احذر أن تقع في هذا الذنب أثناء توبتك فتخسر دنياك وأخراك
بقلم |
محمد جمال |
الاثنين 19 فبراير 2024 - 06:02 ص
لا ينبغي للمسلم أن يتجاهل مراد الله منه فهو يعيش فى هذه الحياة وهو يعلم أن الله خالقه ورازقه وإليه يرجع الأمر كله علانيته وسره.
واذا عرف المسلم ذلك صارت له ملكة خاصة يعرف بها كيف يرضى الله عنه ومتى يسخط،فان وقع في معصية بادر بالتوبة لكي يرضى الله عنه.
متى تصح التوبة؟ ومن الأمور التي يجب على المسلم أن يعتني بها في موضوع التوبة والتي نبه إليها العلماء هى التواضع وعدم الاستكبار بالتوبة ويتمثل ذلك عمليا في الانكسار والإذلال بين يدي الله تعالى والاعتراف بالذنب واستشعار عظم الذنب وخطورته.
التذلل لله: وهذه الحالة التى يعيشها مع التوبة تكون سببا رئيسيا في مغفرة الذنب وعلو شأن التائب عند الله تعالى، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: إن عبدا أصاب ذنبا فقال: رب أذنبت فاغفر لي فقال ربه: أعلِم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به غفرتُ لعبدي. ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنبا فقال: رب أذنبت فاغفره. فقال: أعلِم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا قال: رب أصبت آخر فاغفره لي، فقال: أعلِم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي -ثلاثًا- فليعمل ما شاء" رواه البخاري. وبالتأمل في هذا الحديث الشرف ندرك جيدا أن الإصرار على التوبة والانكسار للخالق سبحانه وتعالى ومعاودة التوبة والاستغفار والندم على الذنب كلها اسباب مهمة لمغفرة الذنب الذي قد يبلغ به التائب ثوبا أعظم من طاعات كثيرة. الاستكبار بالتوبة: وعلى النقيض بحذر العلماء من الاستكبار بالتوبة على الله كمن يذنب وحين يريد التوبة يتظاهر بها ولا يستشعر خطر ما وقع فيه من ذنب بل يتوب توبة باردة لا ندم فيها ولا احساس. فمثل هذه التوبة مردودة على صاحبها لأن الندم ركن من أركان التوبة إن لم يكن الركن الأهم ولهذا جاء في الحديث الشريف: "الندم توبة" بهذا نوقن أهمية التواضع وبالتوبةوعدم الاستكبار بها على الله وقديما قيل: رب عاص نادم خير من طائع مستكبر. فاعبد يدرك بتواضعه درجات كثيرة يخسرها أن تكبر وتطغى لانه بهذا كأنه يبارز الله تعالى.