من النعم التي لا يعرف أسرارها إلا الله سبحانه وتعالى نعمة " الخشوع" والبكاء خوفًا من الله، فقد بشر الله عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، العين التي تبكي خوفًا من الله عز وجلن إلا أن الكثير من الناس نسى البكاء ولم يعرف طريقا للخشوع، بعد أن طغت المادة، وانتشرت الشهوات، وقست القلوب، وأصبح الطرْفُ الدامع أعزَّ من بيض الأَنْوُق، فقال الله تعالى:﴿ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [التوبة: 82].
وقال تعالى: ﴿ أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ ﴾ [النجم: 59 - 61].
وقال أيضا:﴿ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ﴾ [مريم: 58].
ربما حينما تسمع هذه الأية تخر ساجدا لله، ولكن تساءل الإمام الحسن البصري، قائلا: "هذا السجود، فأين البكاء؟!".
فليس هناك شيء أحب إلى الله مِن قطرتين: قطرة دموع مِن خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله))؛ رواه الترمذي.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((لا يلج النارَ رجلٌ بكى مِن خشية الله، حتى يعود اللبنُ في الضرع))؛ رواه الترمذي.
ومِن السبعة الذين يُظلُّهم الله في ظلِّه، يوم لا ظلَّ إلَّا ظلُّه: ((رجلٌ ذَكَرَ اللهَ خاليًا ففاضتْ عيناه))؛ متفق عليه.
هل تنهمر عيناك بالدموع حين تسمع قوله تعالى : ﴿ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾ [الزمر: 56].
ربما تبكي فقط لهزيمة فريق كرة القدم الذي تشجعه، أو لتسجيل هدفٍ وكأنه إنجاز، ثم تجفَّ أعينُهم ولو شيَّعوا الجنائز، ودَفنوا الموتى، وسمعوا المواعظ، ومرَّتْ بهم آياتُ الوعد والوعيد، ودلائل القدرة، وأخبار المبدأ والمعاد.
فالبكاء من خشية الله عبادة يحبها الله تعالى، ويعطي عليها الأجر العظيم، لأن بها تتحقق العبودية الكاملة له سبحانه، ويتحقق الخشوع والخضوع والانكسار والتذلل بين يديه، والتوبة والإنابة إليه، كما أنها ترقق القلب وتزيد الإيمان.
اظهار أخبار متعلقة
فضل البكاء من خشية الله تعالى
1- محبة الله تعالى: لقوله صلى الله عليه وسلم: “ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين: قطرة من دموع خشية الله وقطرة دم تهراق في سبيل الله.
2- رقة القلب وزيادة الإيمان والخشوع، لقوله تعالى: ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا.
3- الاستظلال بظل العرش يوم القيامة، لقوله صلى الله عليه وسلم: “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه”.
4- النجاة من النار: لقوله صل الله عليه وسلم: “عينان لا تمسهما النار، عين باتت تحرس في سبيل الله وعين بكت من خشية الله".
وكان في وجه عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطان أسودان من البكاء) .
عن هانئ مولى عثمان رضي الله عنهما قال: (كان عثمان إذا قام على قبر يبكي حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة فلا تبكي، وتبكي من هذا! قال: إن رسول الله صلى الله قال: “القبر أول منازل الآخرة، فإن نجى منه، فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه، فما بعده أشد منه”) .
وسائل معينة على البكاء
* استشعار عظمة الله تعالى والخوف منه.
* التفكر في حال النفس وتقصيرها في عبادة الله تعالى وجرأتها على معصيته.
* التفكر في الآخرة وأهوالها.
* الخوف من سوء الخاتمة.
* قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه.
* سماع المواعظ.