نيجيريا دولة من أكبر الدولة الإفريقية يبلغ عدد سكانها أكثر من 200مليون نسمة يشكل المسلمون أغلبية داخل البلاد حيث يزيد عددهم علي 140مليونا ، وقد دخلها الإسلام في وقت مبكر جدا عبر التجار المسلمون الذين كانوا أعظم سفراء للدين الإسلاميين بين الإفارقة الذين اقبلوا علي الإسلام جماعات وفرادي .
شأنها شأن كل الدول الافريقية فإن لرمضان مذاقا خاصا في نيجيريا حيث يتسم ، الشهر الفضائل بتقاليد رائعة وخصوصية متميزة تبدأ بمجرد ثبوت الهلال تتجمع أعداد كبيرة من المسلمين في احتفالات كبيرة تطوف شوارع المدن الرئيسة يحملون الطبول ويقومون بترديد الأغاني ابتهاجًا بقدوم شهر الصيام ،
ويعتمد مسلمو نيجيريا في ثبوت رؤية هلال رمضان على الرؤية الخاصة فلا تتبع أو تقليد لأي دولة أخرى بل لابد من رؤيته بالعين المجردة من الجهات الموثوق بها وبمجرد دخول الهلال يبدأ المسلمون في التجمع أمام المساجد للإعراب عن سعادتهم بقدوم رمضان ثم يحرصون علي أداء صلاة التراويح واقامة الحلقات القرآنية .
وتعد الموائد الرمضانية من التقاليد الموجودة في نيجيريا ولكن ليست داخل المساجد إنما أمامها أو بجوارها حيث تتناول الأسر المتجاورة وجبات الإفطار معًا بعد أن يتم تجميع كل أواني الطعام من البيوت وبعد أن يؤدي الجميع صلاة المغرب جماعة يتوجهون إليها وهناك موائد للرجال وأخري للنساء والأطفال ،
ومن العادات العربية التي تنتشر في نيجيريا خلال رمضان عادة تبادل أطباق الطعام بين الأسر المتجاورة وفي مقدمتها ” العصيدة ” التي يتناولها العرب وتحمل نفس الاسم وتصنع من اللحم وكذلك ” الدويا ” وهي تحضر من اللحم والأرز والقمح وإلى جانبها السلطة وتسمي ” أذنجي” ومن الأكلات المشهورة في وجبة السحور ” التو ” وهي عبارة عن صلصة الأرز والخضار وكذلك وجبة ” ساري ” وبعدها يتم تناول اللبن والشاي..
وخلال شهر رمضان يحرص النيجيريون علي ان تضم مائدتهم من الأطباق المحتوية على البقول والنشويات واللحم بكل أنواعه وخاصة الأسماك ، وفي جنوب نيجيريا لا يفطرون عادة خارج المنزل، ولديهم أكلات مفضلة أهمها “إيكومومو ” وهى مصنوعة من الذرة المطحونة وكذلك وجبة “أولي لي ” والطريف أنهم يفطرون أمام البيت حتى يستضيفوا عابر الطريق وابن السبيل أو المسافرين كنوع من تأكيد هويتهم الإسلامية،
وفي المقابل يتناول مسلمو نيجيريا في الشمال والجنوب العديد من المشروبات الرمضانية فهو شراب (كوكو) وهو مصنوع من الذرة ويضاف إليه السكر وغالبا يكون هو شراب الإفطار ، كما أن هناك عصائر الفواكه بكل أنواعها حيث يحرصون علي تناولها لتعويض من يفقدونه من سوائل خلال نهار رمضان الطويل وسط أجواء شديدة الحرارة
. وبعد تناول مسلمي نيجيريا وجبة الإفطار يذهب الرجال والنساء إلى المساجد لتأدية صلاة العشاء والتراويح، والاستماع لدروس الوعظ ثم يعودون إلى بيوتهم في وقت متأخر من الليل بعد الاجتهاد الكبير في العبادة..
ومن الطقوس المتكررة بعد صلاة التراويح قيام المسلمين بتخصيص كل ليلة رمضانية بأذكار معينة ثم الاجتماع لقراءة الأذكار بشكل جماعي والتعرف على فضائل كل ليلة من الليالي على حده وخاصة الليالي الشهيرة بأحداث تاريخية أو لها مكانة دينية معينة مثل ليلة السابع والعشرين من رمضان التي يكثر فيها الاعتكاف وتكون المساجد الكبرى عامرة وكل يتسابق في فعل الخير في كل أيام وليالي رمضان لنيل الثواب العظيم من الله فرق المسحراتية .
وحول طرق ايقاط المسلمين في نيجيريا لتناولتتواجد في شوارع نيجيريا خصوصا في الشمال حيث توجد فرق المسحراتية التي تتولى إيقاظ الناس للسحور وتضم شبانا يتجولون في الشوارع وهم يضربون الطبول والمعازف وعندما يسمعها النائم يعرف أن وقت السحور قد حان وغالبا ما يكون ذلك قبل الفجر بساعة أو أكثر حيث تعتمد هذه الفرق علي الطبل وآلة الزيلفون وآلات النفخ وكذلك الآلات الوترية المختلفة غالبا ما تكون هذه الآلات مصاحبة لفرق التسلية والترويح التي تقدم الأناشيد الدينية والوطنية وكذلك العروض التمثيلية والمسرحية التي تنشط في رمضان وتكون لها صبغة دينية أو صوفية.
حول العلاقة مع المسيحيين في نيجيريا يحرص اتحاد الأساقفة علي إقامةموائد يتم توجيه دعوات لرموز المؤسسة الدينية الإسلامية في نيحيريا فيما يمكن أن نطلق ” موائد الوحدة الوطنية ” حيث تستخدم كوسيلة لإخماد أي فتنة طائفية نظرا لكثرة المواجهات التي قد تنشب بين الفينة والاخري المسلمين والمسيحيين في بعض الولايات، حيث تكرس هذه الموائد روح التسامح في رمضان حيث يستغل علماء المسلمين ذلك بإلقاء الدروس التي تدعو على التعايش بين المسلمين وغيرهم في كل المساجد.