حذرت دراسة حديثة، الرجال من مخاطر تناول اللحوم على فرصهم في الإنجاب، إذ يمكن أن تؤدي في النهاية إلى الإصابة بالعقم.

وأوصى الباحثون في جامعة ورسستر، أولئك الذين يخططون لإنجاب طفل بتناول كميات محدودة من الدجاج ولحم البقر والضأن، بعدما توصلوا إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين تقلل هرمون التستوستيرون (قصور الغدد التناسلية) لدى الرجال بنسبة 37 في المائة.

وقال كبير الباحثين جو ويتاكر، خبير التغذية، لصحيفة "ذا صن": انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون يؤدي إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية، وهو المحدد الرئيسي لخصوبة الرجال".

وأضاف: "في دراستنا، تسببت النظم الغذائية الغنية بالبروتين في انخفاض هرمون التستوستيرون، لذا فمن المحتمل جدًا أنها تسببت أيضًا في انخفاض عدد الحيوانات المنوية، مما يقلل من خصوبة الرجال."

ويرتبط انخفاض هرمون التستوستيرون أيضًا بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري والزهايمر.

ووصفت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في المجلة الأكاديمية "نيوترشن آند هيلث"، الآثار بأنها "تسمم بروتيني"، أي عندما يتحلل البروتين إلى "أموني سام".

وأشارت إلى أن الجسم قد يصبح منشغلًا جدًا في إصلاح التسمم بالبروتين الذي يثبط إنتاج هرمون التستوستيرون. وقال ويتاكر: "سيستغرق الأمر من أسبوع إلى أسبوعين لرؤية العلامات الأولى للتسمم بالبروتين مثل الغثيان والإسهال وانخفاض هرمون التستوستيرون (بما في ذلك الأعراض ذات الصلة مثل انخفاض الدافع الجنسي)".

تأثير اللحوم على هرمون التستوستيرون

وجمع الباحثون، نتائج 27 دراسة، شملت 309 رجلاً، وتوصلوا إلى أن الأنظمة الغذائية عالية البروتين، والتي تميل إلى أن تكون منخفضة الكربوهيدرات كحل وسط، تؤثر باستمرار على هرمون التستوستيرون وترفع الكورتيزول.

ويعد النظام الغذائي الغني بالبروتين، المتمثل في اللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان والفاصوليا والبقول، هو المصدر لـ 35 في المائة من السعرات الحرارية.

وبالنسبة للرجل الذي يأكل 2500 سعرة حرارية في اليوم، فإن هذا يعني أنه يحصل على حوالي 865 سعرة حرارية من البروتين، وهو ما يعادل ثلاث بيضات في وجبة الإفطار (240 كيلوكالوري)، وصدر دجاج على الغداء (212 كيلوكالوري)، و250 جرامًا من اللحم البقري المفروم على العشاء (420 كيلوكالوري)، على سبيل المثال.

وقدّر ويتاكر، أن حوالي واحد في المائة من الرجال يأكلون هذا القدر من البروتين، وقال إنهم "في الغالب من الرجال الذين يحاولون زيادة العضلات، وأولئك الذين يعتمدون على الكثير من مخفوقات البروتين".

وأضاف: "لاعبو كمال الأجسام ورفع الأثقال (حتى الهواة في الصالات الرياضية العادية) مكرسون بشكل ملحوظ للأنظمة الغذائية، وقد يحققون ذلك (35 في المائة من السعرات الحرارية التي مصدرها البروتين) في بعض الأحيان".

اقرأ أيضا:

تناول هذا الطعام قبل النوم يساعدك على التخلص من الشخير

أعراض التسمم بالبروتين

و"حسب القصص المتناقلة، سمعت العديد من الرجال يشكون من أعراض خفيفة للتسمم بالبروتين مثل آلام المعدة والإسهال، عند محاولتهم زيادة حجم الجسم. أي شيء يزيد عن 35 في المائة من البروتين لأكثر من أسبوعين يعتبر منطقة خطرة"، وفقًا لتحذيره.

مع ذلك، قال: "يمكن أن يكون آمنًا لبعض الأشخاص، لكنه لم تتم دراسته جيدًا، والقليل من الأبحاث حوله يشير بقوة إلى أنه سيضر." وأوصى ويتاكر بالالتزام بأقل من 30 في المائة من البروتين، أو 15 إلى 25 في المائة إذا كنت تريد تكوين أسرة.

وأضاف: "قللوا من تناول الكحول، وأقلعوا عن التدخين، ومارسوا التمارين الرياضية بانتظام، وانقصوا الوزن إذا لزم الأمر، وتناولوا نظامًا غذائيًا غنيًا بالأطعمة المغذية الكاملة وغير المصنعة مثل اللحوم والأسماك والبيض والفواكه والخضروات والمكسرات والبقوليات".

ومضى محذرًا: "تجنب الأطعمة المصنعة و/ أو السكرية مثل الطاعون."

يعد تناول البروتين أمرًا حيويًا وله عدد من الفوائد، بما فيها إصلاح العضلات، والحفاظ على الشعور بالشبع لفترة أطول. لهذا السبب يفضله كثيرًا مجتمع كمال الأجسام، والذين يحاولون إنقاص الوزن.

وتقول مؤسسة التغذية البريطانية إنها توصي بكميات البروتين يوميًا بناءً على الكمية التي نحتاجها لكل كيلوجرام من وزن الجسم.

للبالغين 0.75 جرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم. والتوصيات الحالية هي 56 جرام / يوم للرجال و 45 جرام / يوم للنساء (بناءً على أوزان 75 كجم للرجال و 60 كجم للنساء).