أخبار

حفظ الأسرار من صفات الأتقياء.. احرص أن تكون منهم

في زمن الشبهات احرص على .. الخلوة بالنفس وتأديبها

كيف تنال رحمة الله؟..10 وسائل وأعمال تجعلك مستحقًا لها

الاعتراف بالحق لصاحب الحق من الإيمان.. تعلم أن تشكر الله والناس

جهاز العروسة.. هل يلزم به الأب أم العريس؟

صدق النية ينجيك.. من عاش بصفاء النية نجاه الله من كل بلية

بالذكر والدعاء.. يرفع البلاء ويفك الكرب

أول عملية زرع كبد من خنزير إلى إنسان في العالم

4 أذكار تنجيك من الخوف والغم والمكر والفقر.. يكشفها عمرو خالد

دراسة: النشر على وسائل التواصل الاجتماعي يضر بالعقل مثل شرب الخمر وتدخين الحشيش

حفظ الأسرار من صفات الأتقياء.. احرص أن تكون منهم

بقلم | فريق التحرير | الجمعة 10 اكتوبر 2025 - 09:45 م

في زمنٍ كثرت فيه وسائل التواصل وتعددت فيه المنابر، صار الإفشاء بالأسرار سلوكًا شائعًا يهدد العلاقات، ويمزق الثقة بين الناس. غير أن الإسلام جعل حفظ السر خُلقًا عظيمًا لا يتحلى به إلا الأتقياء الذين يخافون الله ويوقرون عهودهم، فيصونون ما يُستأمنون عليه من القول والعمل.


فالسر أمانة، ومن ضيّع الأمانة فقد خان، وقد قال النبي ﷺ: "إذا حدّث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة" (رواه الترمذي).

وفي هذا دلالة على أن مجرد إشعار صاحب السر برغبته في الكتمان يجعل السامع مؤتمَنًا عليه، ولا يجوز له إفشاؤه إلا بإذنه أو لضرورة شرعية معتبرة.

إن حفظ الأسرار من شيم الصالحين والأتقياء، لأنه دليل على قوة الشخصية، ورجاحة العقل، وسمو الأخلاق. أما من يفشي السر، فيُظهر ضعفًا في النفس، وقلة وفاء، وعدم تقديرٍ لحقوق الآخرين. وقد قيل قديمًا: قلوب الأحرار قبور الأسرار، أي أنهم يدفنونها في صدورهم فلا يخرجونها لأحد.


ويُعدّ إفشاء السر من كبائر الذنوب إذا ترتب عليه ضرر بالناس أو كشف لعوراتهم، فقد نهى الإسلام عن التجسس والغيبة والنميمة، وجعل ذلك من أسباب غضب الله. قال تعالى: "ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا" [الحجرات: 12].

فكيف بمن ينشر أسرار الناس طواعية ويخون ثقتهم؟!

وقد ضرب النبي ﷺ أروع الأمثلة في حفظ الأسرار، فكان إذا استودعه أحد أمرًا كتمه، حتى إن الصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا يعلمون بعض ما كان يُسر به النبي لبعضهم إلا بعد وفاته ﷺ. وهكذا كان الصحابة والأئمة من بعده، يرون كتمان السر عبادةً تحفظ القلوب من الخيانة والألسنة من الزلل.


وفي عصرنا الحديث، أصبح حفظ السر أكثر أهمية من أي وقت مضى، فالأسرار لم تعد كلماتٍ تُقال فقط، بل صارت بياناتٍ وصورًا ومعلوماتٍ شخصية تُتناقل بسرعة البرق، مما يستدعي من المسلم ورعًا وحرصًا وتقوى في التعامل مع ما يطلع عليه من أمور غيره.

قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "سرك أسيرك، فإن أفشيته صرتَ أسيره"،

أي أن من حفظ سره ملك أمره، ومن باح به صار رهينة لغيره.


فوائد حفظ الأسرار في حياة الفرد والمجتمع


إن حفظ الأسرار لا يُعد خُلقًا فاضلًا فحسب، بل هو قيمة إنسانية واجتماعية عظيمة تحقق التماسك والثقة بين الناس. فالفرد الذي يحافظ على أسرار من حوله يكسب احترامهم ومودتهم، ويصبح موضع ثقة في المجتمع. أما إفشاء الأسرار فيؤدي إلى القطيعة وسوء الظن وانتشار العداوات.

كما أن كتمان السر يربي النفس على ضبط اللسان، ويعلّم الإنسان الحكمة والتروي قبل النطق، وهي من صفات المؤمنين المتقين الذين قال الله فيهم:"قد أفلح من زكاها" [الشمس: 9].

فمن زكّى نفسه بحفظ الأمانات والأسرار، زكّاه الله في الدنيا ورفع شأنه في الآخرة.


إن المجتمع الذي يسوده خلق حفظ الأسرار والأمانة في القول هو مجتمعٌ متماسكٌ يسوده الودّ والاحترام المتبادل، ويتجنب الفتن والمشاحنات التي قد يثيرها الكلام المنقول أو الأسرار المكشوفة.

في النهاية، يبقى حفظ الأسرار علامة على صدق الإيمان، ودليلًا على صفاء القلب ونقاء السريرة، وصفة من صفات الأتقياء الذين يخافون الله في أقوالهم وأفعالهم. فحريٌّ بالمسلم أن يجعل لسانه ميزانًا من الحكمة، لا يبوح إلا بما ينفع، ولا ينقل إلا ما يرضي الله، ليبقى أمينًا في قوله، نقيًّا في سريرته، من أهل التقوى الذين قال الله فيهم:"إن المتقين في جناتٍ ونهر، في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر" [القمر: 54-55].


موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled حفظ الأسرار من صفات الأتقياء.. احرص أن تكون منهم