توصلت دراسة حديثة إلى أن ما يبدو أنه التهاب الزائدة الدودية يمكن أن يكون في الواقع سرطان الزائدة الدودية في بعض الحالات، خاصة في المرضى الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا.

وفي حين يمكن استخدام المضادات الحيوية لعلاج التهاب الزائدة الدودية الحاد، بديلاً عن الجراحة، يجب متابعة المرضى الذين يتلقون المضادات الحيوية عن كثب في حالة إصابتهم بالسرطان بالفعل، وفقًا لدراسة نشرت نتائجها في مجلة الكلية الأمريكية للجراحين.

وقال الباحثون إن الجراحة توفر التشخيص النهائي الوحيد لسرطان الزائدة الدودية، لذا فإن مرضى التهاب الزائدة الدودية الحاد الذين يتلقون مضادات حيوية بدلاً من الجراحة قد يواجهون تأخيرًا في تشخيصهم بالسرطان.

سرطان الزائدة الدودية

وقالت مؤلفة الدراسة، الدكتورة ميشيل سالازار، وهي مقيمة في قسم الجراحة العامة في كلية الطب بجامعة ييل/ مستشفى ييل نيو هافن بالولايات المتحدة: "أود تقديم المشورة للمرضى على أساس العمر. إذا كنت أكبر سنًا، فأنت أقل عرضة للإصابة بسرطان الزائدة الدودية وخطر أكبر لمضاعفات الجراحة".

وتابعت في بيان صحفي للجامعة: "المرضى الأصغر سنًا والأصحاء هم أكثر عرضة لتحمل عملية جراحية، وقد يرغبون في استبعاد السرطان من خلال الخضوع للعملية. يجب مراعاة خصائص التهاب الزائدة الدودية في القرار"، وفقًا لما أوردته وكالة "يو بي آي".

وحلل الباحثون، بيانات ما يقرب من 388 ألف مريض في الولايات المتحدة تم تشخيص إصابتهم بسرطان القولون الأيمن من عام 2004 إلى عام 2017، من بينهم 19570 مصابًا بسرطان الزائدة الدودية.

اقرأ أيضا:

تناول هذا الطعام قبل النوم يساعدك على التخلص من الشخير

سن صغير

وغالبًا ما يكون المرضى المصابون بسرطان الزائدة الدودية أصغر من 50عامًا ولديهم مشاكل صحية أخرى أقل، لكنهم أيضًا أكثر عرضة للإصابة بسرطان أكثر تقدمًا من المرضى الذين يعانون من سرطانات القولون الأخرى.

على سبيل المثال، يمثل المرضى الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا 1.4 في المائة من سرطانات القولون الأخرى في الجانب الأيمن و8.4 في المائة من سرطانات الزائدة الدودية، بينما يمثل المرضى الذين يبلغون من العمر 70 عامًا أو أكثر 58.2 في المائة من سرطانات القولون الأخرى في الجانب الأيمن و25.3 في المائة من سرطانات الزائدة الدودية.

ووجدت الدراسة أيضًا أن 28.7 في المائة من مرضى سرطان الزائدة الدودية يعانون من أورام سرطانية، وهو نوع بطيء النمو من أورام الغدد الصماء العصبية، وأن زيادة خطر الإصابة بسرطان الزائدة الدودية لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا يبدو أنها مدفوعة بهذه الأورام.

تضاعفت الحالات السنوية لسرطان الزائدة الدودية من 814 في عام 2004 إلى 1928 في عام 2017، بينما انخفضت حالات سرطان القولون في الجانب الأيمن من 26445 حالة في عام 2004 إلى 24712 حالة في عام 2017.

ونتيجة لذلك، ارتفعت نسبة سرطان الزائدة الدودية مقارنة بسرطانات القولون الأخرى خلال فترة الدراسة، وخاصة في المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 49 عامًا، حيث ارتفعت من 10 في المائة إلى 18 في المائة.

وكان المرضى الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الزائدة الدودية مقارنة بسرطان القولون في الجانب الأيمن هم الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا (25 في المائة أكثر احتمالية).

قال الدكتور نادر حنا، مدير العمليات السريرية في قسم الجراحة العامة وجراحة الأورام في كلية الطب بجامعة ماريلاند، والذي لم يشارك في الدراسة، إن النتائج تظهر أن سرطان الزائدة الدودية "خطر صغير ولكنه حقيقي"، وأن المرضى الذين يعانون من التهاب الزائدة الدودية الحاد يجب أن يخضعوا لمراجعة شاملة.