حرم الله تعالى الكذب بكل صوره وعده من آفات اللسان التي على المؤمن أن يتحرز منها ويبتعد عنها لوجود نصوص كثيرة تبين المعيد لمن فعلها.
وإذا كان الكذب حرام شرعا ولا يشرع إلا لمصلحة وفي حلات معينة بينها العلماء فإن الكذب صفة لا يجتمع مع الإيمان فقد روي عن النبي بسند فيه ضعف قيل يا رسولَ اللهِ أيكون المؤمنُ جبانًا قال : نعم قيل له : أيكونُ المؤمنُ بخيلًا ؟ قال : نعم " قيل له : أيكونُ المؤمنُ كذَّابًا ؟ قال : لا.
النهي عن الكذب:
ومما يدل على خطورة الكذب والنهي عنه ما ورد في شأنه من أحاديث شديدة الوعيد منها ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً).
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم اعتبره خصلة وعلامة من علامات النفاق ففي الحديث: "آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان".
معنى الكذب على النبي:
وإذ كان هذا الوعيد في شأن الكذب بوجه عام فإنه مع الكذب على الرسول أشد ومعنى اكذب على الرسول أن ينسب إليه ما لم يقوله أو يفعله أو يقرره من أقوال وأفعل لم تتثبت عنه بشرط أن يتعمد من يفعل هذا الكذب وهو يعلم أما إن لم يعلم فلا وزر عليه قال الله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حدَّث عنِّي حديثًا وهو يرَى أنَّه كذِبٌ فهو أحدُ الكاذبَيْن) رواه ابن ماجه وصححه الألباني .
الوعيد في الكذب على النبي:
وقد وردت عدة نصوص تؤكد جرم من يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم منها ما جاء عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن كذبا عليَّ ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) رواه البخاري، ورواه مسلم في مقدمة صحيحه. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تكذبوا عليَّ، فإنه من كذب عليَّ فلْيَلِجِ النار) رواه البخاري. وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من أعظم الفِرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه، أو يُريَ عينه ما لم ترَ، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل) رواه البخاري. وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حدَّث عنِّي حديثًا وهو يرَى أنَّه كذِبٌ فهو أحدُ الكاذبَيْن) رواه ابن ماجه وصححه الألباني ، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تكذبوا عليَّ، فإنه من يكذب عليَّ يلج النار).