يعاني الشاب المراهق من تقلب المزاج بشكل غير عادي، حتى إنه لا يريد التحدث مع والديه أو أي شخص آخر.
وتقول الدكتورة نيهارا كراوس، استشارية علم النفس الإكلينيكي، ومؤسسة "ستيم 4" الخيرية للصحة العقلية للشباب، إنها "غالبًا ما تتفاجأ" من عدد المرات التي يطلب فيها الآباء المساعدة في التحدث إلى أطفالهم.
والمراهقون في سن 15 هم الأكثر صعوبة في التربية، وفقًا لمسح للآباء. والتأقلم مع تقلباتهم المزاجية هو الشيء الأكثر إرهاقًا في تربية المراهقين، يليه مساعدتهم على اتخاذ خيارات حياتية مهمة.
وفقًا لهيئة الرعاية الصحية في بريطانيا، يتصرف المراهقون عادةً بدافع العاطفة، وليس المنطق، بسبب هرموناتهم.
وهذا يمكن أن يجعل من الصعب عليك فهم ما يمرون به ويتطلب الكثير من الصبر، حتى بالنسبة للوالدين الأكثر هدوءًا. وقد يشعر الوالدان من أن ابنهما يخفي عن قصد معلومات عن حياته.
تقول الدكتور كراوس: "جزء من النمو وتطوير هوية مستقلة يعني أن الشباب غالبًا لا يريدون الوثوق بوالديهم. يجد البعض أيضًا أنه من المحرج التحدث عن أنفسهم أو عدم امتلاك الكلمات لوصف ما يشعرون به، خاصةً إذا كان ما يشعرون به ليس جيدًا"."
في حين أن "الحالة المزاجية" غالبًا ما تكون أحد الآثار الجانبية للنمو، التي يمر بها معظم الأطفال، إلا أنها قد تخفي في بعض الحالات حالة صحية عقلية.
أشارت الدكتور كراوس إلى أن أعراض الاكتئاب لدى الصغار تشمل الانسحاب من الهوايات والأحباء، وتغيير عادات الأكل والنوم، وينتابهم الشعور باليأس.
وحتى لأولئك الذين لا يعانون من الاكتئاب السريري، يمكن أن تكون المراهقة وقتًا صعبًا لهم في ظل المعاناة من عقبات كبيرة في المدرسة، مع الأصدقاء والهوية.
وأضافت: "مهما كانت الصعوبة، من المهم أن يشعر الشباب بالراحة (و) أن يعرفوا أنهم مدعومون في الانفتاح على صحتهم العقلية".
وكشفت الدكتور كراوس لصحيفة "ذا صن" عن أهم ثلاث نصائح لفتح قنوات التواصل بين أحد الوالدين والابن المراهق.
1. شاركه نشاطًا ما
لا فائدة من إجراء محادثة مع ابنك المراهق عندما تكون مشغولاً بشيء آخر عنه.
تقول الدكتور كراوس، إن الشباب المراهق "غالبًا ما يلتقطون الإشارات التي تشير إلى أنك لا تستمع أو يشتت انتباهك". لذا أفضل شيء يمكن القيام به هو إعداد نشاط يمكنهما القيام به مغًا، مثل المشي، أو القيادة، أو الطهي.
وتابعت: "إن التعرف على ما قد يحدث في حياة الشاب يستغرق وقتًا، لذلك ستحتاج إلى إجراء متابعة منتظمة. هذا يساعدهم أيضًا على فهم أنك مهتم وقلق".
اقرأ أيضا:
فواحش الإنترنت.. كيف تقلع عنها فورًا؟2. استمع - ولا تعطي آراء
من الأفضل أن يجد الابن في سنوات المراهقة من يستمع إليه دون أن يبدي رأيًا.
تقول الدكتور كراوس: "عندما يخبرونك بما قد يثير قلقهم، فإن الطريقة التي تسمعها بها أمر مهم للغاية. كن دافئًا ومتقبلًا أو إذا لم يكن ذلك ممكنًا، فابق محايدًا. لأن العديد من الشباب لا يريدون الوثوق بوالديهم لأنهم يتوقعون أنهم سيكونون غاضبين أو مستائين أو قلقين".
وأضافت: "من المقبول أن تقول إنك قلق وأن تطمئنهم أنك ستكون متواجدًا من أجلهم حتى لو كان من الصعب سماع ما يقولونه".
لكن الدكتور كراوس تنصح بـ "تعلم الاستماع"، "وليس التشويش والتراجع عما تعتقد أن الشاب يقوله لك". ووفقًا لقولها: "هذا يعني حجب أي آراء أو أفكار لديك في المقام الأول، لأن التعبير عن آرائك أو مشاعرك لن يؤدي إلا إلى عزل (ابنك)".
وأفضل طريقة للمضي قدمًا هي أن تسأل ابنك المراهق كيف يمكنك أن تكون داعمًا له، وتشجعه على طلب الدعم من المتخصصين المؤهلين إذا كنت تعتقد أن ذلك قد يساعده.
وتابعت الدكتور كراوس: "يعتبر نهج الإيجابيات والسلبيات لتوصيل وجهة نظرك أكثر توازنًً وقد يكون عليك أن تسأل عما إذا كنت الشخص المناسب لمساعدته على الاستماع إلى رسالة مختلفة".
3. اهتم بنفسك
إن اكتشاف أن ابنك المراهق غير سعيد سيؤثر عليك أيضًا، فقد يمر بشيء تشعر بالعجز عن التحكم فيه أو "إصلاحه".
لذا توصي الدكتور كراوس بأنه من المهم أن "تعتني بنفسك"، لأن "معرفة أن ابنك طفلك يمر بوقت عصيب يمكن أن يكون له تأثير عاطفي كبير على الوالدين ومقدمي الرعاية، لذا تواصل مع نفسك واحصل على بعض الدعم أيضًا".