل وبدينه وبرسوله، ورضًا عن الله عز وجل في قضائه وابتلائه، فيتذوق حلاوة الإيمان ولا يرضى به بدلاً، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً".

وعن لذة الإيمان بالقدر جاء في الحديث الشريف الذي رواه النبي صلي الله عليه وسلم : «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار"متفق عليه].

وتظهر  تداعيات  الإيمان بالقدر في سلوك المؤمن في نواح شتى؛ أولها إتقان العمل وحسن التوكل على الله عز وجل، فالمؤمن كما قلنا حريص على ما ينفع به نفسه، وينفع به غيره في الدنيا والآخرة، حريص على دعوة الناس وهدايتهم إلى خيري الدنيا والآخرة، صابر على ما يناله من الأذى في سبيل مرضاة الله عز وجل، محتسب أجره على الله، مستعين بالله، غير عاجز ولا متوان ولا متواكل، وهذا هو المؤمن القوي حقاً

فالمؤمن الحقيقي ومع  شدة حرصه على الأشياء النافعة في الدنيا والآخرة كالعلم النافع والعمل الصالح والسعي إلى تحقيق الريادة والتقدم في كل مناحي الحياة، يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يأكل من الحلال الطيب ويأنف من كل حرام وخبيث، الغاية عنده لا تبرر الوسيلة فغايته كريمة، ووسائله لتحقيق غاياته شريفة، عفيف القلب، عفيف اللسان، لا يجهر بالسوء،

كما أن المؤمن الحقيقي الذي يؤمن بلذة الإيمان  القدر لا يعمل الفواحش، وهو مع هذا كله راض بما قسمه الله عز وجل له، وبما قدره الله عز وجل عليه، يصبر على البلاء ويشكر النعماء، كما قال نبينا: «عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابه سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابه ضراء صبر فكان خيراً له".


كما أنه لا يندم ولا يتحسر على ما فاته من رزق في الدنيا ولا يفرح ولا يتفاخر بما أعطاه الله عز وجل، ولا يقول مقالة الكافر بأنعم الله عز وجل: "إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي"القصص: من الآية 78، وإنما يقول: "ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ""المائدة: من الآية 54"، قال تعالى: "مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ""الحديد: 22"،

المؤمن الحقيقي ولذة الإيمان بالقدر

المؤمن بلذة الإيمان بالقدر في كل الأحوال معتمد على الله تعالى، يأخذ بالأسباب ويتعلق قلبه بمسبب الأسباب سبحانه وتعالى، ينازع أقدار الله بأقدار الله عز وجل، ويفر من قدرٍ إلى قدر كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين دخل الشام فبلغه أن الطاعون قد استشرى بأرضها، فأراد أن يرجع، فقال له أبو عبيدة بن الجراح: أتفر من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها، أفر من قدر الله إلى قدر الله ويعلم أن الدعاء يرد القضاء، فيلجأ إلى الله عز وجل يسأله التوفيق والثبات والهداية والرشاد ودفع الضر والبلاء.

وكذلك روي عن الصحابي الجليل عُبَادَة بْن الصَّامِتِ رضي الله عنه أنه قال لِابْنِهِ عند الموت: يَا بُنَيَّ، إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، سَمِعْتُ رسول اللَّه صلَّى الله عليْه وسلَّم، يقول: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ»، يَا بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا فَلَيْسَ مِنِّي"


وقد رصد العديد من العلماء حزمة من فوائد  لذة الإيمان بالقضاء والقدر في مقدمتها الرضا واليقين بالعوض، قَالَ تَعَالَى: " مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم " "التغابن: 11". قال ابن كثير في تفسيرها: "أي: ومن أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله، وقدره فصبر، واحتسب، واستسلم لقضاء الله، هدى الله قلبه، وعوضه عما فاته من الدنيا هدًى في قلبه، ويقينًا صادقًا،

من وفوائد الإيمان بالقدر انشراح الصدر، وسعادة القلب، وطمأنينة النفس، وراحة البال، قال عمر بن عبد العزيز: أصبحت وَمَا لِيَ سرورٌ إلا في مواضع القضاء والقدر، قَالَ تَعَالَى: " قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون " "التوبة: 51].

ثالث فوائد لذة الإيمان بالقدر الحصول على الأجر الكبير، قَالَ تَعَالَى: " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعون * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون " "البقرة: 155-157، قال أمير المؤمنين: نعم العدلان، ونعمت العلاوة؛ " أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ " فهذان العدلان، ﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون ﴾ هذه العلاوة، وهي ما توضع بين العدلين وهي زيادة في الحمل، فكذلك هؤلاء أعطوا ثوابهم وزيدوا أيضًا.

فوائد الإيمان بلذة القدر

كما من فوائد لذة الإيمان بالقدر : غنى النفس، وقد روى الترمذي في سننه مِن حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: "وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ"[7].

من ضمن فوائد الإيمان بلذة القدر عدم الخوف من ضرر البشر، روى الترمذي في سننه مِن حَدِيثِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: "إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ"[8].


اقرأ أيضا:

الكسل داء يبدد الأعمار والطاقات.. انظر كيف عالجه الإسلام

الشجاعة والإقدام كذلك من أبرز فوائد الإيمان بلذة القدر ، فالذي يؤمن بالقضاء والقدر ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن الأجل مقدر لا يزيد فيه حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره، لا يهاب الموت، قَالَ تَعَالَى: " وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً " "آل عمران: 145" وقَالَ تَعَالَى: " وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُون " "الأعراف: 34".

النجاة من النارتعد من أبرز فوائد الإيمان بلذة القدر حيث ، روى أبو داود في سننه مِن حَدِيثِ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ رضي اللهُ عنه: رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "لَوْ أَنَّ اللَّهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا قَبِلَهُ اللَّهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَلَوْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا لَدَخَلْتَ النَّارَ


الكلمات المفتاحية

الإيمان بالقدر لذة الايمان بالقدر فوائد لذة الايمان انشراح الصدر النجاة من النار

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled قد أجمع الفقهاء علي أن الإيمان بالقدر يملأ القلب رضاً بالله عز وجل وبدينه وبرسوله، ورضًا عن الله عز وجل في قضائه وابتلائه، فيتذوق حلاوة الإيمان ولا ير