حذرت دراسة حديثة من أن الأشخاص في منتصف العمر الذين يعانون من السمنة، أو حتى الوزن الزائد، قد يواجهون مخاطر الإصابة بأمراض صحية مزمنة في وقت لاحق.

توصلت الدراسة، التي شملت ما يقرب من 30 ألف رجل وامرأة، في ولاية شيكاغو الأمريكية الذين تمت متابعتهم لأكثر من 40 عامًا (كانت أعمارهم في المتوسط عند بدء الدراسة 40 عامًا)، أنه كلما زاد وزن الأشخاص في سن الأربعين، زادت احتمالات إصابتهم بأمراض مزمنة بعد سن 65.

ووفقًا للدراسة، فإن السمنة، وخاصة المستويات الشديدة منها، تؤدي في النهاية إلى الوفاة مبكرًا بمقدار خمس سنوات، في المتوسط، مقارنة بالأشخاص في نطاق الوزن الطبيعي.

إذ كان الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم متوسط عمر متوقع مماثل لنظرائهم من ذوي مؤشر كتلة الجسم الطبيعي. لكن السمنة قللت من أعمارهم من سنتين إلى خمس سنوات. إذ توفي الأشخاص ذوو الوزن الطبيعي عن عمر 82 عامًا، في المتوسط، مقابل 77 عامًا بين أولئك الذين يعانون من السمنة من الدرجة الثالثة (مؤشر كتلة الجسم، الذي يبلغ 40 أو أكثر) في منتصف العمر.

لكن عندما يتعلق الأمر بالحالات الصحية المزمنة، كان حتى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أسوأ حالًا. وبالمقارنة مع نظرائهم ذوي الوزن الطبيعي، فقد أمضوا عامًا إضافيًا من حياتهم وهم يعانون من أمراض؛ مثل أمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية. وارتفعت من سنتين إلى ثلاث سنوات بين الأشخاص الذين عانوا من السمنة المفرطة (الفئة الأولى أو الثانية) في منتصف العمر.

مخاطر السمنة على الصحة 

قالت الباحثة الرئيسية الدكتورة سعدية خان، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأمريكية: "هناك عواقب صحية خطيرة للسمنة لاينبغي تجاهلها".

قال الدكتور فانس ألبو، جراح السمنة والباحث في مركز بنينجتون للأبحاث الطبية الحيوية في باتون روج بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية: "هؤلاء المرضى يعانون من زيادة الوزن بمقدار 100 رطل على الأقل، وغالبًا ما يعانون من ارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع الثاني".

أضاف إن هؤلاء الأشخاص يحتاجون في كثير من الأحيان إلى مساعدة تتجاوز تغييرات نمط الحياة - بما فيها الأدوية أو نوع من جراحات إنقاص الوزن، لإجراء تغييرات على الجهاز الهضمي للحد من كمية الطعام التي يمكن للشخص تناولها وامتصاص السعرات الحرارية من الطعام.

لكن الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية "جاما نتورك أوبن" تظهر أنه في حين أن السمنة من الدرجة الثالثة في منتصف العمر قد تكون أكبر تهديد للصحة، إلا أنها ليست الوحيدة، على حد قول ألبو.

إذ تظهر النتائج، أن أداء الأشخاص في منتصف العمر الذين عانوا من زيادة الوزن كان أسوأ قليلاً في سن أكبر من نظرائهم ممن يتمتعون بوزن طبيعي، وأولئك الذين يعانون من السمنة الخفيفة كان أداءهم أسوأ قليلاً.

قال ألبو، الذي لم يشارك في الدراسة: "هذا ليس مفاجئًا"، لكنه يسلط الضوء على الفوائد المحتملة للتغييرات الصحية في نمط الحياة للأشخاص الذين يعانون من انتشار المرض في منتصف العمر.

وأضاف: "هذا يشير إلى أنه يمكنك الاستفادة من فقدان قدر ضئيل من الوزن، أو مجرد منع نفسك من الانتقال إلى فئة" السمنة".

اقرأ أيضا:

تناول هذا الطعام قبل النوم يساعدك على التخلص من الشخير

التخلص من الوزن الزائد

هذا لا يعني أن فقدان الوزن - أو أكثر من ذلك، الحفاظ على فقدان الوزن - أمر سهل، إذ أن جسم الإنسان يتجه نحو اكتساب الوزن أكثر من خسارته. لذلك عندما تكون السعرات الحرارية أكثر ندرة، يستجيب الجسم بالتخلص من القليل منها.

علاوة على ذلك، يكتسب الأشخاص الوزن بشكل عام مع تقدمهم في السن، كما أشار ألبو، وهذا يعني أنه في مرحلة منتصف العمر يخوض من يعانون الزيادة في الوزن معركة صعبة في التخلص منه.

لكن الخبر السار – كما يقول ألبو - هو أن الأمر لا يتعلق فقط بالرقم الذي يشير إليه الميزان. إذ لا يزال بالإمكان جني الفوائد الصحية من الأكل الصحي وممارسة الرياضة، حتى لو أظهر الميزان تغيرًا طفيفًا.

وفيما شددت خان على أنه "ليس من السابق لأوانه أو بعد فوات الأوان" إجراء تغييرات في نمط الحياة للأفضل، اقترح ألبو أيضًا أن يبدأ الناس بتغييرات صغيرة مستدامة، مثل استبدال المشروبات السكرية بالمياه، أو استخدام السلالم بدلاً من المصعد، أو المشي يوميًا في محيط السكن.