يزف لنا النبي صلى الله عليه وسلم بشريات كثيرة تحملها لنا أحاديث النبي التي تؤصل لفضل الأمة على غيرها من الأمم من هذا أنهم مميزون .
الأمة الإسلامية مميزة عن غيرها:
ومن جملة البشريات النبوية ما رواه البخاري عن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال: (كُنَّا مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في قُبَّةٍ نَحوًا مِنْ أَرْبَعِينَ، فَقَالَ: أَتَرضَونَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الجَنَّةِ؟ قُلْنَا: نَعَم، قَالَ: أَتَرْضَونَ أَن تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الجَنَّةِ؟ قُلْنَا: نَعَم، قَالَ: وَالَّذِي نَفسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنِّي لأَرجُو أَنْ تَكُونُوا نِصفَ أَهْلِ الجَنَّة، وَذَلِك أَنَّ الجَنَّةَ لا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَمَا أَنتُمْ في أَهْلِ الشِّركِ إِلَّا كَالشَّعرَةِ البَيضَاءِ في جلدِ الثَّورِ الأَسْودِ، أَوْ كَالشَّعَرَةِ السَّودَاءِ في جلدِ الثَّورِ الأَحْمَرِ).
ومن البشريات أيضا هذه البشارة العظيمة لهذه الأمة بأن يكونوا نصف أهل الجنة، غير أنه صلى الله عليه وسلم أكمل لنا البشارة في الحديث الصحيح الآخر الذي قال فيه: (أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ ثَمَانُونَ مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ)(رواه الترمذي وقَال: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ).
هؤلاء يدخلون الجنة بلا حساب:
وقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم السبعين ألفاً الأوائل وبيَّن علاماتهم، وذكر سبب دخولهم الجنة بغير حساب فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عُرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم فظننتُ أنهم أمتي، فقيل لي هذا موسى وقومُه، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرتُ فإذا سواد عظيم، فقيل لي انظر إلى الأفق الآخر، فإذا سوادٌ عظيم، فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.. ثم نهض فدخل منزله، فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: فلعلهم الذين وُلدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله، وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما الذي تخوضون فيه؟ فأخبروه فقال: هم الذي لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكّلون. فقام عكاشة بن محصن رضي الله عنه فقال: ادع الله لي أن يجعلني منهم، فقال: أنت منهم، ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: سبقك بها عكاشة) (متفق عليه واللفظ للبخاري).
وفي الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بلا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون، وثلاث حثيات من حثيات ربي).