يعاني بعض الآباء من تأخر أطفالهم في الحصول على النوم، حتى بعد أن يذهبوا إلى الفراش، الأمر الذي يرجعه الخبراء إلى ثلاثة أشياء يقوم بها الأطفال قبل النوم تؤخر نومهم.

وكشفت دراسة استقصائية شملت 1000 من الآباء، أن قلة النوم يمكن أن يكون لها تأثير كبير على سلوك الأطفال، مما يؤثر على قدرتهم على الدراسة ويجعلهم أكثر جدلاً في المنزل.

وأشار حوالي 19 في المائة من الآباء إلى أن أطفالهم الصغار يواجهون صعوبة في النوم، وألقى 44 في المائة منهم باللوم على هواتفهم، و26 في المائة على ألعاب الفيديو، و21 في المائة على التلفزيون.

وفي حين يعتقد العديد من الآباء، أن حصول أطفالهم على هواتفهم، أو مشاهدة التليفزيون يعد طريقة رائعة لتهئية أولادهم للنوم، لكن النتائج تشير إلى نتائج عكسية، إذ أن ذلك لا يساعدهم على النوم، وفقًا لصحيفة "ذا صن".

قضاء وقت أطول أمام الشاشات

قالت الدكتورة صوفي بوستوك، خبيرة النوم، إن الآباء على حق في إدراك أن قضاء وقت أطول أمام الشاشات قبل النوم يمكن أن يؤخر أوقات النوم، وله تأثير مدمر على جودة النوم.

وأوضحت: "من الإيجابي أن يدرك الكثير من الآباء أن الروتين المنتظم لوقت النوم يمكن أن يساعد أطفالهم على النوم والحصول على نوم جيد. تشير الأبحاث إلى أن استبدال الوقت أمام الشاشة بأنشطة بديلة، مثل الاستحمام، أو القراءة، أو الحصول على قصة قبل النوم لا يمكن أن يساعد في النوم فحسب، بل يمكن أن يساعدهم أيضًا على البقاء يقظين والتركيز في المدرسة في اليوم التالي".

ومن بين تحديات وقت النوم الأخرى التي ذكرها أولياء الأمور، وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم القدرة على الاسترخاء، والقلق بشأن المدرسة. وكانت لقلة النوم هذه، تأثير أيضًا على سلوكهم.

وقال حوالي 54 في المائة من الآباء، إن قلة النوم جعلت أطفالهم يعانون من صعوبة التركيز، بينما قال 30 في المائة، إن قلة النوم تؤدي إلى جدال عائلي، فيما أشار 25 في المائة من الآباء إلى أن أطفالهم يشعرون بالنعاس في المدرسة.

مدة نوم الأطفال

وفيما يتعلق بمدة نوم الأطفال، وجد الاستطلاع أن ثلثي الأطفال ينامون لفترة تتراوح ما بين ثماني وعشر ساعات في الليل، و42 في المائة من الأطفال ينامون أثناء النهار.

وقالت شيري ماديجان، المؤلفة المشاركة في الدراسة لوكالة "يو بي آي": "عندما يظل الأطفال دون سن 12 عامًا على الشاشات لساعات طويلة جدًا في اليوم، فقد يرتبط ذلك ببعض المشكلات السلوكية، مثل العدوانية أو الحزن".

ومع ذلك، فإن القضية لا تقتصر على "مدة مشاهدة الشاشة"، ولكن أيضًا "كيفية تفاعل الأطفال مع الشاشات"، كما قال ماديجان من جامعة كالجاري ومعهد الأبحاث التابع لمستشفى ألبرتا للأطفال في كندا.

في عام 2020، خففت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال من الإرشادات الخاصة بقضاء الوقت أمام الشاشة للتركيز أكثر على جودة الوقت بدلاً من المدة.

قال الباحثون، إن الإرشادات الجديدة شجعت الآباء ومقدمي الرعاية والمعلمين على التواصل مع الأطفال بشأن استخدام وسائل الإعلام القائمة على الشاشة والترويج للاستخدام "الهادف".

وأضافوا إن الاستخدامات الإيجابية أو الهادفة لأجهزة الشاشة تشمل تلك التي تتضمن التعليم، أو مواكبة الأخبار والأحداث الجارية، أو التواصل مع الأصدقاء والعائلة.

وقالت ماديجان إنه حتى "مشاهدة فيلم مع أشقائهم أو اللعب مع الأصدقاء عبر الإنترنت" يمكن أن يكون "ذا مغزى" باعتدال. وتابعت: "عندما يستخدم الأطفال الشاشات كوسيلة للتواصل مع الآخرين، فإن الارتباط بين وقت الشاشات والمشاكل السلوكية للأطفال يكون أضعف".

اظهار أخبار متعلقة

زيادة اضطرابات الصحة العقلية

ومع ذلك، وجدت الدراسات الحديثة أن زيادة الوقت أمام الشاشات، لا سيما أثناء وباء كوفيد – 19، أدى إلى زيادة اضطرابات الصحة العقلية والمشاكل السلوكية بين الشباب في الولايات المتحدة.

وربطت الأبحاث السابقة بين زيادة قضاء الوقت أمام الشاشة أيضًا بانخفاض النشاط البدني.

وقالت ماديجان: "عندما يشاهد الأطفال الشاشات لفترات طويلة، يُعتقد أن هذا يترك وقتًا أقل للانخراط في الأنشطة الأخرى التي نعرف أنها مهمة للنمو الصحي، بما في ذلك النشاط البدني والنوم والأنشطة خارج الإنترنت مثل القراءة والواجبات المنزلية".

وحذرت من أن زيادة الوقت أمام الشاشات يمكن أن يؤثر سلبًا على "التفاعلات الاجتماعية الإيجابية مع الآخرين".

ووفقًا لإرشادات هيئة الخدمات الصحية في بريطانيا، فإن الأطفال يحتاجون إلى عدد ساعات متفاوتة من النوم.

فبالنسبة للأطفال من عمر 4 إلى 12 شهرًا، يحتاجون إلى 12 إلى 16 ساعة، ومن بينها القيلولة. أما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وسنتين، فيجب أن يحصلوا على 11 إلى 14 ساعة من النوم، بما في ذلك القيلولة.

ويجب أن يحصل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وخمس سنوات على 10 إلى 13 ساعة من النوم بما في ذلك القيلولة، بينما يحصل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 12 عامًا على 9-12 ساعة من النوم.

بالنسبة للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 18 عامًا، يجب أن يحصلوا على 8-10 ساعات من النوم.