أخبار

انتبه.. الجلوس على المرحاض لفترة طويلة علامة على الإصابة بالسرطان

تغييرات في حياتك اليومية تساعدك على العيش لفترة أطول

اقتد بأخلاق النبي.. واحذر أن تبرر الفاحشة لنفسك

عمرو خالد يكشف: أعظم 3 نساء في حياة رسول الله.. أحبهم حب كبير

"لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ".. متى تكون "النجوى" مسموحًا بها؟

هل تريد أن تكون سيدًا في عائلتك؟.. إليك أهم الشروط

حكايات مؤثرة.. " الجزع لا يعيد الفائت بل يسعد الشامت"

لن تملّ من ذكر ومحبة النبي (حكايات مؤثرة)

هل أحب الدنيا أم أكرهها .. تعرف على نظرة الإسلام لها

السائل الذي يخرج من المرأة هل ينقض الوضوء ويوجب الغسل؟

"لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ".. متى تكون "النجوى" مسموحًا بها؟

بقلم | أنس محمد | الاثنين 18 نوفمبر 2024 - 11:09 ص

يقول الله تعالى في سورة النساء: "﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾.

من العادات المنتشرة بين الناس في الوقت الحاضر، دون حساب جدواها وأثرها على المجتمع، النجوى، ولقد وصف الله عز وجل بأن النجوى كلها لا خير فيها إلا إذا كانت لصدقة أو إصلاح بين الناس أو أمر بمعروف، فأكثرها من أفعال الشيطان الرجيم يزين ذلك الفعل الشنيع ليحزن به أهل الإيمان؛ كما قال من يعلم السر والنجوى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} سورة المجادلة(10).

فالنجوى وهي المسارة حيث يتوهم مؤمن بها سوءاً: {مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} يعني إنما يصدر هذا من المتناجين عن كوسواس شيطاني {لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} أي ليسوءهم وليس ذلك بضارهم شيئاً إلا بإذن الله، ومن أحس من ذلك شيئاً فليستعذ بالله وليتوكل على الله.

وقد كان المنافقون يتناجون سراً، في حق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حتى أن القرآن تحدث عن صفات المنافقين ومناجتهم، في آيات عديدة، لتحذير المؤمنين من الوقوع في هذه الأفعال، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث حتى تختلطوا بالناس)، لأن النجوى عادة تسبب الأذى للغير والإحساس بالخيانة أو نبذ الآخرين، لذلك نهى عنها النبي، وهي حديث اثنين أو المجموعة في وسط الآخرين دون مشاركة الذين يحيطون بهم بما يتحدثون.

وجاءت النجوى في سورة  المجادلة وأنزل الله قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8)".

وقال ابن العربي في «أحكام القرآن» عند قوله تعالى: { لا خير في كثير من نجواهم } الآية [114] في سورة النساء: إن الله تعالى أمر عباده بأمرين عظيمين: أحدهما: الإِخلاص وهو أن يستوي ظاهر المرء وباطنه، والثاني: النصيحة لكتاب الله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، فالنجوى خلاف هذين الأصلين وبعدَ هذا فلم يكن بد للخلق من أمر يختصون به في أنفسهم ويَخُص به بعضهم بعضاً فرخص في ذلك بصفة الأمر بالمعروف والصدقة إصلاح ذات البين.

وفي الموطأ } حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كان ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون واحد " زاد في رواية مسلم " إلا بإذنه فإن ذلك يُحزنه "

وفهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المسألة، فروى الإمام مالك في الموطأ عن عبد الله بن دينار قال: كنت أنا وابن عمر عند دار خالد بن عقبة في السوق، فجاء رجل يريد أن يناجيه - جاء رجل عند ابن عمر وابن عمر يريد أن يناجيه – وليس مع ابن عمر أحد غيري، فدعا ابن عمر رجلاً آخر من السوق، قال لرجل رابع: تعال، دعاه، حتى كنا أربعة، ثم قال لي وللرجل الثالث الذي دعا: استأخرا شيئاً، واستأخرا من التأخر، حتى يبلغ المناجي مراده، أي تأخر أنت والرابع شيئاً حتى أتمكن من كلام هذا الرجل الذي معي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يتناجى اثنان دون واحد).


شروط جواز التناجي

أن تكون هناك مصلحة راجحة على مفسدة التناجي

أن يكون بإذن الشخص الثالث، ويجب أن يراعى ألا يكون الشخص الثالث مكره.

أن يكون هناك حاجة فعلاً، ومصلحة راجحة مؤكدة تتغلب على مفسدة مشكوك بها وهي إحزانه، فإذا كانت المصلحة قوية جداً وإحزان الشخص هذا مشكوك فيه عند ذلك يجوز التناجي.

مناجاة الرسول

يقول الله تعالى آمراً عباده المؤمنين إذا أراد أحدهم أن يناجي النبي صلى اللّه عليه وسلم أي يساره فيما بينه وبينه، أن يقدم بين يدي ذلك صدقة تطهره وتزكيه وتؤهله لأن يصلح لهذا المقام.

قال تعالى‏:‏ ‏{ ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ}‏، ثم قال تعالى‏:‏ ‏{فَإِن لَّمْ تَجِدُوا}أي إلا من عجز عن ذلك لفقره، ‏{ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }‏.

فما أمر بها إلا من قدر عليها، ثم قال تعالى‏:‏ ‏{ أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ }‏ أي أخفتم من استمرار هذا الحكم عليكم من وجوب الصدقة قبل مناجاة الرسول، ‏{ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }‏ فنسخ وجوب ذلك عنهم، وقد قيل‏:‏ إنه لم يعمل بهذه الآية قبل نسخها سوى علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه.

وقال مجاهد‏:‏ نهوا عن مناجاة النبي صلى اللّه عليه وسلم حتى يتصدقوا فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب، قدم ديناراً صدقة تصدق به، ثم ناجى النبي صلى اللّه عليه وسلم فسأله عن عشر خصال، ثم أنزلت الرخصة، وقال علي رضي اللّه عنه‏:‏ آية في كتاب اللّه عزّ وجلَّ لم يعمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي، كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم، فكنت إذا ناجيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تصدقت بدرهم، فنسخت، ولم يعمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي، ثم تلا هذه الآية‏:‏ ‏{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً }‏‏ وقال ابن عباس ‏{ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ‏}.

وذلك أن المسلمين أكثروا المسائل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى شقوا عليه، فأراد اللّه أن يخفف عن نبّيه عليه السلام، فلما قال ذلك جبن كثير من المسلمين، وكفوا عن المسألة، فأنزل اللّه بعد هذا‏:‏ ‏{ أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ }‏ فوسع اللّه عليهم ولم يضيق.

وقال قتادة ومقاتل‏:‏ سأل الناس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى أحفوه بالمسألة، ففطمهم اللّه بهذه الآية، فكان الرجل منهم إِذا كانت له الحاجة إلى نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلا يستطيع أن يقضيها، حتى يقدم بين يديه صدقة، فاشتد ذلك عليهم، فأنزل اللّه الرخصة بعد ذلك‏:‏ ‏{ لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ‏}‏‏.‏



الكلمات المفتاحية

لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ". حكم التناجي النجوى

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يقول الله تعالى في سورة النساء: "﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ