من الأمور المزعجة لكثير من الناس، الاستيقاظ في منتصف الليل لأجل دخول المرحاض، بغرض التبول، في الوقت الذي يحذر فيه الخبراء من خطورة حبس البول عندما تمتلئ المثانة به.

وتقول ستيفاني تايلور، مؤسسة موقع (Kegel8)، إن المثانة العادية للبالغين يمكنها حمل كوبين من البول قبل اعتبارها ممتلئة، وقد يستغرق تفريغها ما يصل إلى 10 ساعات، لذا فإن أي شيء تشربه في المساء يمكن أن يضغط على المثانة في الساعة 3 صباحًا.

ترسل المثانة رسالة إلى الدماغ عندما يمتلئ ربعها تقريبًا. "ومع ذلك، إذا تركتها لفترة طويلة، يمكن أن تتراكم البكتيريا الضارة والتي يمكن أن تسبب التهاب المسالك البولية. وإذا تركت عدوى المسالك البولية دون علاج وانتشرت العدوى، فقد تتحول إلى تعفن يهدد الحياة"، وفق ستيفاني.

وتسبب التهابات المسالك البولية الألم أثناء التبول، والحاجة المستمرة للذهاب إلى المرحاض. ويتم علاجها بالمضادات الحيوية.

وتابعت ستيفاني محذرة: "يمكن أن يؤدي تجاهل المثانة لفترة طويلة إلى إحداث دمار في قاع الحوض، ويسبب الجفاف غير المريح (ضمور الجهاز البولي التناسلي) وسلس البول - حيث تتبول بدون قصد".

ويمكن أن يتسبب حبس البول في كثير من الأحيان في فقدان عضلات المثانة القدرة على الانقباض عند الحاجة إليها.

كيف تستعيد السيطرة على المثانة في الليل؟

بينما تحث ستيفاني على الذهاب للتبول ليلاً عند الحاجة إلى ذلك، فإن لديها أيضًا نصائح تتضمن عدة طرق يمكنك من خلالها تجنب امتلاء المثانة بالبول، والاضطرار إلى حبسه، ومن ثم الاستيقاظ من النوم لدخول المرحاض، وفقًا لما أوردته صحيفة "ذا صن"، على النحو التالي:

التقليل من المشروبات في المساء

نصحت ستيفاني بالحد من تناول السوائل في المساء، وخاصة الشاي والقهوة والمشروبات الغازية والكحول وهي مدرات للبول.

وأضافت: "عندما تستلقي، يصبح من الأسهل على نظام الدورة الدموية أن يعمل - بمعنى أن السوائل يتم امتصاصها في الدم وتصفيتها عبر الكلى، ثم إرسالها إلى المثانة كبول. هذا يعني أن مثانتك تمتلئ بسرعة أكبر عندما تنام في السرير في الليل".

تدريب المثانة 

قالت ستيفاني، إنه إذا لم تتمكن من قضاء الليل دون أن تقوم لإفراغ المثانة، فإنه يجب إعادة تدريب المثانة من خلال قمع الرغبة في استخدام المرحاض نتيجة المعاناة من فرط نشاط المثانة- المكان الذي يعاني فيه الشخص من رغبة مفاجئة وملحة في التبول.

عادة ما يتم إجراء إعادة تدريب المثانة مع الطبيب، ويتضمن تقنيات "تأجيل" الذهاب إلى المرحاض عندما تشعر بالحاجة لذلك، ويكون في البداية دقيقتان، تزداد إلى 10 دقائق أو أكثر.

في الليل، تنصح ستيفاني بأنه يجب عليك التبول إذا كنت بحاجة إلى التبول. لكن لمنع هذا ، قالت: "تأكد من إفراغ مثانتك قبل النوم، ثم اضبط نفسك منبهًا لمدة ساعة قبل أن تميل إلى الاستيقاظ وأنت بحاجة إلى التبول".

وتابعت: "إذا كنت معتادًا على الاستيقاظ أثناء الليل للتبول، على سبيل المثال، الساعة 3 صباحًا، فاضبط المنبه قبل ساعة من الاستيقاظ لبضع ليالٍ متتالية. ثم ادفعها لمدة ساعة كل ليلتين إلى الرابعة والخامسة وما إلى ذلك، حتى الصباح. (هذا) سيعيد تدريب الساعة الداخلية لجسمك في النهاية".

لكن يجب اتباع خطوات أخرى؛ مثل التوقف عن شرب السوائل قبل النوم، والسماح للجسم بالتكيف والدماغ بالتوقف عن التفكير في الحاجة إلى إفراغ المثانة في وقت محدد أثناء الليل.

اظهار أخبار متعلقة

الأدوية المدرة للبول 

الأدوية المدرة للبول، يتناولها بعض الأشخاص، من بينهم المصابون بارتفاع ضغط الدم، وهي مصممة لزيادة إنتاج البول عن طريق المساعدة في تخليص الجسم من الملح (الصوديوم) والماء، وتقليل كمية السوائل التي تتدفق عبر الأوردة والشرايين، وتقليل ضغط الدم.

لكن ستيفاني قالت إن تناول مدرات البول في الليل سيتسبب في قطع النوم أكثر، لذا تناولها في الصباح أو قبل النوم بست ساعات على الأقل.

فقدان الوزن 

قالت ستيفاني إن الوزن الزائد، خاصة حول منطقة البطن، يضغط على المثانة، ليس هذا فقط، ولكن هذا الضغط يمكن أن يضعف أو يتلف قاع الحوض، مما يؤدي إلى سلس البول.

ويمكن أن يؤدي الحفاظ على وزن صحي أو فقدان الوزن الزائد إلى تخفيف الضغط عن المثانة، مما يمنحك فرصة أفضل للنوم الجيد ليلاً.

تمرين عضلات قاع الحوض

يمكن أن يتسبب حبس البول في إضعاف عضلات قاع الحوض، مما يجعل من الصعب عليك التحكم في البول. وتتسبب عضلات قاع الحوض الضعيفة في التبول الليلي المتكرر، حيث تجد صعوبة في تجنب الذهاب إلى المرحاض.

لكن الأسوأ من ذلك، أنه قد يسبب سلس البول الليلي (التبول اللاإرادي للبالغين)، كما تقول ستيفاني. وهذا شائع نسبيًا، ويؤثر على واحد من كل 100 بالغ.

لذا، نصحت ستيفاني بأن "تقوية قاع الحوض يمكن أن يزيد من التحكم في المثانة، ويمنع نوبات التبول اللاإرادي ويسمح بالوصول إلى الحمام في الوقت المناسب. وإذا وجدت صعوبة في أداء تمارين قاع الحوض اليدوية، فجرب مسحوق حبر إلكتروني، والذي يسمح لك بالرؤية والإحساس عندما تعمل عضلاتك بشكل صحيح".

متى يكون التبول الليلي علامة على شيء خطير؟

التبول الليلي أحد الأسباب الرئيسية لقلة النوم ليلاً، وفي حين أنه من السهل تجاهُل هذا الأمر باعتباره مشكلة شائعة وعادية (وهو الأمر كذلك في معظم الأحيان)، إلا أن هناك بعض الحالات التي يكون فيها التبول الليلي عرضًا لشيء خطير.

ومن بينها، تضخم البروستاتا، الذي يمكن أن يتسبب أيضًا في احتباس البول لدى الرجال وألم في المعدة. ويعد سرطان البروستاتا من أكثر الأسباب للتبول في الليل، حيث يصاب به رجل واحد من بين كل ثمانية رجال.

التبول المتكرر، خاصة في الليل، يمكن أن يكون أيضًا من أعراض مرض السكري، النوع 2 هو الشكل الأكثر شيوعًا. ويقول الخبراء: إذا كنت تذهب إلى المرحاض أكثر من المعتاد، فقد يشير ذلك إلى وجود خطأ ما ويجب عليك زيارة الطبيب.

تشمل المحفزات الأخرى للتبول الليلي، الكافيين والكحول والتدخين، في حين أن القلق أو التوتر قد يجعلك تعتقد أنك بحاجة إلى التبول حتى لو لم تفعل ذلك.